وليد الفهمي – جدة
جراحات تصحيح قصر النظر، وطوله موجودة في العالم منذ سنوات عديدة، لكن التطور التكنولوجي في مجال الليزر، رفع أسعار تلك العمليات لأسعار خرافية؛ حيث تتم معظم تلك العمليات بالمستشفيات الخاصة ، بأسعار فلكية تتجاوز 10 آلالف ريال. فلماذا لاتتوسع المستشفيات والمراكز الحكومية في إجراء مثل هذه العمليات لتقويم النظر. وهذا ما نناقشه في التقرير التالي:
بداية، قال الدكتور وسيم عبدالعزيز ،عالم واستشاري طب وجراحة العيون: إن مشكلة عمليات تصحيح النظر بالمملكة في القطاع الحكومي، تكمن في نقص عدد أطباء العيون المتخصصين، وبالتالي يصعب تغطية الاحتياج السكاني لعلاجات وجراحات أمراض العيون؛ ولذلك يقوم الطبيب بأكثر من نوع من العمليات وفق الأولوية ، وعلى سبيل المثال طبيب العيون المتخصص الذي يجري عملية تصحيح النظر، هو نفسه الذي يجري عمليات إزاله المياه البيضاء، وهو نفسه الذي يجري عمليات زراعة القرنية ، فمن المنطقي أن يقوم الطبيب أو المستشفى بخدمة من يعاني من مشكلة عاجلة؛ كإجراء عملية المياه البيضاء، كون المريض لن يستطيع الرؤية إن لم يجر العملية، وكذلك المريض الذي يحتاج لإجراء عملية زراعة قرنية؛ لذلك توضع تصحيح النظر كالليزك في آخر القائمة ، ناهيك عن قلة توفر أجهزة عمليات التصحيح، والتي تكون نادرة بالمستشفيات الحكومية ،معتبرين أن عملية تصحيح النظر ليست أولوية، مقارنة بعمليات العيون الأخرى.
120 عملية شهريا
وحول ضعف إجراء تلك العمليات في المستشفيات الحكومية، وجعل السوق مفتوحا للمراكز الخاصة بمقابل مالي ، ردت وزارة الصحة بأن عمليات تصحيح النظر في منطقة مكة المكرمة ، وتحديداً في محافظة الطائف، وحدها تبلغ نحو 120 عملية في الشهر، منها نحو 90 عملية في مستشفى الملك عبدالعزيز، ونحو 30 عملية في مستشفى الملك فيصل بالمجان، معتبرة أن خدمة تصحيح النظر من الخدمات التجميلية التي ليست ضمن مجال الخدمة للمستشفى ، معللة أن الحالات العلاجية التي تحتاج إلى خدمات تصحيح نظر ، يتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة، بحسب مقتضى الحالة، ولا يتم إحالة مثل هذه الحالات إلى المراكز الخاصة.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد عليس، مختص بإجراء تلك العمليات بإحدى المستشفيات الخاصة بجدة ، أن نسبة نجاح عمليات الليزك عالية ، ولكن فشلها قد يؤدي إلى كارثة مأساوية، إذ لم تستند إلى تقنيات مناسبة للمريض وخبرات ومهارات جراحية، وفي تقييم ما يقرب من 60 ألف عملية تصحيح باستخدام تقنية الليزك، وجد أن 99.5٪ من العيون تحقق رؤية مصححة بنسبة 20/40 أو أفضل، و90.8٪ من العيون تحقق رؤية مصححة 20/20 أو أفضل، و 98.6٪ من العيون تصل إلى الهدف خلال 1.00 Dو 90.9٪ من العيون تصل إلى 0.50 D من الانكسار المستهدف. بالإضافة إلى ذلك، فقط 1.2 ٪ من جميع المرضى غير راضين عن النتيجة، مبيناً أن أكثر عمليات التصحيح، تنجح باذن الله .
جانب آخر، وهو الأعراض الجانبية للعملية ، حيث يوضح أنها تحدث عادة بعد العملية، لكنها أعراض طبيعية؛ مثل حساسية العين المفرطة للضوء في اليوم الأول، بعد إجراء العملية. و الرغبة المستمرة في فرك العينين في الأيام الأولى بعد العملية، و ظهور احمرار في العينين، وغالباً ما يزول دون علاج خلال أسبوعين من العملية ، والشعور بجفاف العينين خلال الأسابيع الأولى للعملية.
ونصح الدكتور عليس أنه بعد إجراء عملية الليزر، يُتجنب عدم حك العين أو دعكها بعد العملية؛ حيث إن الشعور بالحرقة والحكّة أمر طبيعي لا داعي للقلق بشأنه، مع الالتزام باستخدام المسكنات أو قطرة العين التي يصفها الطبيب للحفاظ على راحة العين بعد العملية، مع تغطية العين بالضمادات الطبية ليلاً حتى شفائها، والمداومة بالمتابعة مع الطبيب ومراجعته بعد مرور يوم أو اثنين من العملية؛ للتأكّد من عدم وجود أيّ آثار سلبية للعملية، مع الانتظار لعدّة أسابيع قبل العودة إلى ممارسة الرياضة وعدم استخدام مستحضرات التجميل حول العينين بعد العملية مباشرة والانتظار لبضعة أسابيع.