مكة المكرمة، إسلام آباد- البلاد
أكد معالي الدكتور بوعبدالله محمد غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أن مؤتمر الوحدة الإسلامية، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، سيكون له شأن عظيم، بإذن الله، مستشرفاً تمكن توصيات المشاركين فيه ومخرجات المؤتمر ومبادراته بالإسهام في قشع سحائب العداوة والشك، وبعث أسباب الثقة والتعاون بين المسلمين، وجمع كلمتهم وتوجيه إمكاناتهم فيما يبني الأوطان، ويرفع شأن الأمة ويحمي بيضة الإسلام.
وقال معاليه: “أقدم تحية إجلال وإكبار إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعزه الله وأعلى قدره وأخذ بيده وأيده، هو وولي عهده الأمين، وتحية وتقدير إلى معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وإلى السادة العلماء الذين شرفوا المؤتمر الجليل، الذي احتضنه بيت الله الحرام”.
وأضاف معاليه: “إن عدد المسلمين يتجاوز اليوم مليارا ونصف مليار مسلم، ويمكننا الجزم بأن الأغلبية الساحقة من هؤلاء المسلمين يتمنون لو كانت أمة الإسلام متحدة متعاونة، ليس في صورة الخلافة التي يحلم بها بعضهم، وإنما في صورة تفاهم وتضامن في الميدان السياسي والاجتماعي والثقافي، ولم لا في صورة تعاون في الميدان الاقتصادي بجميع الصيغ الممكنة”.
وأوضح فضيلته، أن الكتاب الذي يرجع إليه المسلمون عن بكرة أبيهم هو القرآن الكريم، وهم لا يختلفون في نص هذا الكتاب ولا في مجمل قراءاته، الأمر الذي لا يتوافر لغيرهم، وكتابهم الكريم يؤكد أن أمة الإسلام أمة واحدة، توحد الله، جل جلاله، تعبده ولا تشرك به شيئاً.
من جهته، نقل معالي الشيخ الدكتور نور الحق قادري وزير الشؤون الدينية في باكستان، تحيات ودعوات القيادة الباكستانية، وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء الباكستاني السيد عمران خان، بأن يكلل التوفيق والتسديد نتائج مخرجات المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي.
وأكد معاليه، أن أهمية موضوع المؤتمر الكبيرة، إذ ظل التصنيف والإقصاء من أخطر الظواهر التي أنهكت جسد الأمة الإسلامية عبر فترات طويلة من تاريخها.وأضاف وزير الشؤون الدينية الباكستاني قائلاً: “في هذا الوقت بالذات نحن بحاجة إلى جمع كلمة العلماء والدعاة وتقريب وجهات النظر، ونشر قيم الوسطية وتعميق أواصر التأخي والتألف بين المسلمين ونبذ خطاب التصنيف والإقصاء” مضيفاً : “إن الاختلاف والخلاف أمران متباينان، فالاختلاف رحمة، والمختلفون مقصدهما واحد وإن اختلفت طرقهما،
بينما الخلاف يكون في الطريق والمقصد معاً، وقد اختلف السلف في ما بينهم وبقيت بينهم روابط الأخوة الدينية، غير أن الأمر الشنيع أن يؤدي الاختلاف إلى التكفير أو التظليل أو التفسيق أو إلى فتوى قتل بعض المسلمين وسفك دمائهم، هذا يكفر ذاك أو هذا يفسق ذاك، وهذا يناقض تعاليم ديننا الذي هو دين الأمل والسلام والرفق واليسر”.وأشاد فضيلته بجهود رابطة العالم الإسلامي بقيادة معالي أمينها التي تعمل ليل نهار؛ من أجل تحقيق غايات الدين الإسلامي النبيلة، وعقد الكثير من الشراكات والاتفاقات مع كبريات المؤسسات والمنظمات الإسلامية ، بهدف نشر خطاب إسلامي مستنير في مواجهه الفكر المتطرف وشعارات التصنيف والإقصاء، إضافة إلى جهودها المشكورة في دول العالم كافة لإظهار الصورة الحقيقية للدين الإسلامي العظيم، دين الرحمة والسلام الرافض للعنف والتطرف والغلو.
وختم فضيلته بالتأكيد على أهمية أن يعمل الجميع جادين في سبيل وحدة العالم الإسلامي وتوعية المسلمين بمخاطر التفرق والتصنيف والإقصاء، مستعرضاً تجربة باكستان في حشد علماء باكستان البارزين من مختلف المذاهب، لإصدار فتوى تحرّم التكفير والتفسيق وسفك الدماء ودعوات الخروج للقتال خارج مظلة الدولة.