حنان العوفي
“تهادوا تحابوا ” لا أعتقد أن هناك من يكره الهدية ولا يفرح بها إذا قُدمت له ، لكن في الواقع أننا أصبحنا في بعض الأوقات نكرهها ونشعر بأزمة تجاهها ، والموضوع يحتاج إلى تصنيفات وتقسيمات عديدة يصعب ذكرها ، معنى كلمة تهادوا يعني تبادلوا الهدايا ، وتبادل الهدايا فعل إنساني عظيم يشعرك بالإحساس الصادق الذي يكنه لك الطرف المُهدي ، لكن ماذا لو وصلتك هدية من مجموعة أشخاص شعرت أنهم اختلفوا من أجل تلك الهدية ؟! البعض رأى أنك تستحقها والبعض الآخر رأى إنها ليست من حقك وكونوا ” قروب واتس أب ” كي يتناقشوا في أمر تلك الهدية التي تكون عبارة عن ” قطة ” اختلفوا في تسعيرها وفق مكانتك ، البعض رأى أن يدفع كل واحد مبلغا وقدره ” زهيد ” لدرجة أخجل من ذكرها ، والبعض الآخر رفعها قليلا وهكذا ، الهدية وُجدت كي توثق العلاقات ، لكنها أصبحت عادة اجتماعية مقيتة ، تجد نفسك أحيانا مُجبرا على المشاركة بها ، إذ لا تشعر برغبة بأن تقوي العلاقة بالشخص المهدى له ، أو أن تأتيك من شخص وأنت تعرف جيدا أنه شاركهم فيها مُكرهًا ، إنها هدايا الواتس أب التي يكون مصيرها صورة للسناب نشكرهم من خلاله ومن ثم يطويها النسيان ولا يشعر المهدي والمهدى له بأي نوع من أنواع الفرح والسعادة ، وإذ لم تكن الهدية نتيجة حب تأتيك باهتة بلا إحساس مهما ارتفع سعرها وتجد أن الورد الذي غُلفت به لا يضيف لها معنى سوى الذبول السريع، لابد أن ندرك أن إحساس الهدية يصل مهما حاولنا مداراته ، وبهذا المناسبة أهدي له ما قاله الأمير خالد الفيصل:
“ليت العمر يهدى أبهديك عمري
تستاهل الأيام يا زهو الأيام
لو الهوى المحبوس في جوف صدري
يظهر على العالم غشى العالم هيام”
هناك من تود أن تُقدم له الحياة ببعض تفاصيلها الجميلة كتعبير بسيط عما لهم في الفؤاد ، لذلك تأتيهم هداياك بإحساس عالٍ.