في الاستطلاع الصحفي الذي نشرته البلاد أمس الأول، من إعداد الزميل محمد قاسم مدير مكتب الجريدة بالمدينة المنورة، بعنوان” المرأة السعودية قادرة على الإبداع والتميز” كان حواراً لافتاً وعنواناً بارزاً، مع المرشدة السياحية افتخار مزعل المطيري، تناولت فيه العديد من الوقفات التي تُعبِّر عن الخلفية الثقافية والمهنية التي تمتلكها، كإحدى الكوادر السعودية، التي يمكنها تقديم المزيد في مجال الارشاد السياحي، وفق خطط التنمية التي تسعى إليها المملكة، وهذا هو الأهم حين تكون مشاريعنا السياحية تقود منجزها الوطني أمثال هذه المرشدة السعودية، ولم تكن استثماراتنا في المجال السياحي تحديدا وليدة اليوم، وإنما بدأت منذ عشرات السنوات.
في مناطق المملكة المعروفة مواقعها التاريخية، إلاَّ إنه لم يُقدَّر لها الظهور الإعلامي والترويج السياحي حينها، لتتصدر الصحف المحلية والعربية في طريقها للعالمية، لسبب يمثل أهمية كبيرة ويتطلب دراسات مستفيضة، بأن معظم تلك المشاريع يتم إدارتها من قبل عناصر نسائية أو رجالية غير سعودية تعمل من خارج المملكة، تتصنَّع الحديث بالعربية وبعض اللغات الحية، ولاسيما في حجوزات الطيران والفنادق، سواء ما يتعلق بالحج والعُمرة والزيارة، أو زيارات عمل كحضور مؤتمرات أو معارض تجارية، ففي تصوري طالما وجدت الكفايات من بنات وأبناء الوطن، يحملون أعلى الشهادات المعتمدة من كليات السياحة من أرقى الجامعات السعودية، مما شجَّع العديد من أبناء وبنات المملكة للالتحاق بها.
وعودة لحوار المرشدة السياحية “المطيري” وما تطرَّقت إليه، وأكدته بقدرة المرأة السعودية على العمل في أية مهنة، مما جعلها تتأخذ من الارشاد السياحي دافعاً ومشجِّعاً لمشروعها الخاص، فهي التي نشأت بينها وبين المتاحف والآثار وفنون العمارة الإسلامية علاقة وطيدة منذ الصغر بحسب ما ذكرت، ومن خلال الملف التي تحمله ضمن أجندتها السياحية، فالمملكة كما قالت مليئة بالمواقع السياحية التي يمكن استثمارها وتنمية مواردها البشرية، كما ترى أن بعض هذه المواقع بحاجة لترميمها وإعادة تأهيلها، ولأنها تتحدث بحماس الانتماء والخبرة والدراية والثقة، فإنها حريصة بطرح رؤيتها بكثير من الشفافية والمصداقية، وأن ترى معالم بلادها السياحية والتاريخية بما يليق بسمعة المملكة العالمية.
بعيدا عن المبالغات والوعود الوهمية التي يطلقها موظفو العلاقات العامة لبعض الشركات الأجنبية التي تسوق لعروضها من خارج المملكة، ويفاجأ الزائر والقادم للمملكة بأن مجمل تلك الوعود والعروض أقرب للسراب، وهذا ما ترفضه الشركات السعودية المعنية بالخدمات السياحية بعد الوصول لأراضي المملكة وحتى المغادرة، وليس هذا من نسج الخيال وإنما لدى الجهات الرسمية العديد من المخالفات على تلك الشركات الأجنبية، قد يصعب على الجهة المخولة بالمتابعة، إنصاف المتضررين وإعادة حقوقهم، فمتى ما وجدت الشركات السعودية، المسؤولة عن هذه الخدمات وأوكلت مهمة التسويق والإعلانات والمتابعة الميدانية وعن باقات خدماتها لأبناء وبنات الوطن، فإنها ستقضي تماما على تلك السلبيات المتكررة ولاسيما في مواسم الحج والعمرة.