محمد عمر – القاهرة
الجولة العربية الهامة، التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ، حققت فضاء رحبا لتعزيز العلاقات والتعاون الثنائي ، وتقوية العمل العربي المشترك تجاه القضايا والتحديات الراهنة بإعادة ترتيب البيت العربي الكبير ، انطلاقا من ثوابت السياسة السعودية لتحقيق التضامن ، ومواقفها الكبيرة في التصدي لأطماع ومشاريع إقليمية خطيرة، شواهدها ماثلة في المشروع الإيراني، والتمويل القطري لهدم استقرار الدول العربية، وتفتيت الأمة.
حول ذلك، تحدث عدد من السياسيين والخبراء الاستراتيجيين، الذين أكدوا أهمية جولة سمو ولي العهد ، والتي ترجمت مكانة المملكة ودورها الرائد إزاء قضايا الأمة، وتأثيرها القوي عربيا وإسلاميا ودوليا وعلى كافة الأصعدة ، مشيرين إلى النتائج العظيمة لزيارات الأمير محمد بن سلمان لعدد كبير من العواصم العربية ، والحضور القوي لسموه في اجتماع قمة العشرين ، وتتويج المكانة السياسية والاقتصادية للمملكة، باستضافتها للقمة بعد القادمة عام 2020 م.
البداية مع السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، الذي أكد أن العلاقات السعودية المصرية، هي العمود الفقري للنظام العربي، وهي صمام الأمان لمنطقة الشرق الأوسط، وفي هذا الإطار تتحرك المملكة ومصر لتعزيز الثنائية في إطار إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه في القاهرة في يوليو 2016، وهذا الاتفاق يشمل كافة العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك التعاون العسكري في مجالات الأمن والاستخبارات .
وقد جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- لمصر، في إطار حرص القيادتين على ترسيخ العلاقات بين المملكة ومصر، وتعد هذه الزيارة قوة دفع لكافة الجهود العربية الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وهذه العلاقات حتمية و ضرورة لمستقبل المنطقة، والعالمين العربي والإسلامي.
وأضاف: إن المملكة تتولى رئاسة القمة العربية في هذه الفترة، معتبرا أن جولة سمو ولي العهد، حفظه الله، تأتي ضمن عدة أطر؛ أولها تعزيز التضامن العربي وتمكين النظام العربي من التعامل مع كافة المشكلات والصراعات المسلحة في العالم العربي والإسلامي، وكذلك كان من ثمار جولة ولي العهد ، تنسيق المواقف؛ من أجل مواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة. مشيرا إلى أن ن جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- تتعلق بمستقبل المنطقة من أجل حشد رأي عام عربي وإسلامي وتوحيد رؤية الحكومات العربية؛ من أجل استعادة الأمن والاستقرار، وإعادة الإعمار، و محاربة الإرهاب، ومحاربة التطرف.
معتبرا أن الجزء الأول من الجولة كان لدول الرباعية العربية، من أجل استعراض التطورات والأحداث على الساحة العربية، وتوحيد المواقف ، وتأكيد العمل على الأهداف التي تم الاتفاق عليها من قبل الرباعي العربي . وحول مؤتمر دافوس الصحراء، الذي استضافته المملكة في وقت سابق، قال مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق: معلوم أن النسخة الأولى من مؤتمر دافوس، الذى عقد في العام الماضي ، تم طرح مشروع نيوم فيه، معتبرا أن التكامل العربي من الموضوعات الهامة ويجب تفعيل هذا التكامل بشكل أكثر فاعلية، ونوه إلى أن الرباعية العربية، توحد جهودها، نظرا لاتخاذ قطر سلوكا سمح بنفاذ قوى إقليمية مناوئة للامة العربية بالتدخل في الشأن العربي.
