جدة – مهند قحطان
اشتهرت العديد من الأـسواق والمواقع، بمدينة جدة شهرة واسعة لدى العمالة الوافدة، الباحثة عن كل شيء رخيص؛ منها منطقة الخمرة، وسوق الصواريخ، وكيلو2 وغيرها من المواقع الحيوية، التي تعج بالعديد من الزائرين. فعلى أرصفة هذا الأسواق يجلس عدد من العمالة الوافدة، لبيع الأثاث المستخدم وشرائه، وبالرغم من التحذيرات التي تتقاطر على ألسنة المعنيين والرقابيين، والتأكيدات التي تشدد على عدم الاقتراب من هؤلاء الباعة، إلا أن المتسوقين يتزايدون بشكل كسر حد الظاهرة، وبات محفزًا للاندهاش.
استطلعت (البلاد) ميدانيًا ما يحتويه السوق من أثاث مستخدم، وطريقة شرائه، وإعادة ترتيبه، وبيعه من جديد، والتقت بعض مرتاديه… في البداية، أكد يوسف الزهراني أنه لم يكن يصدق ما رآه، وقال: لم أتوقع توافد أعداد كبيرة من المتسوقين والمتسوقات، يتجولون في السوق وهم يتفحصون بأعينهم وأيديهم المنتجات المعروضة أرضًا، في نفس الوقت الذي اكتظت فيه ساحاته بعشرات من البائعين، من جنسيات مختلفة، يعرضون منتجاتهم، ومع إدراكهم بعشوائية المعروض منها، لكن مع ذلك فإن هذه المنتجات تجد لها إقبالًا لدى المتسوقين والمتسوقات من كل الجنسيات، ابتداء من الإفريقية وانتهاء بـالبرماوية.
من جهته، يقول هيثم البرقاوي: إن نشاط تلك الأسواق؛ خاصة فيما يتعلق بإعادة صناعة الخزائن وغرف النوم والمجالس، يثير الريبة ويجعل من الصعب شراء تلك المنتجات؛ فهي تعتبر مواد مستخدمة؛ حيث إن كثيرا من محلات الأثاث المنزلي، تحرص على وجود ورش فنية تابعة بجوار معارضها، ولم تكتف بشراء الأثاث المستعمل، بل تقوم بتصنيع غرف النوم وغيرها من المقتنيات المنزلية؛ وفق ما يطلبه الزبون. مؤكدًا هيثم، أن السبب في انتشار الغش التجاري في قطاع الأثاث تحديدا يرجع لرواج صناعته في منطقة البيع؛ من خلال إعادة تصنيع المستعمل منه، الذي يسوقه السماسرة ، والذين تنتشر أرقام هواتفهم في العديد من الأماكن، ولم تسلم منها المنازل أو السيارات، مشيرا إلى أن هؤلاء التجار هم السبب في رواج تجارة الأثاث المستعمل، والتي شملت أيضا الاجهزة الالكترونية والمكيفات، والتي استفاد منها السماسرة.
وسقط ضحيتها المواطن المستهلك. ونبه هيثم متسائلاً، أين وزارة التجارة من نشاطات مخالفي جنوب جدة. المنطقة التي يقطنها آلاف المواطنين، فأنا لا أسمع ولا أرى أي نشاط لهذه الجهة؛ لرصد تصرفات المخالفين، الذين نشروا الفوضى والمرض في المنطقة، بحثا عن الكسب السريع، ونحن ضحايا ذلك. سنوات عدة ونحن نطرق أبواب المسؤولين، وننقل معاناتنا اليومية، ولم يتحقق حتى الآن أي شيء.
من جهة أخرى، قال أحمد بنوي: إن سبب تواجدي في هذا السوق والشراء منه، هو دخلي البسيط، فبالكاد يكفيني، ومن هنا فإنني أتردد على هذا السوق كل 5 أشهرتقريبا؛ لشراء حاجتي وحاجة أطفالي من غرف نوم نظيفة، وأطباق الطعام والملابس ومستلزمات المدارس وغيرها، وأشار بنوي إلى أن أغلب الأثاث المعروض هو مستخدم، لكن بصفة الجديد، حيث العمالة المتواجدة تقوم بتنظيفه وتلميعه وطلائه؛ ليكون شبه الجدي،د وبيعه بأسعار قريبة من أسعار المقتنيات الجديدة، بالإضافة إلى وجود فئة كبيرة من المحلات تقوم بعرض الأثاث على الأرصفة بشكل عشوائي؛ دون إعادة تنظيفه وبيعه بأقل الأسعار.
وختم بنوي حديثه، أن هذه الفترة تجد في كل شارع ورصيف وعامود وأيضا على أبواب المحلات التموينية، إعلانات تقول: ( نشتري ونبيع جميع أنواع الأثاث المستعمل ) وهي ما تسبب هذا الازدحام الذي تشهده هذه الأسواق عادة.