استطلاع: عبدالعزيز عركوك
تفاعل الوسط الرياضي، والتعليمي مع الخطوة المرتقبة، بعد توقيع الهيئة العامة للرياضة، عقدا مع شركة” صلة” لتنظيم وتشغيل دوري المدارس لكرة القدم، على مستوى مناطق المملكة لمدة خمس سنوات، تشمل الفئات العمرية من 12 إلى 18 عاما، بمشاركة أكثر من 500 ألف طالب على أن تجرى منافساته خلال الفترة من يناير إلى أبريل، على أن ينقسم دوري المدارس إلى فئتين، وهما البطولة العامة، وبطولة النخبة، وستشهد البطولة العامة مشاركة 4000 فريق لكل فئة عمرية، موزعة على 1000 مجموعة، يتنافسون فيما مجموعه، 6000 مباراة؛
بحيث يتوج بطل واحد لكل فئة عمرية في كل منطقة، أما بطولة النخبة فخصصت للفئتين العمريتين أقل من 15 عاما، وكذلك أقل من 18 عاما، بمجموع 1000 فريق لكل فئة عمرية، موزعين على 250 مجموعة، تنافسون في 1500 مباراة عن كل فئة عمرية؛ حتى الوصول إلى بطل المنطقة؛ بحيث يتواجهون في دور الـ 16.. وقد حرصت” صحيفة البلاد” على أخذ آراء العديد من معلمي التربية البدنية، وكذلك الطلاب؛ لمعرفة النظرة المستقبلية والطموحات، والاحتياجات، وكذلك العوائق، التي قد تعترض هذه الخطوة الهامة، التي تبتغي بث الحياة في النشاط الرياضي في المدارس من جديد.
(البنية التحتية)
في البداية، قال معلم التربية البدنية عبدالعزيز العمري: يشكل دوري المدارس النواة الحقيقية، لاكتشاف المواهب وتقديمها للأندية والمنتخبات، وفكرة إقرار دوري للمدارس بإشراف الهيئة العامة للرياضة، بتشغيل وتنظيم شركة متخصصة في المناسبات الرياضية، تُعد بداية التصحيح لدوري المدارس بطريقة احترافية.وأضاف ” العمري “: في الأعوام السابقة نظمت بعض القطاعات الخاصة دوريا للمدارس، ولكن كان ينقصها الاحترافية في تنظيم المناسبات الرياضية المدرسية؛
خصوصاً في المراحل العمرية ما دون 18 عاماً، ولم تستمر لأسباب، ربما تكون مالية وخلافه، ولكن دوري المدارس القادم يشير إلى توجه مختلف بالاهتمام الفعلي بالمواهب الرياضية في المدارس ،من قبل هيئة الرياضة والتي ستكون داعمة، وبقوة للمنافسات الرياضية المدرسية على مستوى إدارات التعليم من مختلف مدن ومحافظات المملكة.
وأشار إلى أن دوري المدارس بحاجة إلى الاهتمام بالبنية التحتية الرياضية في المدارس، والملاعب التي ستقام عليها المنافسات، وعمل دورات متخصصة لمعلمي التربية البدنية على هامش البطولات ودعمهم لمتابعة المواهب والاهتمام بها، في ظل المهام المناطة بالمعلم أثناء اليوم الدراسي، التي تُشكل أحد أهم العوائق للمعلمين، مشيداً بفكرة الاهتمام بالأكاديميات الرياضة في المملكة، وابتعاث المواهب في الأكاديميات العالمية،ـ والتي ستكون حافزاً لجميع المواهب في بذل كل ما لديهم ليكونوا أحد المبتعثين الرياضيين .
(الابتعاث الداخلي)
من جانبه، أكد المعلم والمدرب الوطني محمد العبدلي، أن القرار أفرح الكثير من الطلاب، لا سيما أن البطولة ستكون تحت إشراف واهتمام جهة حكومية ، تطمح في استكشاف الكثير من المواهب في مجال التطوير؛ من خلال إقامة أكثر من برنامج،
وأضاف: إن هذا المشروع بحاجة لإقامة أكاديميات؛ لاحتواء الطلاب مع تطبيق نظام الابتعاث الداخلي بإلزام الطلاب بالبقاء داخل الأكاديمية لمدة 5 أيام في الأسبوع من الأحد للخميس، يتم خلالها توصيل الطلاب إلى المدرسة مع إقامة برامج تدريبية مكثفة، بشكل يومي للتعرف بشكل أكبر على الطلاب ومنحهم الحاجة الكافية من البرامج التعليمية والتثقيفية والصحية والتدريبية واللياقية، ولخلق الانسجام بين اللاعبين؛للمشاركة خير تمثيل في البطولة المدرسية، كما يجب توفير ملاعب مغلقة أو صالات تقوية العضلات لإمكانية التدريب في الفترة الصباحية، نظرا لحرارة الشمس العالية، في بعض المناطق.