وشدد على أن قطر تتعاون مع قوى إقليمية معادية للدول العربية، وبشكل سافر، وهذا لا يتعارض فقط مع مبادئ الرباعية العربية، بل يتعارض أيضا مع مبادئ وشروط التضامن العربي . مشيرا إلى أننا لم نر في التاريخ العربي المعاصر، دولة عربية تتعاون بهذا الشكل المكثف، مع قوة إقليمية؛ من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية؛ مثلما رأينا من قطر وسلوكها المعادي لمحيطها العربي. .
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق أن هذا الأمر غير مسبوق ، مضيفا أن المحور القطري التركي الإيراني يتدخل من أجل زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية، و وأكد أن المملكة ومصر تقفان كحائط صد أمام هذا التدخل ، ومشاريعه التخريبية.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابى: إن جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- جاءت في مرحلة دقيقة للتشاور بين قادة المنطقة العربية. مشيرا إلى الحملة المضللة التي تعرضت لها المملكة من بعض القوى الإقليمية، والدولية، وبالتالي جاءت الجولة لتعزيز الشراكة العربية .
مشيرا إلى أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لمصر تأتي ضمن توحيد الموقف والرؤية المشتركه للبلدين، منوها أن العلاقات السعودية المصرية تسير في مسارها القوى والعميق، مضيفا أن التضامن العربي في هذه المرحلة أمر هام جدا، و يؤدي إلى إعادة الاستقرار في المنطقة العربية، وإعادة الأحداث إلى مسارها الصحيح .
من جانبه، قال اللواء محمد عبد الواحد ، خبير الأمن القومى المصرى: إن جولة سمو ولى العهد، حفظه الله ، تأتى فى مرحلة دقيقة وحرجة ، تمر بها الأمة العربية؛ فى ظل تحديات صعبة ومعقدة، تتمثل هذه فى العديد من القضايا الساخنة التى تشهدها المنطقة، فضلا عن التدخلات الخارجية الساعية إلى إحداث الفوضى والتخريب ودعم الإرهاب ، مشيرا إلى أن موقف القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى متناسق مع الرؤية السعودية فى الحفاظ على المنطقة، من النزاعات والتفكك .
وأكد خبير الأمن القومى، التزام مصر القوي تجاه أمن الخليج، ورفض أى محاولات لزعزعة الاستقرار، ولذلك تكمن أهمية هذه الجولة، للتنسيق بين الدول العربية، والتشاور فى الملفات الخاصة بالمنطقة ، ولذلك جاءت الزيارة لتفعيل التشاور والتنسيق العربى المشترك؛ للحفاظ على مستقبل المنطقة، فى ظل التحديات الراهنة .
ونوه ” عبد الواحد ” إلى أن الجولة جاءت لإيجاد آليات سريعة للغاية؛ من خلال التنسيق فى المستوى الأعلى، وتشكيل اللجان المشتركة؛ من أجل وحدة الصف فى العالم العربى والإسلامى لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة ، مشيرا إلى أن التعاون السعودى المصرى دعامة أساسية للأمن القومى العربى، ومواجهة التدخلات الخارجية فى شؤون دول المنطقة، فى بادرة لمواجهة بث الفتن والفرقة بين الدول العربية . ودعا عبد الواحد إلى بلورة الزيارة؛ كرؤية شاملة من أجل تطوير منظومة العمل العربى المشترك، وتعزيز القدرات العربية لمواجهة التهديدات المتزايدة للأمن القومى والإقليمى؛ بما يعكس رؤية دقيقة لواقع المنطقة ، وشدد عبد الواحد، أن المملكة ومصر، يمثلان الثقل فى المنطقة، ولهما تأثير قوى على مستقبل المنطقة فى محاربة الإرهاب المتنوع، الذى تتعرض له المنطقة العربية من قبل قوى خارجية؛ تسعى لنشر الفوضى والتخريب ، وأشار عبد الواحد إلى أن العلاقات السعودية المصرية علاقات إستراتيجية وعميقة، مضيفا أن التنسيق الإعلامى بين البلدين يضمن تفعيل منظومة الأمن الفكرى العربى ضد التحديات الراهنة .
