إعداد – محمود العوضي
نواصل في هذه الحلقة، تقديم نبذات تاريخية عن كأس العالم للأندية؛ إذ سنتناول أربع نسخ من هذه المسابقة العالمية، وهي: (2012-2013-2014-2015)؛ حيث شهدت هذه النسخ الأربع، استعادة فريق كورينثيانز البرازيلي للقب من جديد، وكذلك تتويج ريال مدريد، وبايرن ميونيخ بلقب البطولة للمرة الأولى ، ثم استعادة العملاق الكتالوني للبطولة لثاني مرة في تاريخه.
اليابان(2012) كورينثيانز يستعيد اللقب
في عام 2008، عاش كورينثيانز واحدة من أسوأ الفترات في تاريخه العريق، عندما وجد نفسه يقبع في دوري الدرجة الثانية البرازيلي. ولكنه لم يتأخر في العودة إلى الواجهة الكروية من الباب الكبير. والآن، وبعد مرور أربع سنوات على ذلك، ها هو يُتوج بطلاً لكأس العالم للأندية اليابان 2012 FIFA، معيداً اللقب إلى البرازيل وأمريكا الجنوبية، كاسراً بذلك خمس سنوات متتالية من السيطرة الأوروبية. فقد أحرز فريق كورينثيانز البرازيلي لقب بطل كأس العالم للأندية لكرة القدم، على حساب فريق تشيلسي الإنكليزي إثر فوزه عليه بهدف وحيد في المباراة النهائية التي جرت بينهما يوم الأحد 16 ديسمبر، على ملعب يوكوهاما الدولي في اليابان. ويدين فريق كورينثيانز بالفضل الكبير في فوزه لمهاجمه البيروفي خوسيه باولو غيريرو الذي أحرز الهدف الذهبي الوحيد في اللقاء في الدقيقة الـ 69 بتسديدة رأسية من داخل منطقة الجزاء ارتطمت الكرة بأسفل العارضة قبل أن تعانق شباك التشيكي العملاق بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي. وهو الهدف الثاني لغيريرو في هذه البطولة بعد هدف الفوز الوحيد أيضا الذي أحرزه لفريقه في مرمى شريف الإكرامي حارس الأهلي المصري في الدور نصف النهائي.
كما يعود الفضل في فوز الفريق البرازيلي لحارسه العملاق راموس كاسيو الذي أنقذ مرماه في أكثر من مناسبة من عدة فرص حقيقية للتسجيل، وخاصة عندما تصدى لكرة المهاجم الإسباني فرناندو توريس المنفرد قبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة التي شهدت طرد غاري كاهيل مدافع الفريق اللندني في الدقيقة الأخيرة.
وهي المرة الثانية التي يتوج فيها كورينثيانز بلقب البطولة، وذلك بعد أن أحرز لقب النسخة الأولى في عام 2000. وكسر الفريق البرازيلي احتكار الأندية الأوربية لهذه البطولة في السنوات الخمس الماضية. في حين فشل تشيلسي في الفوز باللقب لأول مرة في تاريخه.
وكان فريق مونتيري المكسيكي قد أحرز المركز الثالث، على حساب الأهلي بطل أفريقيا، بعد تغلبه عليه بهدفين نظيفين في اللقاء الذي جمعهما قبل المباراة النهائية.
المغرب (2013) البايرن يتوج والرجاء يتألق
كلما لمس جوسيب جوارديولا شيئاً تحول إلى ذهب. وبما أنه استلم في صيف عام 2013 دفة الفريق الفائز بلقب الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا، فإنه قاد بكل جدارة واستحقاق كتيبة بايرن ميونخ المفعمة بالموهبة والثقة إلى الظفر بكأس العالم للأندية المغرب 2013. ولم يكن من المفاجئ رؤية النادي الألماني يفوز بلقب هذه البطولة للمرة الأولى في تاريخه، بعدما سبق له أن أحرز مرتين لقب كأس الإنتركونتيننتال في عامي 1976، و2001 ضد كروزيرو، وبوكا جونيورز على التوالي.
