جدة – مهند قحطان
شدد عدد من الخبراء والمختصين والتربويين على أن الألعاب الالكترونية سلاح ذو حدين ، فهي من جانب تٌنمي ذكاء الأطفال وتسلي أوقات الفراغ وتطور من مهاراتهم فى حل الألغاز ، إلا أنها لها جوانب سلبية عديدة على صحة وسلوكيات الأطفال ، منها أنها تساعد على تشتيت الانتباه وتنمية العنف وحس الجريمة لدى القُصر ، وتؤدي إلى قلة المُرونة الحركيّة، والاضطرابات النفسيّة، كما أنّ اللعب لفترات طَويلة يُكوّن لدى الطفل السلوك الإدماني الوسواسي لذا ينصح الخبراء الآباء والأمهات بضرورة توخي الحذر من خلال متابعة الأطفال عند رغبتهم في الألعاب الالكترونية ، والاكتفاء فقط بـ45 دقيقة يومياً لممارسة هذه الألعاب.
وأكد أخصائي التقنية والمعلومات والبرمجيات طائل محمد أن مجالات الألعاب الإلكترونية عديدة يُمكن من خلالها اللعب بها، وهي تعددت بعد التطوّر التقني الكبير الذي شهده مجال الألعاب، ومنها:الألعاب الإلكترونيّة على الهَواتف المحمولة، والألعاب الإلكترونية على جهاز الكمبيوتر، والألعاب الإلكترونية على الإنترنت، والألعاب على عارضات التحكّم، وهو جهاز حاسب إلكتروني يتميّز بمواصفات عالية الدقة وكفاءة بالغَة الجودة، وأجهزة قاعات الألعاب الإلكترونيّة العمومية.
وأشار طائل إلى وجود تأثيرات عديدة للألعاب الالكترونية فهي تؤثر على السلوكيات وصحة وانفعال الأطفال، معتبراً أنها بمثابة سلاح ذو حدين، من حيث أن لها إيجابيات في نواحي عديدة من حياة الفرد، فهي إلى جانب التّعليم الذي يَكتسبه الطّفل منها من خلال زيادة المفاهيم والمعلومات وتطوير المهارات فإنّها تُنمّي الذكاء وسرعة التفكير لديه حيث تَحتوي العديد من الألعاب على الألغاز، وتَحتاج إلى مهارات عقلية لحلّها، وكذلك تَزيد من قدرته على التخطيط والمبادرة، وتشبع خيال الطفل بشكل لا مثيل له، وتزيد من نشاطه وحيويّته، ويُصبح ذا معرفة عالية بالتقنية الحديثة، ويجيد التعامل معها واستخدامها وتَكريسها لمَصلحته.
وأضاف طائل أن هناك العديد من سلبيات الألعاب الإلكترونية مما له آثار على الفرد خاصة وعلى المجتمع عامة، فهي على الصّعيد الشخصي تُنمّي لدى الطفل العُنف وحسّ الجريمة وذلك لأنّ النّسبة الكُبرى من هذه الألعاب تَعتمدُ على تسلية الطفل واستمتاعه بقتلِ الآخرين، وتُعلّم المراهقين أساليب وطُرق ارتكاب الجريمة وحيلها، كما تُنمّي في عقولِهم العُنف والعدوان من خلال كثرة ممارسة مثل هذه الألعاب، فيكون الناتج طفلاً عنيفاً وعدوانياً،
وأيضاً تَجعلُ هذه الألعاب الطفل يَعيش في عُزلة عن الآخرين، والهدف الأسمى لديه إشباع رَغَباته في اللعب، وبالتالي تتكون الشخصية الأنانيّة وحب النفس عند الطفل، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الأطفال الذين يميلون لألعاب العنف ويمارسونها بشكل كبير لديهم تراجع وضعف في التحصيل الأكاديمي، وتؤثر أيضاً على الصحة العامة للطفل على المدى البعيد، فهي تؤدّي إلى إصابته بالتهابات المفاصل، وقلّة المُرونة الحركيّة، والاضطرابات النفسيّة، كما أنّ اللعب لفتراتٍ طَويلة يُكوّن لدى الطفل السلوك الإدماني الوسواسي.
ومن جهة أخرى، أكد نواف خالد أحد المختصين فى مجال الالكترونيات أن الألعاب الإلكترونية غزت 90% من منازلنا، وأصبح عدد كبير من الصِّغار يمارسونها، ويحملونها أينما ذهبوا كونها تجذب الأطفال بالألوان والرسومات والمغامرات والخيال، فيما اعتمد بعضها على حل المشكلات عن طريق استخدام العنف، ما ينعكس سلبا على الأطفال، بظهور أعراض نفسية مختلفة كالانطواء والخوف والعدوانية، ومخاطر هذه الألعاب صحيا وجسديا على الأطفال، ورغم تحذير الآباء للأبناء، إلا أنهم اعتادوا شراءها نتيجة الدعاية والترويج الكبير لهذه الألعاب، وانتشار أخبارها بين الأطفال في المدارس والنوادي والشوارع، مضيفاً أننا نحتاج إلى جمعية مختصة في هذه المجالات لحماية أبنائنا واخواننا وتوعيتهم من أضرار هذه الألعاب الإلكترونية.
