جدة – البلاد
خلال الربع الأول من العام الجديد 2019 م ، تنطلق إشارة البدء لتنفيذ مشروع (جدة داون تاون) بإعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش مدينة جدة ، لتصبح العروس وجهة سياحية وسكنية وتجارية فريدة ، مع افتتاح المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022 م ، ليؤكد المشروع مع ماسبقه وما سيعقبه من مشروعات ، قدرة هذا الوطن الكبير على صناعة المستقبل المبهر ، بعد أن ظلت السياحة الخارجية تستنزف مليارات الريالات سنويا ، وقد آن للمعادلة أن تغير مسارها.
مع القدية ونيوم وآمالا ومشروع الأحلام على البحر الأحمر ، تقترب جدة أيضا من موعدها القريب مع المستقبل لتتألق مكانتها كعروس البحر ، وتكون ضمن أفضل مائة مدينة عالمية جاذبة، من خلال المشروع الحضاري الضخم الذي سبق وأعلنه صندوق الاستثمارات العامة وهو (جدة داون تاون) بمعالم ومفاهيم مدن المستقبل للحاضر وللمستقبل ، وذلك ضمن خارطة التقدم والتنمية الشاملة المستدامة للوطن والمواطن ، والتي يرسي معالمها ويعلي شموخها بالأساس المتين ، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – من خلال برنامج التحول لاقتصاد واعد ، وصولا لأهداف (رؤية 2030 ).
لندع الأرقام تتحدث وتوثق إرادة التحدي في تحقيق الحلم غير العادي لعروس البحر الأحمر ، الذي يمتد على أكثر من 5 ملايين متر مربع من مسطحات بناء تتسع لأكثر من 58 ألف نسمة، فيما يسهم المشروع في توفير أكثر من 36 ألف فرصة عمل ، تتزايد تباعا مع أحلام متجددة لمدينة جدة على اتساعها وعبق تاريخها الحضاري العريق ، بعبقرية جغرافيتها في كل زمان كبوابة للحرمين الشريفين ، ومكانتها في جذب الاستثمارات والإسهام الكبير في اقتصاد الوطن ، واحتضانها لساحل ممتد على البحر الأحمر بكنوزه وأهميته كشريان تواصل حضاري وتجاري للمملكة مع العالم الذي يتنافس على الشراكة مع رؤيتها الطموحة.
يبلغ إجمالي الاستثمار في مشروع (جدة داون تاون) حوالي 18 مليار ريال ، سيتم ضخها في المشروع الطموح بشراكة قوية مع القطاع الخاص الذي يتطلع باهتمام وتفاعل مع مسقبل الوطن ونهضته واقتصاده الذي يخطو بثقة ونجاحات لتعزيز قدراته الذاتية ويمد شرايينه غير النفطية في كافة المجالات وفي مقدمتها الاستثمار في المدن المستقبلية والتفيه والانتاج ، وفي قدرات أجيال السعوديين أبناء وبنات الوطن.
ويهدف المشروع إلى تهيئة بيئة جاذبة ومتميزة للتقدم في مدينة جدة ودعم طموحاتها بمواصفات عالمية ، وجعل منطقة المشروع مركز جذب حيوي للحياة ولترويح عن النفس والترفيه والتسوق ما سيجعلها وجهة فريدة لمختلف فئات المجتمع من السكان والزائرين.
وهذه المساحة الممتدة على أكثر من خمسة ملايين متر مربع ، تتوزع على عدة مناطق تشمل المنطقة السكنية التي ستحتوي على أكثر من 12 ألف وحدة سكنية تمثل نحو 42 في المائة من مساحة المشروع وكذلك مناطق التجزئة والترفيه التي تمثل نحو 35 في المائة بينما تغطي منطقة المكاتب 12 في المائة وتغطي منطقة الضيافة 11 في المائة من مساحة المشروع.
وتشمل خطة (جدة داون تاون) تطوير مناطق رئيسية تضم منطقة متاحف ومراكز للأنشطة الثقافية والاجتماعية ومنطقة مركزية لأنشطة الأعمال والابتكار ومنطقة للنشاطات التجارية والتسوق ومنطقة للحدائق والمتنزهات الترفيهية والنشاطات الرياضية ومنطقة للضيافة والفنادق والمنتجعات.. إضافة إلى منطقة الشاطئ والنشاطات البحرية والتنزه ومرسى للقوارب واليخوت الخاصة.
حقائق عن جدة
ان المشروع الجديد (جدة داون تاون) وهو يصنع مستقبلا سياحيا حالما ، سيعانق تاريخا عريقا في هذه المدينة الرائعة وحقائق معالمها المميزة:
تقع جدة على ساحل البحر الأحمر عند منتصف الشاطئ من الشرق وتعتبر العاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة و تصل مساحتها لأكثر من 70 كيلومترا من الشمال للجنوب و50 كيلو متراً في اتجاه الشرق ويبلغ عدد سكانها قرابة 4 ملايين نسمة .
قديما كانت مساحة العمران والإسكان في جدة تنحصر داخل أسوارها ، وتنقسم إلى عدة أحياء أشهرها ( حارة المظلوم ) ( حارة الشام ) ( حارة اليمن ) ( حارة البحر ) وكان لها أبواب خارج السور الذي يحيط بها وهو باب مكة ، باب المدينة ، باب شريف ، باب جديد ، باب البنط ، باب المغاربة . وقد تم إزالة السور عام 1947هـ
وتعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة ، ومنذ ظهور الإسلام في الجزيرة العربية ارتبط تاريخ مدينة جدة بشكل كبير مع تطور التاريخ الإسلامي لكونها بوابة الحرمين الشريفين من اتجاه البحر وقد اكتسبت مكانتها عندما قام الخليفة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه سنة 25هـ باختيارها لتصبح ميناء لمكة المكرمة .
مع مرور الزمن ازدادت أهمية جدة حتى أصبحت واحدة من أكبر المدن وأهمها ، وتحتوي على أكثر من 330 مركزاً وسوقاً تجارياً، وتُعرف عروس البحر الأحمر بالمتحف المفتوح وذلك لوجود أكبر عدد من المجسمات الجمالية في ميادينها وشواطئها ، حيث تقدر المعالم والأعمال التي تحتضنها مدينة جدة من مجسمات وميادين بنحو 600 عمل،. تنتشر في ميادينها وشوارعها وشاطئها، شارك في تصميمها عدد من الفنانين والنحاتين العالميين.