المحليات

 مهرجان الجنادرية .. بين ماض تليد وجوانب حضارية مشرقة

الجنادرية – البلاد- واس

تشهد أجنحة الوزارات وإمارات المناطق والجهات المشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 33) إقبالا كبيرا من الزائرين حيث تتنوع المشاركات مابين الماضي والحاضر وما تشهده المملكة من نهضة شاملة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، حفظهما الله.

فقد استقبلت أجنحة وزارة الداخلية وقطاعاتها المشاركة بالمهرجان ، باكورة زوارها الذين توافدوا على المهرجان في يومه الأول .

واطلع الزوار على ما تعرضه الأجنحة من المواد والتقنيات والفعاليات التي تمثل لمحة تاريخية تبرز اهتمام الدولة منذ تأسيسها ، على يد المغفور له – بإذن الله -الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – بالأمن وتحقيقه باستخدام أفضل الوسائل المتاحة في كل وقت ، وتطويرها بما ينسجم مع تقنيات كل عصر . وقدم منظمو الأجنحة والمشرفون عليها شروحاً للزوار عن المعروضات التاريخية والتقنية ومسيرة تطورها عبر العقود التاريخية المختلفة .

يذكر أن أجنحة وزارة الداخلية وقطاعاتها تعرض آليات ومعدات وتجهيزات وأسلحة وملبوسات ووثائق تم استخدامها في مراحل تاريخية متعاقبة من العمل الأمني ، وتعرّف بمشروع مراكز العمليات الأمنية الموحدة “911” ، ومنظومة الأنظمة الإلكترونية ذات العلاقة بأمن المدن والطرق وحدود المملكة البرية والبحرية التي تهدف إلى توفير بيئة أمنية عالية الجودة تسهم في المحافظة على أمن المواطن والمقيم وسلامتهما ، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة التفاعلية والثقافية التوعوية والترفيهية المخصصة للعائلات والأطفال ، وعروض مرئية وشاشات عرض مباشرة من بعض مناطق المملكة.

ودشنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جناحها المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 33 وفاء وولاء. والذي انطلق الخميس الماضي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ .

وتتميّز مشاركة الوزارة عن السنوات الماضية بإطلاق مجموعة كبيرة من الدورات التدريبية في مجال الأمن الفكري ومهارات القراءة وفنون الإلقاء والخطابة، وذلك من خلال الإدارة العامة للتوعية الفكرية ومعهد الأئمة والخطباء بالوزارة ، إضافة إلى توزيع آلاف الهدايا العينية لزوّار الجناح وتقديم الخدمات الإلكترونية التي تواكب الوزارة فيها رؤية المملكة “2030”,

كما وفر جناح الوزارة مائة ألف نسخة من المصحف الشريف وترجمة معاني القرآن الكريم بمختلف الأحجام، من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوّرة لتوزيعها للزوار بتوجيهات معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ حيث يأتي هذا التوجيه في إطار الجهود الكبيرة والمتواصلة التي تبذلها الوزارة في العناية بكتاب الله، ولاطلاع رواد الجنادرية على اختلاف شرائحهم وفئاتهم العمرية وتعدد لغاتهم، على ما تقدمه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ في سبيل خدمة القرآن الكريم والعناية به من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي يعد منارة خير لخدمة أعظم كتاب.

كما تعمل الوزارة على بث أكثر من 50 مليون رسالة نصية طيلة أيام المهرجان تزامناً مع المشاركة ، وتتركز هذه الرسائل في مجال التوعية والإرشاد لاسيما ما يساهم في الأمن الفكري وترسيخ الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف في إطار رسالتها السامية بتوعية المجتمع .

وكانت الوزارة وبتوجيهات ومتابعة وإشراف معالي الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ قد كلفت مجموعة من كوادرها المتميزة للمشاركة في هذا العرس الثقافي الكبير والتظاهرة الحضارية لاطلاع الرأي العام بما تطلع به الوزارة من رسالة سامية تنبثق من رسالة المملكة لخدمة الإسلام لتقديمها لرواد الجنادرية على اختلاف شرائحهم وفئاتهم العمرية .

وفتحت قرية منطقة تبوك التراثية من على أرض الجنادرية نافذة لزوارها بما تمتلكه منطقة تبوك من شواهد متعددة لنهضتها التنموية ومكونات طبيعتها المتباينة ومكانتها التاريخية الضاربة في جذور التاريخ .

وعكست القرية مسيرتها المتجددة نحو التنمية التي تحظى بالدعم الدائم من القيادة الرشيدة – حفظها الله- ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك .

وقدمت قرية تبوك التي شُرفت بتدشين مقرها وانطلاقة فعالياتها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود – حفظه الله – في مقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية ، ماتمتلكه من تراث وتاريخ وتنمية لتضعه أمام زوارها الذين توافدوا إليها بأعداد كبيرة.

ووقفت وكالة الأنباء السعودية على الانطلاقة الأولى لفعاليات القرية التراثية التي يفوح من بوابتها الرئيسية عبق الماضي بكل جمالياته، كما تحتضن بقصورها وأجنحتها التنوع في إرث الإنسان والمكان الممتد على محافظاتها الصحراوية والساحلية، حيث تحتضن القرية البيت الصحراوي والبيت الساحلي والحرف اليدوية وساحة العروض والمسرح, كما يتربع وسط القرية نموذجاً لبئر” هداج تيماء الذي يعتبر أشهر بئر في الجزيرة العربية .