وقد كان فريق جوانجزهو إيفرجراندي الصيني أول من ذاق مرارة البايرن، حيث بدا بلا حول ولا قوة أمام أبناء جوارديولا في الدور نصف النهائي (0-3) على الرغم من الخبرة التكتيكية لمدربه الايطالي مارتشيلو ليبي بطل العالم مع الأزوري في عام 2006. ثم واصلت الآلة الألمانية حصد الأخضر واليابس في المباراة النهائية، حيث استسلم الرجاء البيضاوي أمام رفاق فرانك ريبيري، الذي اختير أفضل لاعب في البطولة وتوّج بكرة adidas الذهبية.
الرجاء يتحدى المنطق
إذا كان تتويج البايرن باللقب منطقياً ومتوقعاً، فإن بطل المغرب كان هو ظاهرة هذه البطولة بلا منازع. فبعد فوز الكتيبة الخضراء بدرع البطولة المغربية في ربيع عام 2013، فقد النسور بريقهم في بداية الموسم التالي، حيث دخلوا غمار الحدث العالمي على خلفية سلسلة من النتائج السلبية، تخللتها ثلاث هزائم وتعادل واحد، مما عجّل بإقالة المدرب محمد فاخر قبل أيام قليلة من انطلاق العرس العالمي في مراكش وأكادير، ليحل محله الخبير التونسي فوزي البنزرتي، الذي لم يتعرف على لاعبيه إلا قبل ثلاثة أيام من موعد المباراة الافتتاحية!
بيد أن ذلك كان كافياً لقيادة فريقه إلى ضمان الفوز على أوكلاند سيتي، ولو بفضل هدف في اللحظة الأخيرة عن طريق عبد الإله الحافظي، بعد أن افتتح أصحاب الضيافة التسجيل وتمكن أبطال أوقيانوسيا من إدراك التعادل، وهو السيناريو نفسه الذي تكرر مرتين ضد منافسين من العيار الثقيل، حيث أسقط الرجاء العملاق المكسيكي مونتيري في الدور ربع النهائي، ثم أزاح أتليتيكو مينيرو في دور الأربعة. وفي طريقه إلى تلك الإنجازات الخالدة، استغل الرجاء موهبة لاعبيه ومهاراتهم أحسن استغلال، ناهيك عن الدور الكبير الذي لعبه جمهور الخضراء المتحمس الذي قدم واحدة من أفضل المشاهد في تاريخ البطولة.
وقد سافر إلى المغرب أكثر من 10.000 مشجع برازيلي لمساندة أتليتيكو مينيرو، الذي دخل البطولة مرشحاً للتنافس على اللقب بصفته ملك كوبا ليبرتادوريس، معوّلاً في سعيه على موهبة الدولي البرازيلي رونالدينيو. ورغم أن هذا الأخير نجح في إدراك التعادل ضد الرجاء من ركلة حرة مذهلة، إلا أن أتليتيكو سقط في نهاية المباراة بنتيجة 1-3 ليصبح ثاني بطل من أمريكا الجنوبية يفشل في الوصول إلى المباراة النهائية بعد إنترناسيونال في عام 2010.
صحيح أن الميدالية البرونزية لا تشفي غليل لاعبي مينيرو، بيد أنهم يعودون إلى ديارهم بضمير مرتاح بعدما دونوا أسماءهم في تاريخ قلعة جالو بأحرف من ذهب، حيث منحوا هذا النادي البرازيلي العريق أول لقب قاري في تاريخه قبل بضعة أشهر. كما ساد نفس الشعور في صفوف لاعبي جوانجزهو الذي احتل المركز الرابع في أول مشاركة صينية في تاريخ هذه البطولة العالمية.
المغرب(2014) الملكي يحرز البطولة
أحرز ريال مدريد لقب بطل كأس العالم للأندية بكرة القدم 2014 بالمغرب، على حساب سان لورينزو الأرجنتيني بفوزه عليه (2-0)، في النهائي على ملعب مراكش الكبير.
وتوج ريال مدريد، بطلا لكأس العالم لكرة القدم 2014 تحت قيادة مدربه الخبير بالألقاب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وأضاف هذا اللقب العالمي إلى ألقابه الثلاثة الأخرى، التي أحرزها في العام نفسه (دوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس ملك إسبانيا)، ليختم في القمة إحدى السنوات الأكثر نجاحاً في تاريخه، وتجاوز إنجازات عامي 1989 و 2002. في حين فشل سان لورينزو بطل أمريكا الجنوبية وكأس الـ “ليبرتادوروس”، في معانقة كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخه، وفي أول مشاركة له في البطولة. وكان الفريق الملكي الذي حقق 22 انتصارا على التوالي، قد استهل مشواره في المونديال بفوز ساحق على فريق كروز أزول المكسيكي بأربعة أهداف دون رد في الدور نصف النهائي للمونديال. بينما عانى سان لورينز الأمرين في تخطي عقبة مفاجأة البطولة، فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي الذي أحرز المركز الثالث في البطولة على حساب كروز أزول المكسيكي، بفوزه عليه بركلات الجزاء الترجيحية.
اليابان(2015) البارشا يتوج مجددا
ظفر برشلونة الأسباني بلقب كاس العالم للأندية 2015 ، بعد فوزه المستحق على ريفر بليت الأرجنتيني (3-0) في المباراة النهائية التي جرت على ملعب يوكوهاما الدولي في اليابان، ليمنح “بلاوجرانا” شرف الحصول على اللقب للمرة الثالثة في تاريخ سجلات البطولة. انتهج لاعبو ريفر بليت الدفاع الضاغط مع بداية المجريات وبدى أنهم عازمون على منعم تقدم الآلة الهجومية لبرشلونة والتي اكتملت بعودة ميسي ونيمار للتشكيل الأساسي، بعد أن كسب لاعبو ريفر بليت الثقة بدأوا البحث عن الطريقة لتهديد مرمى برافو، وبعد محاولات خجولة لم تأتي بأدنى خطورة،
أراد ميسي رفع نسق التهديد فأطلق ركلة حرة مباشرة من مسافة 30 مترا ارتدت من الأرض وأجبرت الحارس على ابعادها للركنية قبل أن تغالطه، وبعد أن زادت سرعة الهجمات، نسجت واحدة من الجهة اليسرى انتقلت الكرة بين نيمار إلى ميسي مررها إلى ألفيش في الجهة اليمنى، عكسها داني داخل المنطقة أعادها نيمار برأسه أمام ميسي أخذها بين الدفاع ولعبها بحرفنة عن يمين الحارس، هدف برشلونة الأول (36). عاد ريفر بليت بنوايا هجومية واضحة مع إجراء تبديلين لتحقيق هذا الأمر، ولكن قبل أن تنقضي الدقيقة الرابعة كان بوسيكتس يعاقب إندفاعهم غي رالمحسوب بتمريرة ذكية تركت سواريزينفرد من وسط الملعب فتقدم بثقة وسدد كرة أرضية مرت من الحارس وهزت شباكه، الهدف الثاني (49). ليبدأ بعدها مسلسل الهجوم الصاخب من قبل “بلاوجرانا” حيث صال الثلاثي الهجومي، وبعد دقائق من البحث، عاد نيمار ليقدم كرة جديدة، عكس عرضية مناسبة داخل المنطقة ارتقى لها لويس سواريز وسددها برأسه بعيدا عن متناول الحارس، الهدف الثالث لبرشلونة (68). قضى الهدف على أي أمل للفريق الأرجنتيني بالعودة، ولكن هذا لم يمنع لوكاس ألاريو من تجريب حظه عندما ارتقى لكرة ولعبها رأسية تعامل معها برافو بحضور وأخرجها للركنية. وبعد دقائق لاحت الفرصة الأثمن أمام جونزالو مارتينيز الذي تقدم لمنطقة الجزاء وسدد كرة قوية لمسها برافو وارتدت من القائم. ومضت الدقائق الأخيرة دون تعديل لتعلن الصافرة عن فوز برشلونة باللقاء واللقب. – فريق سا نفريتشي الياباني اختتم المونديال فى المركز الثالث، بعد فوزه على جوانزو إيفرجراند الصينى، فى مباراة الثالث والرابع.