جدة ــ عبد الهادي المالكي
نيابة عن معالي وزير الطاقة والصناعة الثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح دشن وكيل الوزارة لشؤون الكهرباء الدكتور نايف بن محمد العبادي امس فعاليات المؤتمر السعودي الثامن للشبكات الكهربائية الذكية 2018 بحضور معالي محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج الدكتور عبدالله بن محمد الشهري ورئيس مجلس ادارة الربط الكهربائي الخليجي صاحب السمو الشيخ نواف ال خليفة وعدد من المتخصصين في قطاع صناعه الكهرباء وذلك بفندق الريتزكارلتون بمحافظة جدة. وعبر وكيل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لشؤون الكهرباء الدكتور نايف بن محمد العبادي عن فخره واعتزازه بتدشين المؤتمر في نسخته الثامنة نيابة عن معالي وزير الطاقة والصناعة الثروة المعدنية موجهاً شكره لكافة المشاركين من داخل المملكة وخارجها في الحدث الأبرز لقطاع الكهرباء في المملكة والمنطقة ، ومحط اهتمام الجميع ، وقال : ينعقد المؤتمر السعودي الثامن للشبكات الكهربائية الذكية 2018 تحت مظلة وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ، التي أصبحت المحور الأساس في منظومة متكاملة معنية بجميع مجالات الطاقة المختلفة والمهمة ، كما يأتي تنظيم هذا المؤتمر متزامناً مع اتخاذ حكومتنا الرشيدة خطوات جوهرية لتطوير صناعة طاقة متكاملة ومتنوعة لتعزز بذلك مكانة المملكة في هذا السياق ، إيماناً من الوزارة بدورها المحوري لتطوير قطاع الكهرباء ، وأشار للتنسيق الوثيق مع الجهات المعنية بالقطاع ، بالعمل على تحديث نظام الكهرباء بما يتوافق وينسجم مع متطلبات المرحلة القادمة ، وتواصل الوزارة جهودها لتوطين الصناعات والخدمات المرتبطة بقطاع الكهرباء ، إضافة إلى استكمال إعداد استراتيجية قطاع الكهرباء لتتوافق مع برنامج التحول الوطني، ورؤية المملكة 2030 وتحديد مزيج الطاقة الأمثل، والتوجه نحو الشبكات الذكية وتطبيقاتها باستبدال جميع العدادات الميكانيكية بأخرى إلكترونية ذكية، وإدخال الطاقة المتجددة للمنظومة وفق برنامج خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة في المملكة ، ويشمل ذلك استغلال مصادر الطاقة المتجددة، وتوطين الصناعات والخدمات المرتبطة بها …ونوه في هذا الصدد بإعلان مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في شهر فبراير الماضي أول مشروع للطاقة الشمسية في مدينة سكاكا ، وهو المشروع الذي تم ترسيته على شركة أكوا باور، لإنتاج “300” ميجاواط ، في حين تم إطلاق المشروع الثاني ، وهو مشروع دومة الجندل بمنطقة الجوف ، لإنتاج “400” ميجاواط من طاقة الرياح والذي سيعلن عن الفائز به قريباً عاداً هذه المشاريع الأولى من نوعها في المملكة من حيث القدرة …وأكد على ما يحظى به قطاع الكهرباء في المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة بدعم سخي ، وجهود العاملين المخلصين بالقطاع سواء الجهاز الاشرافي والتشريعي المتمثل في هذه الوزارة أو التنظيمي أو مقدمي الخدمة ، مما يكفل للقطاع استمرار التطوير خلال السنوات الأخيرة وجعله في مقدمة أفضل المنظومات الكهربائية في الشرق الأوسط وأفريقيا ، بالرغم من وجود عدد من التحديات التي تواجه القطاع ، منها تشغيل وصيانة منظومة تجاوزت قدراتها المركبة “80” ألف ميجاواط ، حيث توفر الخدمة لأكثر من “9” ملايين مشترك بكمية استهلاك تصل لـ “300” ألف جيجا واط ساعة، عبر مساحات شاسعة ومواقع مختلفة، حيث بلغ مجموع أطوال شبكة النقل “78,323” كم دائري ، ومجموع أطوال شبكات التوزيع والجهد المنخفض “616,179” كم دائري ، كما تجاوز الحمل الذروي “62” ميجاواط في عام 2017م …واستطرد الدكتور العبادي : من التحديات التي تعمل الوزارة عليها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ، تقييم الأوضاع الحالية للقطاع، للتحول به إلى قطاع يعمل على أسس تجارية تمكنه من الاعتماد على ذاته بما يضمن له الاستدامة وذلك يتطلب مواصلة العمل الجاد لتوفير البيئة التشريعية والتنظيمية والهيكلية للقطاع ومراجعة وتعديل الأسعار ، ليكون قطاعاً مشجعاً وجاذباً للاستثمار ، تحكمه العلاقات التجارية الواضحة والعادلة …ولفت إلى أنه يواجه القطاع أيضاً تحدياً فنياً يتمثل في مواصلة العمل على رفع كفاءة المنظومة الكهربائية في جانبي الإمداد والطلب ، بما في ذلك محطات التوليد ونظام النقل والتوزيع ، إضافة لتحسين كفاءة الاستخدام النهائي لاستهلاك الكهرباء ، وكذلك معالجة التباين الكبير بين حمل الذروة في الصيف والشتاء ، ان تكامل تطبيقات تقنية المعلومات ودورها في المنظومة الكهربائية يعد رافداً أساسياً في تطوير مرافق الكهرباء ، ويستدعي ذلك الحاجة الى التعاون بين قطاع الكهرباء ، وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ، والجهات ذات العلاقة ، لوضع خطة للمضي قدماً في مشاريع الشبكات الكهربائية والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية لوضع مواصفات واضحة ومحددة لمشاريع الطاقة … وأفاد أن هذا المؤتمر يعد فرصة للمختصين في صناعة الكهرباء والباحثين والأكاديميين لمناقشة تطوير الشبكات الكهربائية من خلال الأنظمة الذكية المتقدمة لتعزيز منظومة الكهرباء في المملكة والمنطقة ، وإبراز دور ربط مصادر الطاقة المتجددة بالشبكات الكهربائية لمجابهة الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية ، وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة من توليد الكهرباء ، وتحسين أداء المنظومة الكهربائية الوطنية وفق أفضل الممارسات العالمية في تطبيقات الشبكات الذكية مبيناً أن الفرصة مناسبة للاستثمار في مجالات الكهرباء ومشاريع الطاقة المتجددة ، والصناعات والخدمات ذات العلاقة بقطاع الكهرباء خلال السنوات القادمة مما يساعد القطاع الخاص الوطني والعالمي على المشاركة بالاستثمار في هذه المجالات … ورأى أن ما سيعرض في المؤتمر والمعرض المصاحب من آخر تطورات الشبكات الكهربائية وتطبيقاتها الذكية وما سيقدم ويناقش في المؤتمر من أحدث التجارب العالمية والمحلية سيسهم – بحول الله – في إيجاد حلول عملية لبعض التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء في المملكة.