ورفع المستشار المتحدث الإعلامي بإمارة منطقة تبوك علي بن مصلح القحطاني أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود – حفظه الله – على تشريفه وافتتاح قرية تبوك بالجنادرية وبرامجها وفعالياتها التراثية، وذلك بعد استعدادات وتجهيزات مبكرة بإشراف مباشر ومتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك, مبيناً أن القرية روعي في تصميمها جغرافية وتاريخ المنطقة، وكذلك تقديم ما تتميز به المنطقة من موروث شعبي مميز ومتنوع الذي يمثل محافظات المنطقة الداخلية والساحلية من ناحية التراث العمراني والألوان والفنون والأكلات الشعبية والحرف اليدوية التراثية .

وأشار إلى أن فعاليات قرية تبوك التراثية بمهرجان الجنادرية 33 تشمل مشاركة عدد من الحرفيين والحرفيات لإبراز الصناعات اليدوية التي تشتهر بها بعض محافظات المنطقة, بالإضافة إلى مشاركة الفرق الشعبية التي تمثل ألوان البحر والصحراء التي تعكس حضارة تبوك الإنسان والمكان .

وأفاد أن أقسام القرية عكست مظاهر التنمية الحضارية الرفيعة التي ارتسمت على أرض تبوك من خلال معرض مصور متكامل تشارك فيه إمارة منطقة تبوك وأمانة تبوك وجامعة تبوك وجامعة فهد بن سلطان والإدارة العامة للتعليم والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وكذلك إبراز التميز الزراعي من خلال مشاركة المزارع الكبرى كشركة تبوك الزراعية ومزارع استرا, بالإضافة إلى ما تحتضنه القرية من برامج وفعاليات وعروض شعبية ومسابقات على مدار أيام الجنادرية.

وأوضح القحطاني أن القرية استخدمت في بنائها المواد الخاصة بالمنطقة من أحجار تبوك, وكذلك الطراز المعماري لمحافظات الداخل ومحافظات الساحل والطبيعة الجغرافية والتاريخية للمنطقة وما يميزها من طبيعة تشكل تنوع في كافة المواقع .

الجدير بالذكر أن قرية منطقة تبوك التراثية تقع على مساحة 6500 متر مربع وتضم البيوت الساحلية, والبيت الصحراوي, والقلاع التراثية, والمعرض, وأماكن للحرفين والحرفيات, إلى جانب المسرح الرئيسي,
وتتضمن برامج الفعاليات عروض مرئية تشمل لوحات وطنية وتاريخ تبوك الإنسان والمكان, وكذلك فرق شعبية تمثل ألوان المنطقة طيلة أيام المهرجان.

واستطاع جناح جامعة الباحة بقرية الباحة التراثية بالمهرجان الوطني للثقافة والتراث بـ (الجنادرية 33) أن يحوز على إعجاب زائريه في يومه الأول لنقل الجانب الحضاري والمشرق للمنطقة.

وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام محمد بن صالح آل ناجم رئيس وفد الجامعة المشارك بالجنادرية أن مشاركة الجامعة تتمثل من خلال الركن المخصص لها ليقوم بدوره التكاملي مع بقية الإدارات الحكومية بالقرية التراثية ؛ الذي يعرض من خلاله الجوانب الحضارية والمشرقة ، وجوانب التنمية التي تشهدها منطقة الباحة بدعم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز ؛ أمير منطقة الباحة.

وبين أن الجناح يظهر بحلة جديدة من خلال الركن المخصص لها ليقوم بدوره التكاملي مع بقية الإدارات الحكومية بالقرية التراثية، الذي يعرض من خلاله التعريف بالمشروعات ،والبنى التحتية ، والبرامج الدراسية ، وتطور مرافقها ، والمشاريع التي شهدتها الجامعة، والمشاركات المختلفة ، والبرامج الثقافية والأدبية والتربوية التي تنظمها الجامعة بشكل تفاعلي جذاب إضافة إلى توزيع عدد من المطبوعات على زوار الجناح.

وشهدت الفنون والعروض الشعبية التي تنوعت واختلفت في بيت الخير إقبالاً كبيراً من الزوار الذين استوقفتهم هذه العروض أثناء زيارتهم لبيت الشرقية ، حيث يتم العديد من العروض الشعبية يومياً على مسرح بيت الخير الذي تم تهيئته لإقامة هذه العروض والفنون .

ويوجد في بيت الشرقية فرق شعبية من الدمام والإحساء تقدم عروضها على مسرح البيت وفي ساحة البيت الخارجية وأحيانا تكون متجولة داخل البيت حيث أن المنطقة الشرقية ثرية بالفنون الشعبية فهناك الفنون البحرية والزراعية بالإضافة إلى فرقة الألعاب الشعبية يقدمها مجموعة من الشباب ، وتقدم هذه الفرق أكثر من 15 فقرة يومية للعروض والفنون الشعبية .

ومن ابرز العروض والفنون التي تقدم الفن البحري ” الفجري” و”الخطفة” و”الدواري” وأيضا الفنون الأخرى “كالقادري” و”العاشوري” و”البسته”و”المجيرسي” والفريسية” وزفة المعرس التي تقام داخل البيت الشعبي ، ومن الفنون الزراعية فن” دق الحب ” بالإضافة إلى الأغاني الخاصة “بالصرام والحصاد” وأغاني البناء وجميع الفرق تعمل بشكل يومي في ساحة البيت وعلى المسرح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *