إعداد – محمود العوضي
نواصل اليوم مع قراء ( البلاد) إطلالتنا السريعة على تاريخ مونديال الأندية، وسنبحر اليوم مع النسختين الأخيرتين( 2016-2017) على أن تكون حلقتنا الأخيرة في العدد القادم؛ توطئة للبطولة الجديدة ( الإمارات 2018).
• (اليابان 2016) •
حصد ريال مدريد لقبه الثالث في عام 2016 ، بعد التتويج ببطولة كأس العالم للأندية FIFA ،التي احتضنتها اليابان. وستكون هذه المرة الثانية التي سيرتدي فيها الفريق الملكي شارة أبطال العالم ليواصل الأوروبيون هيمنتهم على هذه البطولة العالمية (9 من أصل 13 لقباً). اعترف زين الدين زيدان بعد موقعة نهائية أمام كاشيما الياباني نارية قائلاً: “لقد فاجأنا كاشيما. لم يتوقف لاعبوه عن الركض. يملك لاعبين يمكنهم دون أدنى شك الاحتراف في أسبانيا، لكن أهم شيء هو أننا تمكنا من إحراز اللقب.”
قادت ثلاثية كريستيانو رونالدو في النهائي، التي دفعته للظفر بكرة adidas الذهبية، إلى تحقيق نتيجة 4-2 التي تُعتبر مضللة إلى حدّ ما. فبالإضافة إلى أن الخصم في النهائي كاشيما آنتليرز قلب النتيجة رأساً على عقب، بعدما وجد نفسه متخلفاً في المباراة منذ الدقيقة 9، تمكّن من وضع بطل أوروبا في مأزق كبير في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي. وحافظ بطل الدوري الياباني على تماسكه حتى الشوطين الإضافيين، إلا أن المهاجم البرتغالي فرض نفسه ليتخطى حارس المرمى هيتوشي سوجاهاتا الذي كان من أهم عناصر الفريق الذي يقوده ماساتادا إيشي. وكان على النادي الملكي القتال بكل ما أوتي من قوة، لاحتواء خطورة جاكو شيباساكي الذي لم يُظهر أي ارتباك بعد هزّ شباك كيلور نافاس في مناسبتين. فبعد إطفاء شمعته الثلاثين في أمسية هادئة ضد كلوب أميريكا في نصف النهائي؛ حيث لم يتوجّب عليه بالكاد التدخّل، تعيّن على حامي العرين الكوستاريكي بذل جهد مضاعف لصدّ اندفاع اليابانيين في النهائي. ويتميّز أبناء بلاد الشمس المشرقة بانضباطهم التكتيكي وقوتهم البدنية، وأثبتوا في مواجهتهم الأخيرة أن مسيرتهم في هذه البطولة لم تكن من قبيل الصدفة. هناك من اعتقد أن فوزهم في الأنفاس الأخيرة من المباراة أمام أوكلاند سيتي، الذي سقط للمرة السابعة في الجولة الأولى من البطولة، كان بمثابة ضربة حظ، غير أن مقاومتهم وتفوّقهم على ماميلودي صنداونز، بطل أفريقيا، وبطل كوبا ليبرتادوريس أتليتيكو ناسيونال، جعلا منهم فريقاً يُحسب له ألف حساب. وكانت الهزيمة التي مني بها الفريق الكولومبي مفاجأة من العيار الثقيل، لم يكن ينتظرها أحد في هذه البطولة. حيث تعيّن على الكولومبيين السباحة ضد التيار في مباراتهم في أوساكا بعد ضربة جزاء احتُسبت من خلال الحكم المساعد عبر الفيديو. وكانت هذه أول واقعة يتم فيها الاستعانة بالإعادة بالفيديو، وهي تقنية تُستخدم لأول مرة في بطولة FIFA. ورغم محاولات كتيبة فيردولاجا المتكرّرة، إلا أنها لم تجد طريقها لمرمى الخصم الذي شكّل دفاعاً محكماً وكان أفضل بدنياً ليحسم المباراة في الدقائق الأخيرة.
وشهدت البطولة موقعة نهائية غير اعتيادية نظراً لسقوط أبناء رينالدو رويدا. فمن بين 13 بطولة عالمية، غابت فرق أمريكا الجنوبية عن ثلاث نسخ، بينما لم يغب الأوروبيون سوى عن النسخة الافتتاحية.
• نهائي الترضية •
*عانى فريق ريكاردو لا فولبي، الأمرين للتغلب على البطل الآسيوي في الدور الثاني، ومحو ذكرى الفشل الذي مني به قبل عام. فبعد العودة في المباراة بفضل هدفين من توقيع سيلفيو روميرو، التقى المكسيكيون مع ريال مدريد في نصف نهائي كان بمثابة احتفال كبير بالذكرى المئوية للنادي. أحكمت كتيبة النسور إغلاق المنافذ الخلفية لصدّ القوة الهجومية لأبناء زين الدين زيدان، بيد أنها لم تتمكن من كبح جماح الفريق الأبيض الذي يملك قدرة استثنائية على إحراز الأهداف في الأنفاس الأخيرة من المباراة، لتتبخر آمالها في التأهل إلى النهائي.
كما لم تفز كتيبة أزولكريما بالميدالية البرونزية، التي عانقتها أتليتيكو ناسيونال بعد الاحتكام لضربات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث. حيث كان نهائي الترضية عبارة عن مواجهة حامية الوطيس تميّزت بفرص التهديف في كلتا المنطقتين والعديد من الأخطاء والهجمات المرتدة، لكن ركلات الترجيح التي أهدرها المكسيكيون كانت في النهاية عامل الحسم في هذه المباراة.
