جدة – إبراهيم المدني
اتفق عدد من التربويين والأطباء على أهمية دور الاسرة والوالدين، تحديداً في المحافظة على سلامة الأطفال وإبعادهم عن المخاطر بشكل عام، والإيذاء على وجه الخصوص. وقال التربويون في استطلاع لـ “البلاد”: إن دور الوالدين ومتابعتهم لأبنائهم الأطفال في الأماكن العامة، وتوعيتهم بالأساليب والطرق التي تجنبهم المخاطر، من الأمور التي يجب التركيز عليها، مشيرين إلى الحرص على عدم الغفلة عنهم عند ملاحظة غرباء ، فالجريمة تحدث في ثوان معدودة، والطفل الذي ليس لديه قدرة على الهرب، أو الاستنجاد، سيكون ضحية للإيذاء، لا سمح الله. ونبه الأطباء والتربويون الآباء والأمهات إلى عدم المبالغة في إلباس أطفالهم المجوهرات الثمينة، أو الملابس المتميزة؛ حتى لا يكونوا تحت أنظار الطامعين.
في هذا الإطار، يؤكد الأخصائي الاجتماعي بمستشفى الأمل بجدة، الأستاذ حمدان الغامدي، أن التوعية مهمة للأطفال، وتبدأ من سن الرابعة وتكون بطريقة يتقبلها الطفل ومن الممكن الاستعانة بمشاهد من الأفلام الكرتونية المحببة له في عملية التوعية.
وأضاف: كما يجب على الوالدين عدم تعريض الطفل لخطر الإيذاء وذلك بإرساله لمكان بعيد عن أعينهم.
لغة الحوار
واستطرد في حديثه قائلا: يجب على الوالدين مناقشة الأبناء وشرح مكامن الخطورة التي قد تحدث لهم، في حال تساهلهم بعدم تنفيذ توجيهات الأبوين؛ كما يجب على الوالدين استخدام الحوار المتزن في شرح وتعريف المخاطر وكيفية التعامل معها، في حال حدوثها- لا قدر الله- وحول الدور المطلوب من المواطن والمقيم في حال مشاهدة شخص، يحاول إيذاء طفل في مكان عام، أو في منطقة معزولة، عليه المبادرة بإنقاذ الطفل أولا، وإذا تعذر عليه ذلك، من المهم تسجيل بيانات السيارة وإبلاغ الجهات الأمنية فوراً مع تحديد المكان. والوقت الذي حدث فيه الاختطاف، مشيراً إلى أن السرعة في الإبلاغ والدقة في المعلومة، تساعد الجهات المختصة في الوصول للجاني وإنقاذ الطفل قبل تعرضه لأي أذى، بمشيئة الله.
الطفل بحاجة لرسالة مؤثرة
من جانبه، أكد الدكتور محمد بن حسن عاشور، المستشار التربوي، أن من أهم وسائل توعية الأطفال بخطورة الإيذاء، هو إيصال رسائل مباشرة وبطريقة تربوية محببة للطفل، وتشترك الأسرة مع رياض الأطفال والمدرسة في إيصال هذه الرسائل، ومن المحبب للأطفال استخدام الدمى في توصيل المعلومة التوعوية. وأضاف: من المهم جداً على الأمهات والآباء عدم ترك الأطفال يلعبون بعيداً عن أعينهم في المولات، خاصة إذا لم يكن لديه أخوة يرافقونه، ويجب عدم إلباسهم الملابس الغالية الثمن، كما يجب على الأم عدم إبراز الذهب والحلي للصغار، عندما تذهب بهم للأماكن العامة، فبريق الذهب يغري الشخص العدواني؛ إما للسرقة أو ابتزاز الأسرة.
وعن الدور المطلوب في حال حدوث عملية إيذاء لطفل، قال الدكتور عاشور: يجب على من يشاهد ذلك أن يبادر بإيقاف أي ايذاء، وإذا كانت سيدة فإما أن تقوم بالصراخ، وتجمع الناس عليه، أو تقوم بالتصوير، وتحاول أن تبرز ملامح الشخص المعتدي، وتسلم الفيديو والصور للجهات الأمنية، ولا ترسلها لمواقع التواصل الاجتماعي، فإرسالها ليس في مصلحة الضحية، وقد تحدث نتائج سلبية في حال مشاهدة الجاني للصور في السوشيال ميديا.
الأماكن الضيقة والمظلمة
وفي السياق نفسه، يقول دكتور رجب بريسالي، استشاري الطب النفسي في مستشفى حراء والحرس الوطني: من الأمور المهمة التي يجب على الوالدين الحذر منها، وعدم إغفالها هي التأكد من عدم وجود الأطفال؛ سواء الأولاد أو البنات في أماكن بعيدة عن الأنظار، والحرص في عدم سيرهم بمفردهم في أماكن ضيقة أو مظلمة، أو حتى لو كانت أماكن مفتوحة؛ بحيث يصعب على الشخص طلب المساعدة حال اختطافه.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تكثر حالات الاختطاف وبخاصة للأطفال في المولات والأسواق الكبيرة؛ لذا أرى عدم اصطحابهم – أي الأطفال – عند الخروج للتسوق إلا في أضيق الحدود.
ومن الأساليب الأخرى، تعليم الاطفال وسائل ومهارات الدفاع عن النفس وكيفية طلب النجدة أو المساعدة؛ فور تعرضهم لحوادث الاختطاف، لا قدر الله.
والمسؤولية من وجهة نظري الشخصية، لا تقع على الوالدين فقط؛ لأنها تمتد وتتسع لتشمل كافة شرائح المجتمع المدني والحضاري بمؤسساته الاجتماعية والإعلامية والأمنية، كل في مجال عمله وتخصصه، وليبقى المواطن هو خط الدفاع الأول لمنع انتشار تلك الظاهرة وسرعة التدخل والإبلاغ عن أي حادث، لا سمح الله..
التعزير عقوبة الخطف
إلى ذلك، أوضح المحامي والمستشار القانوني، ياسر بن طلال العشماوي، أن للقاضي الحق في تحديد العقوبة المناسبة ، مثلا إذا كان الهدف من الاختطاف ابتزاز الوالدين فالجاني ارتكب جريمتين، وإذا أدخلت فيها السوشيال ميديا، فهذه جريمة ثالثة وتستوجب عقوبة تعزيرية.