من جانبه تطرق معالي محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج لصناعة الكهرباء بالمملكة العربية السعودية ومواجهتها لسلسلة من التحديات الهامة التي تعكس النمو الهائل للاقتصاد الوطني خلال الخمس سنوات الماضية وتشمل تلك التحديات ما يلي الاستهلاكي العالي الزيادة الهائلة لقدرات التوليد لمجابهة نمو الأحمال الكهربائية السنوات المقبلة للحد من مستوى فواقد الشبكات الكهربائية وتعزيز كفاءة الطاقة وتنويع مصادر الطاقة واستخداماتها ومن أجل مواجهة هذه التحديات …وأبان في هذا السياق بقيام العديد من ذوي العلاقة في قطاع الكهرباء بتحديد تلك التحديات بشكل فعلي واطلقت في نطاق مهامها مجموعة من المبادرات الهادفة كتعزيز كفاءة استخدام الطاقة من قبل المستخدم النهائي و تطوير مصادر الطاقة وكذلك اطلاق تجارب عملية لتركيب العدادات الذكية من قبل مقدمي الخدمة التي نرجو أن تساهم في التصدير المباشر لهذه التحديات وها نحن في هذا المؤتمر السعودي للشبكات الكهربائية الذكية وهو احد اهم خيارات والحلول لمجابهة هذه التحديات المتمثل في تنفيذ البحث والتطوير للشبكة الذكية في المنظومة الكهربائية التي تعتبر عنصر مهم لمستقبلي قطاع الطاقة في المملكة لما لهذه التقنية من قدرة على تغيير قطاع الطاقة لكونها تساعد على الانتقال نحو زيادة كفاءة الطاقة والاستدامة والمحافظة على البيئة فضلاً عن مساهمتها في تحسين جودة الخدمة الكهربائية المقدمة للمستهلكين ودقة في العمليات .
وعرف بما قامت به هيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج في هذا المجال بتقديم مساهمتها في إيجاد حلول للتحديات المذكورة بما يتماشى معها بصفتها الجهة التنظيمية في صناعة الكهرباء في المملكة من خلال تحديد استراتيجية وطنية للعدادات الذكية في المملكة ولقد برهنت الشبكة الذكية ان لها دور هام في تنسيق احتياجات قدرة الدولة وتشغيل الشبكة الكهربائية واحتياجات المستهلك والمساعدة على تحقيق اهداف أصحاب المصلحة في سوق الكهرباء عبر تشغيل جميع أجزاء النظم الكهربائية بأكبر قدر من الكفاءة والتقليل من التكاليف والأثار البيئية ونظام الاعتمادية والمرونة والاستقرار باعتبارها مجموعة متكاملة من الحلول التقنية للشبكة التي تنتشر في كامل المنظومة الكهربائية وصول إلى الأجهزة المنزلية لدى المستخدم النهائي .
واعتبر العدادات الذكية الخطوة الأولى نحو إيجاد الشبكة الذكية التي ستمكن من تبادل المعلومات والبيانات بدلاً من الوضع التقليدي الحالي الذي لابد من تغييره لعدة أسباب تتعلق في كفاءة الطاقة و الاستدامة والتكامل مع الطاقة المتجددة وتحسين جودة الخدمة الكهربائية حيث أثبتت الشبكة الذكية أنها تتيح فرصة التعامل مع الطاقة الكهربائية باعتبارها خدمة تفاعلية بدلاً من التقليدية وأن توفير التوازن الأمثل لإمدادات الطاقة من خلال تخفيض استخدام الطاقة وذروتها بالطلب والقدرة على حث المستهلكين من الحد من استهلاك الكهرباء .وكان المؤتمر السعودي الثامن للشبكات الكهربائية الذكية 2018قد شهد توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين مجموعة من الجهات والقطاعات الحكومية ، وتكريم الجهات الراعية والداعمة للمؤتمر.