فيينا – وكالات
وسط ترقب عالمي لقرار نتائج اجتماع اوبك ، قال مندوبون في المنظمة إنها ربطت عمليا خفضا مرتقبا لإنتاج النفط بمساهمة روسيا غير العضو ، وأوضح مندوبون أن المنظمة تنتظر الأنباء من موسكو حيث غادر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فيينا، لعقد اجتماع محتمل مع الرئيس فلاديمير بوتين.
ويعود نوفاك إلى فيينا اليوم الجمعة للمشاركة في محادثات بين أوبك وحلفائها بعد مناقشات المنتجين الأعضاء امس في المنظمة.
وقال أحد المندوبين “أنا متفائل. سيكون هناك اتفاق لكن لم تتضح نسبة مشاركة أوبك ونسبة مشاركة غير الأعضاء. مازال الأمر قيد النقاش”.
وأوضح 3 مندوبين أن أوبك وحلفاءها قد يخفضون إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا إذا ساهمت روسيا في هذا الخفض. وإذا ساهمت روسيا بنحو 250 ألف برميل يوميا فقد يتجاوز حجم الخفض الكلي 1.3 مليون برميل يوميا.
بينما قال مندوب آخر “سيكون الخفض بين مليون و1.3 مليون برميل يوميا. ننتظر فقط لمعرفة كيف سيجري توزيعها”. وقال نوفاكامس إن روسيا ستجد صعوبة أكبر في خفض إنتاج النفط خلال الشتاء مقارنة بغيرها من المنتجين بسبب الطقس البارد.
وتعتزم أوبك خفض الإنتاج رغم ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدعم الاقتصاد العالمي عن طريق إبقاء أسعار النفط منخفضة. وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي إن بيانات سبتمبر وأكتوبر من العام الحالي ستكون الأساس الذي ستستند له التخفيضات التي سيجري تطبيقها في الفترة من يناير إلى يونيو/ 2019.
وانخفضت أسعار النفط امس الخميس، بفعل تراجع أسواق الأسهم لكن التداولات ظلت خاملة قبيل اجتماع “أوبك”، انتظار لقرار بشأن خفض في الإمداد يهدف للتخلص من تخمة معروض دفعت الخام للانخفاض 30% منذ أكتوبر الماضي. وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت مقابل 61.06 دولار للبرميل وكانت أسعار النفط قد تراجعت بمقدار الثلث تقريبا منذ أكتوبر الماضي إلى نحو 61 دولارا للبرميل ، وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من 2% بعدما بدأ الشك يساور المتعاملين في تطبيق أوبك تخفيضات مؤثرة على الإنتاج. وانخفضت صادرات إيران النفطية بشدة بعدما فرضت واشنطن عقوبات جديدة على طهران في نوفمبر الماضي. لكن واشنطن منحت إعفاءات من العقوبات لبعض مشتري الخام الإيراني مما يثير المخاوف من حدوث تخمة في المعروض النفطي في العام المقبل.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر الأربعاء “آمل أن تبقي أوبك على تدفقات النفط كما هي، غير مقيدة. العالم لا يريد أن يرى أسعار نفط أعلى ولا يحتاج لذلك”. وقد تزامن انحدار أسعار النفط الخام في الفترة الأخيرة مع بدء منتجي النفط الصخري في تحقيق عوائد جيدة بعد سنوات من الإنفاق الكثيف لتعزيز الإنتاج والحصة السوقية، لكن تراجع أسعار النفط الخام الأمريكي 29% في الشهرين الأخيرين بات يهدد هوامش الأرباح المتحسنة تلك، وإذا بقيت الأسعار دون 50 دولارا للبرميل فربما ينال ذلك من قيمة احتياطيات النفط الصخري، التي تستخدمها البنوك لتحديد قوة الاقتراض، وأوقد تراجع الأسعار شرارة موجة بيع في أسهم شركات النفط الصخري، وقد تكدر انتكاسة أخرى مزاج المستثمرين تجاه القطاع لسنوات. وفي ظل هذه الدينامية، يعلق منتجو النفط الصخري الآمال على إنقاذ يأتيهم في شكل تخفيضات إنتاج من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وهو ما يضعهم على طرف نقيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يطالب أوبك بإبقاء الصمامات مفتوحة. ومثل تلك التغريدات مبعث إزعاج لقطاع نفط أمريكي يحاول تقوية وضع ربحيته.
وتشير تقديرات الحكومة الأمريكية إلى أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيرتفع 17% هذا العام ليصل إلى 10.9 مليون برميل يوميا في المتوسط، ثم يصل إلى 12.06 مليون برميل يوميا بحلول منتصف 2019، وبعد سنوات من زيادة الإنفاق الرأسمالي تخطط شركات، مثل أناداركو بتروليوم، لتجميد أو خفض تلك الميزانيات، وتوزيع الوفورات على المستثمرين.