•الاستفادة من الخبرة للعودة بشكل أفضل •
في حديثه بعد سقوط فريقه في مباراة تحديد المركز الخامس أمام جيونبوك موتورز الكوري، أكد مدرب صنداونز بيتسو موسيماني قائلاً : “كنت أعرف فريقي على الصعيد القاري. والآن أعرف مستواه على الصعيد العالمي، وأعلم أي جوانب يجب العمل عليها للعودة بفرص حقيقية للفوز.” فكما ذكر ربان سفينة الفريق الأفريقي، كانت جوانب القصور على المستوى البدني والسرعة حاسمة لترجيح الكفة لصالح خصومهم الآسيويين. من جانبه، لم يتمكّن جيونبوك من الإستفادة من الحافز بعد تربعه على عرش آسيا قبل أسبوع من انطلاق البطولة، إلا أنه رغم خسارته أمام أميريكا غادر راضياً بعد تحقيقه المركز الخامس منهياً هكذا موسماً مكثفاً. إذ قال المدرب تشوي كانج هي: “هذه البطولة علمتنا دروساً عظيمة وستساعدني واللاعبين على النمو في المستقبل. نأمل أن نعود للمشاركة في العام المقبل.”
• الترتيب النهائي •
1. ريال مدريد
2. كاشيما آنتليرز
3. أتليتيكو ناسيونال
4. كلوب أميريكا
5. جيونبوك هيونداي موتورز
6. ماميلودي صنداونز
7. أوكلاند سيتي
• الملاعب •
ملعب يوكوهاما الدولي
ملعب مدينة سويتا في أوساكا
عدد الأهداف: 28 (بمعدل 3.5 أهداف في المباراة)
• أفضل الهدافين:
*كريستيانو رونالدو، 4 أهداف
كريم بنزيمة، هدفان (تمريرة حاسمة)
مو كانازاكي، هدفان (تمريرة حاسمة)
الجوائز:
كرة adidas الذهبية: كريستيانو رونالدو (ريال مدريد)
كرة adidas الفضية: لوكا مودريتش (ريال مدريد)
كرة adidas البرونزية: جاكو شيباساكي (كاشيما آنتليرز)
جائزة FIFA للعب النظيف: كاشيما آنتليرز
• الإمارات(2017) •
توج ريال مدريد، من جديد ، بلقب كأس العالم للأندية 2017، الذي أقيم هذه المرة، في الإمارات، بعد فوزه على غريميو البرازيلي بهدف نظيف في المباراة النهائية، التي أقيمت على أرضية ملعب مدينة زايد الرياضية في العاصمة ، أبوظبي، ليحقق الريال لقبه الثاني على التوالي في هذه البطولة، والخامس له خلال عام 2017. وكان ريال مدريد قد تغلب بصعوبة على الجزيرة الإماراتي، بهدفين مقابل هدف وحيد، في مباراة نصف نهائي كأس العالم للاندية 2017، ليبلغ نهائي البطولة ويضرب موعدا مع غريميو البرازيلي.
النهائي
قام المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بتغيير ثلاثة لاعبين من التشكيلة الأساسية، التي لعبت أمام الجزيرة الإماراتي، فقد شارك كل من الألماني توني كروس بدلا من الكرواتي ماتيا كوفاسيتش، والإسباني داني كارفخال بدلا من المغربي أشرف حكيمي، ومواطنه سيرجيو راموس بدلا من ناشتو فيرنانديز.
بدأ الشوط الأول بسيطرة نسبية لريال مدريد، واستمر الحال على ذلك حتى نهاية الشوط، إذ شكل الفريق الملكي عدة فرص خطرة على غريميو، لكن مهاجموه فشلوا في ترجمتها إلى أهداف، في حين لاحت فرصة محققة وحيدة للفريق البرازيلي من ركلة حرة مباشرة علت المرمى، لينتهي الشوط كما بدأ.
وفي الشوط الثاني، واصل الريال ضغطه على منافسه وهو الأمر الذي أسفر عن هدف سجله النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عند الدقيقة 52، ولم ينجح بعد ذلك غريميو في تسجيل هدف التعادل أو تشكيل خطورة على مرمى الريال، لتنتهي المباراة بهدف نظيف لصالح ملوك مدريد. وبهذا الفوز، حقق الريال لقبه الثالث في بطولة كأس العالم للأندية، بمسماها الجديد، كما أصبح أول فريق يحافظ على لقبه في هذه البطولة لعامين متتاليين. أما على صعيد عام 2017، فكان هذا اللقب، هو الخامس للفريق الملكي بعد لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى كأس السوبر الإسباني والأوروبي.
الثالث والرابع
خسر الجزيرة الإماراتي أمام باتشوكا المكسيكي برباعية مقابل هدف وحيد، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في كأس العالم للأندية 2017، ليحقق الفريق الإماراتي المركز الرابع في البطولة، كثالث فريق عربي يحل رابعا في المونديال.
تألق خصيف
قدم الحارس الإماراتي لنادي الجزيرة الإماراتي، علي خصيف، مستوى متميزا أمام ريال مدريد، ليخطف جميع الأنظار من النجوم الكثر في كتيبة الفريق الملكي، بعد أن حمى فريقه من عدة فرص سانحة للتسجيل .