من جهته، قال اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري: إن الشراكة السعودية المصرية هى صمام أمان المنطقة العربية في المرحلة الحالية، وإن جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظه الله – تعد نقطة تحول؛ من أجل توحيد الصف العربي في ظل الأوضاع العربية الملتهبة.
واعتبر مظلوم ، أن المملكة تمتلك ثقلا دبلوماسيا عربيا ودوليا كبيرا، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، مشيدا بالدور المتميز لولي العهد في قمة العشرين ، ومشيرا إلى التنسيق المصري السعودي في حل القضايا العربية وأثره على إحداث إنفراجه قوية في المنطقة العربية، وعلى رأسها النجاحات التي تحققها عاصفة الحزم في استعادة الشرعية اليمنية . وأشار الخبير العسكرى إلى أهميه زيارة ولي العهد في تحقيق التكامل العربي، وإعادة توحيد الصف؛ من أجل تحقيق الاستقرار والأمن و مواجهة التحديات القائمة، معتبرا أن تحرك المملكة سيثمر بالتأكيد في تحقيق النهضة العربية.
و نوه مظلوم بمواقف المملكة بجانب مصر في الفترة السابقة، و بذل مجهود محمود على الساحة الدولية؛ لدعم القرار المصري، فضلا عن دورها الكبير في دعم القضايا العربية، ولذلك أثمر التعاون السعودي المصري في الجانب الاقتصادي، في تحريك عجلة الاقتصاد المصري، نحو الاستقرار فضلا عن موقف القيادة السياسية المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الثابت، تجاه منظومة الأمن العربى المشترك .
وبسؤاله عن رؤيه 2030 ، قال مظلوم: إن نهضة المملكة تكمن في جوهر الرؤية السعودية؛ كونها تحقق انعكاسا كبيرا على المنطقة العربية، مشيدا بالخطوات المتميزة التي نقوم بها المملكة في المرحلة الحالية؛ من أجل تحقيق رؤية 2030، التي اعتبرها رؤية سعودية عربية بامتياز، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله. معتبرا أن ” ولي العهد” يقود النهضة العربية؛ من خلال شراكة عربية تحقق التكامل على نحو أفضل.، مضيفا أن مناورة درع العرب التي استضافتها مصر بمشاركة المملكة، تبعث رسالة قوية تؤكد من خلالها على قدرة المنطقة على الاتحاد في مواجهة الأخطار والتحديات، وتعد نواة لتشكيل قوة عربية موحدة، وهي خطوة عربية كبيرة .
وأشار الخبير العسكرى إلى أن خطة توطين الصناعات العسكرية في المملكة، هي خطوة فريدة، وغير مسبوقة، تؤكد على قوة المملكة، وقدرنها على تحقيق الاكتفاء العسكري العربي الذاتي، عبر الإنتاج الوطني، و الاعتماد على القوة الداخلية في مسيرة التقدم والاستقرار.
وأكمل مظلوم: إن المملكة تمتلك صناعات حربية متقدمة، مع مصر، وهما قاطرة التنمية العسكرية بالنسبة للمنطقة، معتبرا أن المملكة تمتلك مشروعا متقدما، أحدثه ولي العهد، وهو التوازن الإستراتيجي.
وحول استضافة المملكة قمة العشرين،2020، قال مظلوم: إنها خطوة كبيرة، وفخر للدول العربية، استضافة هذه القمة العالمية الهامة ، معتبرا تجربة المملكة الاقتصادية رائدة ومتقدمة، وهي تقود المنطقة العربية إلى الاقتصاد العالمي .
من جانبه، قال الخبير الاقتصادى المصرى الدكتور وليد جاب الله: إن المملكة تمتلك أكبر اقتصاد في المنطقة بحجم يصل لنحو 25% من اقتصاد الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، فضلاً عن تأثيرها الفاعل عالمياً، بما تمتلكه من نفوذ في مؤسسات الاقتصاد الدولية، وقد حرصت المملكة على مواكبة التطورات الاقتصادية العالمية بصورة، نجدها تحتل مواقع متقدمة في كافة التصنيفات العالمية.
