يبدو أن الرخصة التدريبية C الآسيوية في كرة القدم، أصبحت تثقيفية في رياضتنا السعودية فإذا كان هذا هو أحد أهداف اتحاد القدم فهي خطوة جيدة ويشكر عليها، ولكن ليس على حساب الرخص التدريبية المعتمدة آسيوياً لكي لا تواجه كرة القدم السعودية في المستقبل كارثة عندما تسند إلى هؤلاء مهام التدريب في الأندية، وهم لا يملكون خبرات سابقة،فمن المفترض استبدالها بالدورات التدريبية التثفيفية والتطويرية أو ورش العمل.أما إذا كان الهدف الحقيقي منها هو تأهيل الكفاءات الوطنية وزيادة عدد الحاصلين عليها فعليهم اختيار المؤهلين من اللاعبين السابقين الذين خدموا الأندية ومنتخباتنا الوطنية، فهولاء هم من سيستفاد منهم في تأسيس وصناعة جيل من اللاعبين الموهوبين.
* نشاهد في وقتنا الحالي إتاحة الفرصة لكل شخص رياضي أو غير رياضي بمزاولة مهنة التدريب ويصبح مدرباً لكرة القدم في الأندية لسهولة الحصول على الرخصة التدريبة C الآسيوية في مجال كرة القدم وبدون أي اشتراطات أوخبرة، فكل مايحتاحه الباحث عن هذه الرخصة هو التسجيل في الموقع الالكتروني الخاص ودفع الرسوم وحضور الدورة التدريبية، التي تمكنه من الحصول عليها خلال أسبوعين.
* الملفت للنظر أن تجد مدربا أو شخصا وهو صغير في عمره الرياضي وحاصل على رخص تدريبية متنوعة ( B وC ) ولم يزاول مهنة التدريب مسبقاً، إلا في الحارة أو الحي الذي يسكن فيه. ولم يُزاولها في أي ناد أو أكاديمية.
* من المؤسف أن نجد بعض الأندية تتعاقد مع هؤلاء المدربين أو الأشخاص الدخلاء على مهنة التدريب؛ ليكونوا مدربين في الفئات السنية، شباب وناشئين وبراعم. كيف يكون بناء المواهب سليما ومتكاملا وهم لا يملكون موهبة التدريب والفكر التدريبي ولم يمارسوا كرة القدم بالشكل الصحيح إلا في الحاره للتسلية. ويتضح بأن كثيرا من الأندية على مستوى الفئات السنية تتعاقد مع شهادات ورخص تدريبية معتقدين أن الحصول على الرخصة التدريبية كفيلة ليكون مدربا. ويتجاهلون بأن هذه الفئة العمرية هم الأساس والرافد الحقيقي للأندية ومُنتخباتنا الوطنية. لذا نؤكد أن هذه الفئة تحتاج إلى مُدرب ممارس كرة قدم حقيقي. ( ففاقد الشيء لايعطيه )
* فلا يتوقع اويعتقد البعض بأنني حاسد لهم أو ضد طموح أي شخص. لكل مجتهد نصيب. وأتمنى أن يكون المُدرب الوطني من أفضل مُدربي العالم فهذا فخر لكل مواطن وكثير مادعمنا تواجد المدرب الوطني بشكل أكبر على خارطة الكرة السعودية ، في مقالات سابقة. أنا مع من يستحق أن يحصل على الرخص التدريبية. ولكن حال كرة القدم في أنديتنا جعلني أتطرق لهذا العبث. فمن المسؤول عن نزف الرخص التدريبية ومنحها لمن لا يستحقها ؟