بيروت ــ وكالات
عاش لاجئون سوريون ليلة عصيبة بلا سقف يؤويهم تحت رحمة البرد القارس الذي ضربت لبنان، اليومين الماضيين، إذ أغرقت مياه السيول خيامهم وأتلفت المراتب والملابس والمواد الغذائية، واقتلعت الرياح الشديدة أبواب وشبابيك مساكنهم؛ لتتركهم يصارعون الموت ببطء.
وبدأت الأسر، التي تعيش في مخيم مؤقت قرب نهر في منطقة عكار بشمال لبنان، في الانتقال بحثا عن مناطق جافة ودافئة؛ لإنقاذ أطفالهم من الموت متجمدين في مخيمات انهارت بفعل الأمطار والرياح، إذ تركتهم العاصفة في حالة بائسة دون ملابس أو أثاث أو طعام، وعزلتهم الثلوج عن كل شيء.
في سهل البقاع شرق لبنان، عاش اللاجئون السوريون ليلة مأساوية وكانت مخيماتهم أكثر تضررا، إذ ترافق البرد مع هطول الثلوج التي غطت مساكن اللاجئين الهشة، وغمر الوحل الممرات بينها، فيما أغرقت المياه التي وصلت إلى نحو نصف متر كل ما طالته داخل المخيمات.
ويعيش في لبنان نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري، غالبيتهم العظمى يقطنون في مخيمات سهل البقاع المجاور لسوريا شرق البلاد.
وفي بلدة عرسال الجبلية التي تشرف على سهل البقاع، يعيش نحو 36 ألف لاجئ أوضاعا مأساوية، وقالت إحدى اللاجئات: “انهارت خيمتنا والثلوج عزلتنا عن كل شيء، ولم يعد لنا سوى الله”.
وذكرت لاجئة أخرى: “بلغ سُمك الثلج المتساقط نحو متر، وانهارت ثلاثة أرباع الخيم، والأمر كارثي. لم يعد لدينا غذاء ولا خبر، والطريق مقطوع منذ البارحة”.
وسط المياه التي غمرت مخيما غير رسمي في قرية بر إلياس، وقف أبو شهيد، الذي فر من الحسكة في سوريا قبل 3 سنوات مع عائلته، وقال: “الحل الوحيد أن نترك بيتنا ونفر”.
فيما قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إن العاصفة أغرقت أو دمرت بشكل كامل 15 مستوطنة غير رسمية من بين 66 مستوطنة على الأقل تضررت بشدة.
وذكرت ليزا أبو خالد، المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين في لبنان، أن “المفوضية وشركاءها يعتبرون أن نحو 50 ألف لاجئ يعيشون في نحو 850 مخيما غير رسمي مهددون بالفيضانات”، موضحة أن “نحو 300 شخص نقلوا إلى أماكن أخرى في مخيمات تقع في شمال لبنان والبقاع”.
وأكدت المفوضية عدم تسجيل أي وفاة حتى الآن في المخيمات، مشيرة إلى اتخاذها إجراءات عاجلة لمواجهة الأحوال الجوية السيئة، وتوزيع الأغطية والفرش وخيم جديدة.