حنان العوفي
قرأت خبرا يقول : إنه سيتم تغيير غلاف التبغ بغلاف عادي لتقليل جاذبيته للمستهلكين ، وعندما نتتبع بعض أخبار التبغ حول العالم نتذكر أنه منذ أن كنا صغارا نقرأ العبارة المكتوبة عليه وهو أنه سبب رئيسي في أمراض القلب والشرايين والرئة ، ويبدو أنها لم تفِ بالغرض لسنوات طويلة والتي كانت تصاحبها إرشادات عديدة ومختلفة،فرفعوا سعره للضعف ويبدو أن هذه الخطوة لم تحقق المطلوب كذلك ، فتوصلوا لفكرة تغيير الغلاف رغبة في التقليل من جاذبيته ؟! يا ترى هل جاذبيته تكمن في كل ما ذكر ، بمعنى أن المدخنين جذبهم شكل العلبة فأصبحوا مدخنين ؟! وعلى أي حال هذا ليس هو موضوعي الذي أهتم به على الرغم من أنني أود أن أعيش في عالم بلا ملوثات لكني لست معنية كثيرا بهذا الأمر، ولا تؤرقني فكرة كيف تصبح الكرة الأرضية صالحة للحياة ؟ وربما تكون قمة الأنانية ألا نفكر في الأجيال القادمة وماذا ستواجه من تحديات، لكنها طبيعتنا التي يصعب تبديلها حتى وإن ادعينا غير ذلك ، لكن هل نعاني من سطحية لدرجة أنه تجذبنا الأشياء فقط من شكلها أو من الدعايات حولها ؟! وفي الواقع أن جزءًا كبيرًا منّا كذلك وإلا بماذا تفسرون الأموال الطائلة التي ينفقها التجار والمؤسسات في حملاتهم الدعائية؟ أتذكر أنني رأيت إحداهن أخذت شامبو ابنة عمها لأن الثانية تتمتع بشعر ناعم كالحرير، وهي نعمة حباها إياها الله عز وجل بينما الأولى لديها شعر يصعب تسريحه ، وعندما رأت أن الشامبو الذي تستخدمه ابنة عمها هو نفسه الذي رأته في الإعلان تأكدت أن شعرها كان من نتائج ذلك الشامبو السحري ، وأصبحت أحد أهم المستهلكين له ، ومرت سنوات طويلة وهي تنتظر نتائج الشامبو التي لم تظهر بعد ، طبعا هذا الكلام لا ينطبق على التبغ ، فالحملة الدعائية ضده وليست معه ، وهذا يشير لأننا نستهلك من أجل الاستهلاك فقط تماما مثل خدعة الماركات و الأصلي والمقلد ، وبعيدا عن كل هذا يقول محمد النفيعي رحمه الله :
“جيتك عذر واهي ودمعة خجولة
نصفي جفاف ونصفي الثاني أمطار”
أحببت أن أذكر النفيعي فلربما كان لمقالي وقعا في القلوب.