عواصم ــ رويترز
أفاد مسؤول أميركي بأن الرئيس دونالد ترامب، اتخذ قرارا بسحب عدد كبير من الجنود الامريكيين من أفغانستان، بعد يوم على اتخاذه قرارا مشابها بسحب جميع الجنود من سوريا.
وأكد المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، لـ”فرانس برس” أن “هذا القرار قد تم اتخاذه، سوف يكون هناك انسحاب هام”.
وتنشر الولايات المتحدة حاليا نحو 14 ألف جندي في أفغانستان يعملون إما مع مهمة قوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” لدعم القوات الأفغانية، أو في عمليات خاصة لمكافحة الإرهاب.
ووفق المسؤول، اتخذ ترامب قراره، الثلاثاء، في نفس اليوم الذي أعلن فيه أنه سيأمر بانسحاب جميع الجنود الأميركيين من سوريا.
ويعتبر قرارا ترامب بشأن سوريا وأفغانستان نقطة تحول في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وقد يفتحان الباب أمام سلسلة من الأحداث المتتابعة غير المتوقعة في الشرق الأوسط وأفغانستان.
وكان وزير الدفاع الأميركي الأسبق جيمس ماتيس، قد تكن العالم الماضي مع مسؤولين عسكريين آخرين من إقناع ترامب بإرسال المزيد من الجنود الأميركيين إلى أفغانستان، حيث كانت طالبان تحقق هناك مكاسب هامة وتوقع خسائر كبيرة بالقوات الأفغانية المحلية.
لكن ترامب، قال حينها: إن حدسه يقول بضرورة الخروج من أفغانستان، ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن أكثر من 7 آلاف جندي أميركي سيعودون من أفغانستان.
في غضون ذلك، قال مسؤول أوروبي: إن الاتحاد الأوروبي ينتظر معلومات أكثر تفصيلاً حول قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، لكن بغض النظر عن ذلك، يؤكد التزامه بالعمل مع التحالف الدولي من أجل إلحاق الهزيمة بـ”داعش” الإرهابي بشكل كامل وتحقيق الاستقرار، خاصة في شمال سوريا.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين: إن انسحاب القوات الأمريكية ستكون له تداعيات على العملية السياسية في سوريا.
وطالبت وزيرة الدفاع الألمانية في بيان الولايات المتحدة بتوضيح الوضع بعد الاستقالة المفاجئة لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.
وقالت الوزيرة: “نظرا لأن الولايات المتحدة تضطلع بدور مهم ومسؤولية في بنية الأمن العالمي، فمن المهم للجميع الحصول على توضيح على نحو سريع بشأن من سيخلفه (ماتيس) والمسار المستقبلي”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية -في مؤتمر صحفي دوري- إن قرار الولايات المتحدة المفاجئ بشأن الانسحاب من سوريا، ليس له أي تأثير مباشر على تفويض ألمانيا في المعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية: إنه كان سيكون من المفيد لو تشاورت الولايات المتحدة مع حكومات أخرى قبل أن تقرر سحب قواتها من سوريا.
إلى ذلك، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي: إن المهمة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي لم تنته في سوريا حتى الآن، مؤكدة أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قرار “فادح للغاية”.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، لإذاعة (آر.تي.إل): “لا نتفق مع التحليل بأنه تم القضاء على داعش.. هذا قرار فادح للغاية ونعتقد..أن المهمة لم تنته”.
من ناحية أخرى، قدمت بارلي التحية لوزير الدفاع الأمريكي المستقيل جيم ماتس، ووصفته بأنه “جندي عظيم” و”شريك في كل الظروف” وذلك بعد أن أعلن استقالته بشكل مفاجئ أمس الخميس بسبب خلافات مع ترامب بشأن سوريا.
وكانت وزيرة الدفاع الفرنسية أكدت، أمس الأول، أن تنظيم “داعش” الإرهابي فقد أكثر من 90% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا.. وقالت، في سلسلة تغريدات عبر تويتر: “إنه بعد إعلان ترامب الانسحاب من سوريا فإن تنظيم داعش لم يمح من الخريطة”.. وأضافت بارلي: “يتعين هزيمة تنظيم داعش عسكريا في آخر جيوبه بسوريا”.
وكانت بريطانيا قد حذرت من خطورة انسحاب أحادي للقوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، وذلك ردا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب قوات بلاده التي تتمركز في شمال سوريا.
وفى سياق منفصل، حذر مجلس سوريا الديمقراطية، من التهديدات العسكرية التركية بالمنطقة، وذلك في أعقاب إعلان واشنطن عزمها الانسحاب من سوريا.وفي مؤتمر صحفي عقد في فرنسا، أكد رياض درار وإلهام أحمد، الرئيسان المشتركان لمجلس سوريا الديمقراطية، أن التهديدات التركية “ستؤدي لمزيد من سفك الدماء”.
وقال رئيسا مجلس سوريا الديمقراطية: “نحن في حالة ترقب ونبحث تهديدات تركيا العسكرية”، لافتين إلى أنهما سيقومان بجولات في دول أخرى غير فرنسا؛ لبحث الوضع في المنطقة بعد التطورات الأخيرة.
وطلب رئيسا مجلس سوريا الديمقراطية مساعدة فرنسا لفرض حظر جوي في شمال سوريا؛ لمواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أكدت، الخميس، أن المعركة التي تخوضها ضد تنظيم داعش الإرهابي في آخر جيب يتحصن داخله في شرق البلاد “مستمرة حتى الآن”، رغم إعلان واشنطن قرارها سحب جميع قواتها من سوريا.
وأكد رئيسا مجلس سوريا الديمقراطية أن “خروج أمريكا من الساحة السورية يؤثر على الجميع”، مضيفين: “طالبنا باتخاذ موقفا أخلاقيا تجاه المنطقة التي تتعرض للتهديد التركي؛ ما سينتج عنه مزيد من القتل وسفك الدماء”.
وتابعا بأن “التدخل التركي في سوريا يعطي مزيدا من حرية التحرك للفصائل المتشددة؛ لأنهم يجهزون أنفسهم للقتال مع قوات أنقرة”.
وذكرا أن “مأساة عفرين يمكن أن تتجدد، وما تفعله الفصائل المتشددة هناك معروف”، معتبرين أن تركيا تحتمي بـ”عقلية متشددة”، و”إذا امتدت مثل تلك العقلية ستعيد إنتاج تنظيم داعش الإرهابي”.