وأشار نواف إلى أن العديد من المختصين يحذرون من استخدام الأطفال المفرط للأجهزة الذكية، لما لها من تأثير سلبي كبير، علاوة على أنها تتسبب في افتقاد العلاقات الاجتماعية خارج الشاشة.
ولفت إلى انه وبدون شك أنه يوجد عدد من هذه الألعاب تساعد على تنمية ذكاء الطفل، ومهاراته الذهنية كون التقنية الحديثة تعلم الطفل كيفية التعامل مع المخترعات الجديدة، ما يجعلهم أكثر إصرارا على تحقيق النجاح عبر التعامل مع هذه الألعاب باحترافية عالية، علاوة على أنها تملأ أوقات فراغهم فقط وليس كل يومهم.
وفي هذا السياق، أشار أحد المعلمين بوزارة التربية والتعليم بجدة، إلى أن الألعاب الإلكترونية من الألعاب الدخيلة على العالم، إذ تضم شخصيات وهمية وقدرات خيالية غير واقعية لها فوائد في اتساع الخيال وسرعة البديهة، منوها بأن استخدام الأطفال لهذه الألعاب أكثر من 45 دقيقة يوميا، يسبب أضرارا جسدية وعقلية جسيمة، وقد تكون نفسية وتؤثر على نشاط الدماغ فتجعله خاملا مرهقا مشتتا، كما تجعل الطفل يعيش في جو اللاواقعية ما يؤثر على فهمه للحياة بشكل صحيح، كما أنها تكسبه سلوكا عدوانيا، ناهيك عن آثارها الجسمية بتأثيرها على المفاصل والعمود الفقري وضعف عضلات العين، ورغم ذلك فلا نستطيع منع الطفل من الألعاب الإلكترونية، لهذا يجب تحديد وقت للطفل، وتشجيعه على الألعاب السماعية والقراءة قدر الإمكان، إضافة لاختيار الألعاب الهادفة البعيدة عن العنف والسلوكيات التي تخالف عادات وتقاليد المجتمع وتعاليم الدين الحنيف.
وطالب بأن تنتبه الأسر إلى خطورة هذا الأمر، فإضافة إلى خطورة الإدمان على هذه الألعاب وآثارها الاجتماعية والنفسية في الطفل، هناك ألعاب تعتبر خطرة بذاتها، وخاصة غير المرخصة التي يتم تحميلها عبر شبكة الإنترنت، وقد تكون مضرة بالأطفال.
ومن جهته أوضح طلال القحطاني أنه وفي الوقت الحالي أصبح الطفل يقضي وقته مع لعبته بدل أن يتعلم ويكتسب الخبرات من الأهل، والأخوة الكبار، فتجده منصباً على هذا النشاط الروتيني الذي بات يجذب الجميع، فهي عملياً عبارة عن نشاط روتيني يفصل الإنسان عن عالمه الحقيقي، ويجعله يهرب من مشكلاته، ولابد من مواجهة هذه المشاكل سواء بالنسبة للكبار، أو الصغار.
وطالب القحطاني بأن تنتبه الأسر إلى خطورة هذا الأمر، فإضافة إلى خطورة الإدمان على هذه الألعاب وأثارها الاجتماعية والنفسية في الطفل، هناك ألعاب تعتبر خطرة بذاتها، وخاصة غير المرخصة التي يتم تحميلها عبر شبكة الإنترنت، وقد تكون مضرة بالأطفال.
وأشار إلى أن الألعاب الالكترونية قط طغت على الألعاب التقليدية حيث باتت ذات شهرة عالية وانتشار واسع في الفترة الأخيرة، حيث تجد أصحاب المحلات المختصة لبيع الألعاب التقليدية لا يرون الزبائن ألا كل حين وحين وبات اغلبهم يغلق متاجرهم خوفا من عدم استطاعتهم على توفير الإيجارات والتكلفة المخصصة للمتجر ولم يعد الإقبال على هذه المحلات حيث لم أرَ منذ فترة كبيرة ازدحاما يسببه متجر للألعاب او انتشار لعبة تقليدية معينة، وبات اصحاب هذه المتاجر في حيرة من أمرهم ما بين البقاء والانتظار ومحاربة الألعاب الالكترونية المسيطرة بشكل كامل أم الابتعاد والبدء في مشروع أخر لدخل حياة جديدة.