(فناء المدرسة)
أما الطالب أنور مدخلي فقد أشار إلى أنه طالب بالمرحلة الابتدائية، ومن عشاق كرة القدم ويدرك أن لديه الموهبة الكاملة لاستثمارها، وقال: إن المدرسة تتيح لهم 90 دقيقة في الأسبوع من خلال حصتين رياضيتين لعدد 50 طالبا في الفصل الواحد، يتم خلالها تقديم الكرة للطلاب وسط متابعة من المعلم، دون القيام بتدريبات استباقية أو الحصول على تعليمات وتوجيهات فنية وتكتيكية، وذكر أن المدارس الذي درس فيها تختلف ملاعبها عن الأخرى، فهناك مدرسة يتم اللعب في فناء المدرسة ذات الأرضية البلاطية، والتي تعتبر مزعجة لنا لمزاولة الكرة، وهناك ملعب في مدرسة أخرى بشكل أفضل من السابق بأرضية أشبه بملاعب كرة السلة والطائرة والصالات الرياضية المغلقة.
(45 دقيقة في الأسبوع)
من جانبه، أوضح الطالب مهند إبراهيم، الذي يدرس في الصف الأول الثانوي، بأن معلم التربية البدنية يقدم لهم بعض التوجيهات والتعليمات الفنية، خلال الحصة الرياضية، ولكن كانت ملاحظاته وانتقاده بأن عدد حصص التربية البدنية ضعيف جدا؛ حيث إن كل فصل في المرحلة الثانوية لدية حصة واحدة فقط في الأسبوع، وهي لا تكفي الحاجة لا سيما أن عدد الطلاب في الفصل يبلغ 39 طالبا، ولا يمكن لهم جميعا المشاركة في فترة الحصة التي تبلغ مدتها 45 دقيقة.
(رياضة للترفية)
الطالب عمار عبدالله، أكد أن الحصة الرياضية الوحيدة لطلاب المرحلة الثانوية لا تكفي لتكوين الجسم الرياضي، والمحافظة على الجسم من السمنة، والاهتمام بالجوانب الفنية والتكتيكية والمهارية، ورفع المعدل اللياقي تحت إشراف متخصصين؛ كون فصله الدراسي يتكون من 28 طالبا، مبينا أن حصة الرياضة يراها الكثير من الطلاب على أنها باب للترفيه والترويح، وليس للتطوير، وأضاف: إنه مهتم بمزاولة كرة القدم من خلال التحاقه بنادي الاتحاد في الفئات السنية، ويحرص على الموازنة بين النادي والمدرسة بشكل يومي، وذكر أن هناك اختلافا شاسعا بين الجهتين من خلال الاهتمام باللاعب، ويأتي في مقدمتها توفير البيئة المناسبة والوقت الكافي لمزاولة كرة القدم.
(صعوبة الالتحاق بالنادي)
الطالب أحمد بابقي، عبر عن تاييده وغعجابه بالقرار، لأنه سيعنى بالفئات السنية من الطلاب، لتطوير مستوى اللاعب السعودي، والذي سينعكس على الأندية ومنتخبنا الوطني، وقال: إن المدارس في حالة الاهتمام بجودتها، ستخرج وتنجب الكثير من المواهب الرياضية بخلاف الأندية الرياضية، التي يجد الطالب صعوبة في الانضمام إليها؛ لأنها محدودة العدد، وتبحث عن اللاعب الجاهز، ولكن المدرسة سوف تعتني بالطالب واللاعب منذ الصغر، وستنمي لديه الموهبة وتمنحه الفرصة الكافية لتقديم كل مالديه؛ لإثبات وجوده بعد توفير البيئة المناسبة والناجحة من ملاعب ومدربين على مستوى عال.