الحديدة ــ وكالات
وصل رئيس فريق الأمم المتحدة، المكلف بالإشراف على تنفيذ اتفاق الحديدة باتريك كمارت، إلى المدينة اليمنية، في بداية مهمة تهدف إلى حماية وقف إطلاق النار فيها، وتنسيق عملية انسحاب المقاتلين منها.
وبدأ كمارت مهمته في الحديدة بزيارة إلى مينائها، الذي يعتمد عليه ملايين السكان للحصول على الغذاء.
ومن أبرز مهام اللجنة المشتركة التي يرأسها كمارت، مراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة، الذي يليه مرحلتان لانسحاب القوات من داخل المدينة إلى خارجها، وإعادة انتشار القوات في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، والأجزاء الحرجة من المدينة المرتبطة بالمرافق الإنسانية المهمة، خلال مدة 14 يوما من الاتفاق.
وتتمثل هذه المرحلة باستكمال الانسحاب من الحديدة، خلال مدة أقصاها 21 يوما من تاريخ وقف إطلاق النار.
وتشرف اللجنة على إعادة انتشار للقوات إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة، فيما يقدم رئيس اللجنة تقارير أسبوعية من خلال الأمين العام إلى مجلس الأمن حول التزام الأطراف بتعهداتها في الاتفاق.
ويبدو أن استقبال الحديدة لرئيس وأعضاء الفريق الأممي المكلف بمراقبة وقف إطلاق النار، لم يمنع الميليشيات من الاستمرار في خرق الهدنة، فقد جددت قصفها لمساكن المدنيين في مديرية “حيس” جنوب الحديدة، أمس الاثنين.
وقالت مصادر محلية لـ”قناة اسكاي نيوز”: إن الميليشيات شنت قصفا ليليا مباشرا باتجاه منازل المواطنين، في مديرية حيس، فضلا عن قصفها منازل المواطنين في “حي منظر” الواقع جنوب مطار الحديدة.
بينما قالت مصادر ميدانية: إن الميليشيات عاودت استهدافها لمواقع قوات المقاومة بالأسلحة الرشاشة في منطقة “الجاح” التابعة لمديرية بيت الفقيه، في حين، سقطت ثلاث قذائف هاون حوثية على قرى الجاح.
كما قصفت الميليشيات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، باتجاه شارعي صنعاء والخمسين ومدينة الصالح، فيما سمع دوي إطلاق نيران من مواقع الميليشيات في أحياء سبعة يوليو وحارة الشيخ زايد والغليل والسلخانة وكيلو 16. وكانت المليشيا، قد وجهت أفرادها في الحديدة بارتداء الزي الخاص بقوات النجدة والأمن المركزي في النقاط الأمنية والمنشآت الحكومية بالمدينة، ونشر نشطاء من المدينة صورا لعناصر المليشيات، وهي مرتدية الزي العسكري في منشآت حكومية.
وتريد المليشيات بهذا العمل، إبقاء عناصرها داخل المدينة والتهرب من تنفيذ بعض اتفاق الحديدة. ويمارس ما يسمي بالمشرف على مدنية الحديدة المعين من قبل الميليشيات الحوثي محمد عياش قحيم، ضغوطًا لحشد أعضاء المجلس المحلي في المدينة، لانتخابه أمينا عاما للمجلس المحلي في المدينة (هيئة حكومية تُنتخب لإدارة وضع المدينة) قبل تنفيذ اتفاق السويد، وأن عددا من أعضاء المجلس المحلي رفضوا الاستجابة له.
في غضون ذلك، عمدت المليشيا إلى قطع شبكة الإنترنت داخل مدينة الحديدة منذ ليلة أمس، وكتب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي : إن سياسة قطع الانترنت لايلجأ اليها سوى المهزوز الخائف، والذي يحاول إخفاء جرائمه، وانتهاكاته ضد المدنيين، “بحسب وصفه .
وفى سياق منفصل، تشهد محافظة إب وسط اليمن، خلافات حادة بين أجنحة المليشيا المدعومة من إيران، وصلت إلى قيام الأخيرة بمهاجمة مقر إقامة المحافظ المعين من قبلها حاكما للمحافظة، عبد الواحد صلاح.
وعلمت “البلاد” من مصادرها وصول الخلاف بين تيارات المليشيات في المدينة إلى مرحلة غير مسبوقة، رغم الإجراءات التي اتخذتها المليشيات الإرهابية لاحتواء حدة الصراع.
ووفقا ذات المصادر، فرضت المليشيات طوقا أمنيا على منزل صلاح، ما يرجح احتمال وضعه قيد الإقامة الجبرية. مشيرة إلى أن الانقلابيين توعدوا بملاحقة عناصر الحراسة الأمنية التابعين لمحافظها، الذين فروا نتيجة توتر الوضع. وتتهم المليشيات الحوثية قوات حماية المحافظ، بالتواطؤ في هجوم شُن على مركز اعتقال تابع لها في المدينة، ما أسفر عن مقتل أحد عناصرها وآخر من قوات حماية المحافظ، الأمر الذي ما تزال معالمه الحقيقية غير معلومة، والمرجح أن تكون دوافعه، تصفية داخل صف الانقلابيين.
يشار إلى أن الخلاف تفاقم نتيجة صراعات نفوذ، بين رئيس مايسمي المجلس السياسي التابع للانقلابيين مهدي المشاط، ومحمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى باللجنة الثورية، اللذين يخوضان معتركا خفيا؛ لبسط نفوذهما على المحافظة. وأردفت المصادر، أن محمد الحوثي يحاول جاهدا استبعاد محافظ إب المعين، من قبل جماعته لاستبداله بآخر موالٍ له، كما أنه يسعى لتعيين مشرف أمني من أتباعه، على المدينة، غير أن المشاط يصر على إبقاء محافظه الحالي عبد الواحد صلاح، مسؤولا على المدينة.