متابعات

عمل الفتاة السعودية كـ(مسعفة) ضرورة ملحة

جدة – إبراهيم المدني

طالب عدد من الأطباء هيئة الهلال الأحمر السعودي بتوفير مسعفات بجانب المسعفين في سيارات الهيئة ، لمتابعة إسعاف حالات النساء المطلوب نقلهن للمستشفيات من المنازل أو في مواقع الحوادث ، مؤكدين في الوقت ذاته على أن المرأة السعودية التي تخوض مواقع العمل بكفاءة وقدرات عالية في كافة المجالات الأخرى، قادرة بدون أدنى شك أن تخوض غمار هذا المجال الهام والحيوى والضرورى ،فوجود مسعفات بجانب المسعفين صار أمراً مهماً لإنقاذ حياة مئات الآلاف من النساء بالمملكة في ظل توفر كافة الإمكانات البشرية والفنية.

“الــــــــبلاد” ناقشت هذه القضية مع مجموعة من الأطباء فكانت آراؤهم تكاد تكون متقاربة في ضرورة مشاركة المرأة السعودية بمجال الإسعاف لمباشرة الحالات النسائية.

يقول الدكتور مجدي محمد صلاح أخصائي الأمراض الباطنية والكلى أنه لا يعرف سبب تأخر هيئة الهلال الأحمر في توفير مسعفات إلى جانب المسعفين، فالفتاة السعودية تعمل الآن في كل المجالات وغطت بنشاطها جميع أقسام الطب ولا يوجد مانع أو معوقات أمامها في العمل كمسعفة لمباشرة حالات النساء.

وأضاف”صلاح” أن هناك صعوبات تواجه المسعفين عند حدوث حرائق في المدارس أو حوادث الطرق وتكون النساء من ضمن المصابات حيث يجد المسعفون صعوبات في التعامل مع هذه الحالات ، بينما إذا كانت هناك مسعفات فيسهل عليهن التعامل مع المصابات ومباشرة حالتهن بالعلاج في الموقع أو بالنقل للمستشفى ، مؤكداً فى الوقت ذاته على أن وجود مسعفات ليس بالأمر الصعب في دولة تشهد تطوراً في شتى المجالات وفي الطب بشكل خاص.

وجود المحرم
فيما اتفق الدكتور عمرو زكريا أخصائي الأمراض الباطنية مع ما سبق قائلاً:”يتوقف المسعفون عند بعض حالات النساء المصابات بدون مباشرة لعدم وجود محرم، وهذا خطأ كبير ، فالحالة ربما تكون حرجة وتحتاج لتدخل سريع وإنقاذ لحياتها ولا تحتمل التأخير والانتظار حتى وصول المحرم”.

وأضاف إن مثل هذه الأمور تتطلب تدريب الفتيات على الإسعافات الأولية ومشاركتهن إلى جانب الرجال في إسعاف الحالات النسائية، مشيراً إلى أن المسعفات في معظم الدول المتقدمة والعربية موجودة منذ زمن طويل ويمارسن العمل بإتقان ،ويمكن الاستفادة من خبراتهن ،كما أن الفتيات السعوديات لديهن القدرة على مشاركة الرجال العمل الإسعافى وبجدارة وتحتاج فقط لتدريب والتوجيه وتوفير البيئة المناسبة للعمل.

نجاح المرأة السعودية فى الطب
من جهته، لفت الدكتور سعيد بن خالد إلى تمكن الطبيبة والممرضة السعودية من العمل بكل جدارة في مناطق بعيدة عن سكنها وذلك من خلال العمل في المراكز الصحية بالقرى والهجر المنتشرة في أرجاء المملكة وقد استطاعت التكيف مع هذه الظروف، موضحاً أن عمل المرأة السعودية كمسعفة ليس به أية صعوبة بل هو جزء من أعمال التمريض.

وأضاف الدكتور سعيد أن وجود المسعفات في المملكة مسألة وقت فقط وقد نرى في القريب مسعفات يباشرن حالات النساء أسوة بالمسعفين فالدولة تولي الفتاه السعودية اهتماماً بالغاً وتسعى للاستفادة من طاقاتها وإخلاصها وإتقانها لما تقوم به من أعمال.

المسعفة بحاجة لقرار
ومن جانبه يقول الدكتور باسم عطية إن الهلال الأحمر تأخر كثيراً في تعيين مسعفات إلى جانب المسعفين بدون وجود مبررات مقنعة ، فالفتاة السعودية تعمل في التمريض منذ نحو 40 عاماً على الأقل ، وكانت لها مساهمات في إسعاف حالات كثيرة حدثت لها مضاعفات أثناء تجوالها في الأسواق أو كانت عابرة لأحد الطرقات، وقامت الممرضة السعودية بدور رائع في التعامل مع هذه الحالات وساهمت في إنقاذ حياتها والحد من تضخم المضاعفات وهذا الدور هو الذي يقوم به مسعف الهلال الأحمر عند مباشرته ولإسعاف حالة معينة.

وأضاف الدكتور باسم أن تعيين مسعفات في الهلال الأحمر بحاجة لقرار فقط ومثلما حدث مع قيادة المرأة للسيارة في المملكة بقرار من ولي الأمر فالمسعفات بحاجة إلى قرار مماثل لتتمكن من القيام بدورها الاسعافي والإنساني تجاه شقيقاتها. مشيراً إلى أن الفتاة السعودية مؤهلة وجاهزة وتحتاج فقط لتدريب قصير حول كيفية التعامل مع حالات الحوادث في الطرق والمناطق الوعرة.

رأي الهلال الأحمر
فى المقابل حاولت “الــــــبلاد” إجراء اتصالات عدة بالمتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر “ياسين الشهري” لمعرفة معوقات تعيين مسعفات بالهيئة ولكن دون جدوى لكونه لا يرد على هاتفه ، بينما اكتفى نائبه محمد مناع بالقول إن وجود مسعفات إلى جانب الرجال يحتاج إلى قرار من الجهات العليا مع توفير البيئة المناسبة للمسعفات ، مضيفا أن هذا الموضوع لم يطرح على الهيئة ومن الأفضل أن تتم دراسته وعرضه على مجلس الشورى لاتخاذ قرار بشأنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *