استطلاع – عبدالعزيز عركوك
لا زالت أصداء توديع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لبطولة كأس الأمم الآسيوية 2019 المقامة في الإمارات ، تلقي بظلالها على الشارع الرياضي السعودي؛ نظرا للآمال التي عقدتها الجماهير السعودي على الأخضر ؛ للذهاب بعيدا في هذه النسخة، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ، وودع منتخبنا الوطني البطولة من ثمن النهائي بعد اصطدامه بالعقدة الدائمة” المنتخب الياباني” .. (البلاد) تفتح ملف إخفاق المنتخب الوطني مع عدد من حبراء ومدربي كرة القدم لنتعرف على أهم أسباب الخروج المبكر من العرس الآسيوي..
العودة : اتحاد القدم المسؤول
في البداية، أكد المدرب الوطني عبدالعزيز العودة، أن اتحاد القدم هو المسؤول الأول عن خروج منتخبنا الوطني من دور الستة عشر لمسابقة كأس آسيا، وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ذلك، من ضمنها قلة مشاركة اللاعبين السعوديين مع أنديتهم بعد قرار السماح للأندية المحلية بالتعاقد مع ٨ لاعبين أجانب، وبالتالي أسهم القرار بالاعتماد على العنصر الأجنبي وعدم إتاحة الفرصة للمحليين بتمثيل الأندية،
مما قلل فرصة اكتشاف المواهب وكذلك عدم إيقاف المشاركات المحلية بشكل كامل أثناء إقامة البطولة الآسيوية بعد لعب الجولة رقم 16 من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وكذلك منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين مما جعل الاختيارات محدودة لتمثيل منتخبنا في البطولة، وأضاف العودة: إن كأس آسيا يعتبر من أقوى البطولات ويجب التأهيل القوي للمشاركة في مثل هذه المنافسات وهذا لم نشاهده على أرض الواقع.
المصري: الخلل الفني واضح
وقال المدرب الوطني خليل المصري : إن منتخبنا على مستوى اللاعبين ، ظهر بشكل مميز في المباريات، وشاهدنا العديد من المواهب واللاعبين المميزين، خاصة على مستوى خط الوسط، ولكن على الصعيد الفني كان ينقصه العديد من الأمور، ومنها وجود بعض الأخطاء الواضحة في متوسط الدفاع، إضافة للكرات الثابتة، وكان ذلك واضحا في مواجهة منتخب قطر، التي أظهرت الخلل الواضح وسهولة كشف دفاع منتخبنا من أمام قلبي الدفاع، وكذلك عدم التغطية الجيدة في ركلات الزاوية، ولو نظرنا إلى هدف قطر الملغي والذي جاء من ضربة زاوية، وكان صحيحا ولم يحتسب، فلم نشاهد مدافعا بجوار القائم، وللأسف تكررت الأخطاء ولم يتم معالجتها في مواجهة اليابان التي لم تظهر بشكل مميز، ولكنها استطاعت خطف بطاقة التأهل بواسطة الكرات الثابتة.
البهكلي: مشاركة فاشلة
أما المدرب الوطني مازن البهكلي، فوصف مشاركة منتخبنا الوطني الأخيرة في كأس آسيا بالفاشلة فنيا، قائلا: إن المنتخب الوطني ظهر بلا انضباط تكتيكي، أو هوية واضحة؛ حيث كانت هناك أخطاء دفاعية واضحة للعيان، إضافة لعدم فاعلية خط الوسط ؛ حيث لم نشاهد حرص الثنائي عبدالعزيز البيشي وحسين المقهوي على محاولة اقتحام مرمى الخصم أو تهديده، وكانا يبحثان عن التمرير في وسط الملعب،
وعلى المستوى الفني خاصة في لقاء اليابان الأخير، كان من المفترض على المدرب بيتزي اللعب بمحورين وإشراك نوح الموسى بجانب عبدالله عطيف واللعب بطريقة ٤/٢/٣/١ بمشاركة فهد المولد وسالم الدوسري في الأطراف، وعبدالرحمن غريب في العمق؛ كونه يمتلك الشجاعة للدخول إلى منطقة الثمانية عشرة للخصم. وأضاف البهكلي: إن هناك بعض اللاعبين كانوا يبحثون عن الاستعراض،
ولفت الانتباه وتسجيل الأهداف والاعتماد على اللعب الفردي وليس الجماعي، بخلاف ماكنا نشاهده مع المدرب السابق مارفيك، الذي خسره منتخبنا بعد الشكل التنظيمي الواضح لأخضرنا السعودي، واختتم البهكلي حديثه بأنه في حالة تواجد مارفيك ما كنا لنشاهد بعض الأسماء الحالية التي لا تجيد اللعب الجماعي؛ كونه يعمل داخل الملعب وخارجه ويقوم بتوجيه الجميع بعكس بيتزي الذي يتوجب رحيله، وبناء منتخب جديد آخر، مبديا استغرابه من عدم ضم الثلاثي مهند عسيري وتركي العمار ومحمد كنو.
رحيمي: سوء الاختيار
من ناحيته، ذكر الدكتور مدني رحيمي الناقد الرياضي، أن سبب خروج منتخبنا الأخير من البطولة الآسيوية يتحمله اتحاد القدم، وذلك بعد ترك الحبل على الغارب للمدرب بيتزي، خاصة في عدم مناقشته في اختيار الأسماء المناسبة لتمثيل منتخبنا في البطولة، ويأتي في مقدمتها عدم اختيار المهاجم ورأس الحربة الصريح وكذلك عدم وجود لاعبين يمتلكون بنية جسمانية قوية فمعظم اللاعبين صغار القامة،
مبينا أن منتخبنا على المستوى الفني كان جيدا في منتصف الملعب فقط، ولديه عيوب واضحة في كيفية الوصول للمرمى والتكتيك الهجومي، فالبرغم من الفوز على كوريا الشمالية ولبنان إلا أن ذلك لم يكن اختبارا حقيقيا لضعف المستوى الفني للمنتخبين، وقال: إن الحل بمعالجة المشاكل وإضافة لاعبين مميزين في المستقبل، مبينا أن إقالة المدرب، ربما لا تكون حلا، فهناك إمكانية لتقديم الأفضل بتواجد بيتزي.