مضيفا: إنه مع اعتماد اقتصاد المملكة على النفط، كانت هناك الكثير من المُبادرات للتنوع الاقتصادي، إلا أنه ومع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، للحكم، لاحظنا انطلاق المملكة نحو المستقبل، من خلال أكبر عملية تجديد، شهدتها المملكة بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله ، الذي ينطلق بالمملكة سريعاً لمرحلة ما بعد النفط، عبر تنويع الاقتصاد والدخول في شراكات اقتصادية مع العالم بوجه عام، ومع الكثير من دول المنطقة بوجه خاص. بصورة تُحقق التنمية للمملكة، وتُراعي الأمن القومي والاقتصادي لها في مُحيطها الإقليمي.
معتبرا ” جاب الله ” أن رؤية المملكة 2030 ، هي خارطة لتنمية المملكة وتعاونها مع مُحيطها، بدءا من التخطيط لتمكين ما يزيد عن 15 مليون مُعتمر، من أداء العمرة سنوياً بحلول عام 2020، مما يوثق الرباط الروحي بين المملكة ودول المنطقة والعالم أجمع، ورفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار إلى ما يزيد عن 7 تريليونات ريال سعودي، مما يجعل للاستثمارات السعودية دور فاعل في قيادة التنمية بالمملكة، ومُحيطها الإقليمي من خلال شراكات تجارية جديدة، تسهل حركة التجارة بين دول المنطقة .
معتبرا أنه مع تبني تأمين تواصل لوجستي ومشروعات ربط بين المملكة وإفريقيا عبر مصر، ويأتي مشروع نيوم الذي أطلقه صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان، على رأس مشروعات التنمية ذات البُعد الإقليمي، حيث يتجاوز هذا المشروع حدود المملكة؛ ليخلق إطارا من شراكة التنمية مع مصر والأردن، في المشروع الذي سيوفر الكثير من فرص العمل في مجالات الطاقة والمياه والتنقل والتقنيات الحيوية والتصنيع والإعلام والترفيه، بصورة تجعل هذا المشروع بمثابة أيقونة التنمية بالمنطقة.
وأضاف الخبير الاقتصادى: في مجال الترفيه وحده يُمكن أن يكون بديلاً، لجذب السائحين السعوديين، الذين ينفقون بالخارج 830 مليار ريال سنوياً، ليقوموا بإنفاقها بالمشروع، الأمر الذي ربما يُغير من خارطة السياحة والتجارة في العالم، ولعل هذا يُفسر الحملات المغرطة والمدفوعة ضد المملكة؛ حتى تنشغل عن مشروعها التنموي بقضايا جانبية لتعطيل مشروعاتها التنموية، التي ربما تحرمهم من مُكتسبات سياحية واستثمارية طالما استحوذوا عليها .
من جهته، قال الدكتور أحمد عمران الخبير الإعلامي: إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، يمتلك نظرة ثاقبة، ورؤية مستقبلية متميزة، تعتمد على التنوع الإقتصادي؛ مما يعزز من دور المملكة الكبير، في منظومة الاقتصاد العالمي، ويعزز شراكة المملكة بمنظومة الاقتصاد العالمى .
معتبرا، أن ولي العهد أحدث نقلة نوعية في المجالات الاقتصادية و السياسية والعسكرية؛ من حيث تميز الاتفاقيات وتأثيرها، مشيرا إلى حرص ولي العهد- حفظه الله- على المتابعة المستمرة لتفعيل تلك الاتفاقيات، وهذا يعكس حرصه على تفعيل منظومة العمل العربي المشترك، مشيرا إلى إستراتيجيات ولي العهد في التعامل مع الدول التي أسسها على التوازن والمصالح المشتركة، مما دفع المملكة لتحقيق نقلة كبيرة في التعامل المتبادل مع الدول المختلفة.