الرياض- البلاد
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ينطلق المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 33) تحت عنوان (وفاء وولاء) بحضور خليجي وعربي رفيع المستوى وحشود كبيرة من المدعوين والمواطنين، وستكون جمهورية إندونيسيا، ضيف الشرف لهذه الدورة.
ورفع صاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان،الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين – أيده الله ــ على هذه الرعاية السنوية الكريمة، وعدها مصدر فخر واعتزاز لمنسوبي وزارة الحرس الوطني ولجميع العاملين بالمهرجان والمشاركين فيه كافة ، مثمنا المتابعة الكريمة والدائمة منه – رعاه الله – للمهرجان منذ انطلاقته، وبالدعم الكبير لمسيرة الثقافة والتراث والإبداع في المملكة. كما نوه سموه بالدعم الكبير والاهتمام المتواصل الذي يحظى به المهرجان من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حتى بات ضمن أهم المكتسبات الوطنية في هذا العهد الزاهر.
وأوضح سمو وزير الحرس الوطني أن مهرجان هذا العام يتضمن الكثير من الفعاليات، ويشتمل برنامجه الثقافي على محاضرات وندوات وأمسيات وأنشطة ثقافية متعددة في شتى الجوانب الإبداعية، وسيقدم للزوار في مقر المهرجان بالجنادرية فعاليات تراثية منوعة، وأخرى تبرز الوجه الحضاري للمملكة، والتقدم الذي تشهده في مختلف المجالات، بالإضافة لما سيعرض في أجنحة ومقرات إمارات المناطق ومؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
بين التاريخ والحاضر
ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة أكبر مهرجان ثقافي سعودي يُحاكي تاريخ وحاضر ومستقبل المملكة العربية السعودية، وأضخم حدث من نوعه في المنطقة ، حيث يُقام منذ عام 1985، ويحظى بمشاركة محلية واسعة وتواجد خليجي عربي مُتزايد، ويزور المهرجان السنوي خلال فعالياته الملايين من عشاق التراث الثقافي والأصالة.
ويميّز المهرجان هذا العام بمشاركة واسعة من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وسلطنة عُمان، وضيف شرف المهرجان إندونيسيا بما يعكس ثقل هذه الدولة العريقة التاريخي والحضاري والثقافي. ومن المتوقع حضور العديد من الشخصيات الاعلامية والفكرية من أنحاء العالم مما يجسد فضاء التنوّع الثقافي للمهرجان.
ومن خلال برنامج ثقافي وفكري غني، يحرص المهرجان الوطني للتراث والثقافة في كل موسم على مواكبة الأحداث والتطورات في الداخل والمحيط الإقليمي والعالمي، إذ يحظى البرنامج بالتقدير والاستقطاب نظرا لقيمة محاوره وموضوعاته، واتزانها وملامستها للهم الإنساني المُشترك بعيداً عن الأيدولوجيات وإثارة الخلافات ، وتجرى الفعاليات الثقافية والندوات الفكرية بمشاركة نخبة من المثقفين والمثقفات السعوديين والعرب وشخصيات من دول عديدة في العالم.
وسينطلق المهرجان بسباق الهجن التراثي الكبير، الذي شكّل السباق النواة الأولى لمهرجان الجنادرية، وبه عُرفت مع انطلاقته الأولى قبل عقود، ثمّ تحوّل إلى مهرجان ثقافي وتراثي سنوي.
فعاليات شاملة
وتتميز الدورة الجديدة للجنادرية بأنها الأكبر في تاريخ المهرجان، حيث يشارك فيها عدد كبير من المؤسسات والقطاعات الحكومية والمناطق ، والتي تقدم فعاليتها من خلال الأجنحة والمباني التراثية الخاصة بها وتنظيم المعارض الفنية والفعاليات الثقافية وبرامج تواصل ، والجديد أيضا في العديد من المقرات الجديدة هذا العام لكلّ من وزارة الخارجية ومنطقة تبوك ومنطقة الجوف. ويستعرض المهرجان أجنحة المناطق السعودية التي تُشارك بموروثها الشعبي إحياء لتراث الآباء والأجداد من خلال برامج وفعاليات مميزة، منها العروض الشعبية، والحرف اليدوية، والمقتنيات التراثية، والمأكولات الشعبية، والندوات والأنشطة الثقافية. إضافة إلى مئات المشاركين في الفرق الشعبية السعودية والخليجية .
وللأدب الشعبي حضور واهتمام واسع في فعاليات المهرجان من خلال برنامج الأدب الشعبي ، حيث سيشارك عدد كبير من نجوم الشعر الشعبي السعوديين والخليجيين ، والإقبال من المتابعين له من جمهور الزائرين الذين يحرصون سنويا على تلك الفعاليات الشعرية وأمسيات الشيلات التي يصاحبها العزف على الربابة.
وقد اكملت الجهات المعنية بالتنظيم استعداداته لاستقبال الزوار وتهيئة أفضل وسائل الراحة والاستمتاع بالفعاليات، كذلك تهيئة المرافق وتجهيز المصليات في وخطة تنظيم الشوارع والميادين والممرات ومواقف السيارات، كما تحظى وسائل التوعية والإرشاد باهتمام في عملية الاستعداد بتوفير الخرائط والكتيبات الإرشادية، ونشر نقاط للاستعلامات. أيضا توفير الخدمات الصحية والإسعافات الأولية، كما يحرص المهرجان على توفير خدمات المطاعم والمحال التجارية لتقديم الأغذية الشعبية الخفيفة، وتهيئة الاستراحات المناسبة للزوار حتى يقضوا أفرادا وعائلات أوقات ممتعة ومفيدة طوال أيام المهرجان. حقا على أرض الجنادرية وفي فضائها الحضاري الثري بالفكر والثقافة والفنون وعبق السياحة التراثية ، تشعر بعولمة هذا المهرجان العريق بهويته السعودية وبصمته العالمية.