قبيل منتصف نوفمبر 1988، أخذ البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا مدرب المنتخب الوطني، حينذاك، يفكر مع تحريك قلمه على شعر رأسه، لبضع ثوانٍ، ثم كتب اسم اللاعب فهد الهريفي ضمن قائمته النهائية لبطولة كأس آسيا 1988 التي انطلقت في الثاني من شهر ديسمبر التالي.
قرر المدرب كارلوس ألبرتو، تحمل المسؤولية في اختيار لاعب خضع قبل بضعة أيام لاستئصال الزائدة الدودية بالمشرط الجراحي، مخلفة 9 غرز في الجزء السفلي من بطنه.
غاب فهد الهريفي بسبب مرحلة التشافي من العملية الجراحية، عن مواجهتي المنتخب الوطني الإعداديتين لنهائيات آسيا، أمام إنجلترا على ملعب الملك فهد الدولي، إضافة إلى مواجهة تونس في المنطقة الشرقية، اللقاء التحضيري الختامي قبل 10 أيام من انطلاق البطولة. كان المدرب البرازيلي يراهن على المخزون اللياقي العالي لدى الهريفي البالغ حينها 23 عامًا،
ودفع به كلاعب أساسي في البطولة القارية منذ المواجهة الأولى أمام سوريا، حتى بلوغ المباراة النهائية، بعد الهدف الذي أحرزه الهريفي نفسه؛ خلال نصف النهائي، في شباك أفضل حارس في البطولة، الصيني زهانغ هويكانغ. وقاد التعادل بلا أهداف، طرفي نهائي آسيا 1988، منتخبا السعودية وكوريا الجنوبية إلى الاحتكام لضربات الترجيح، فعاد كارلوس ألبرتو لكتابة اسم رهانه في تلك البطولة، فهد الهريفي، لتنفيذ ضربة الترجيح الخامسة.
لم يسدد الهريفي قبل تلك اللحظة أي ضربة من نقطة الجزاء.. وظل في موقعه بالقرب من دائرة منتصف الملعب يحدث نفسه عن ثقته بنفسه في التسجيل حال أخفق اللاعب الكوري الجنوبي الذي يسبقه في مهمته.. تملكته الظنون أنه سيفشل في هز الشباك؛ إن أفلح منافسه الكوري الجنوبي.
وحين حانت لحظة تسديد ركلته، انطلق الهريفي يسعى من دائرة المنتصف إلى موقع تسديدة الركلة الترجيحية، يملأه التفاؤل بعد إهدار الكوري الجنوبي تشو يون-هوان لضربة منتخب بلاده الخامسة. يقول الهريفي لموقع الاتحاد السعودي لكرة القدم عن تلك اللحظة: “كنت أسمع أصوات زملائي يطالبوني بالهدوء، تهادى إلى مسمعي صوت ماجد عبد الله وصالح النعيمة والبقية، لكني كنت واثقًا أني سأسجل الركلة الحاسمة”.