باريس ــ رويترز
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب تعليق إجراءات اقتصادية من بينها زيادة الضريبة على الوقود، والتي أشعلت احتجاجات استمرت لأسابيع في مختلف أنحاء البلاد وشهدت أعمال عنف.
وقال فيليب في خطاب إن قرار الحكومة تعليق تلك الإجراءات لمدة ستة أشهر جاء بعد “الاستماع إلى الغضب” في الشارع الفرنسي. وأوضح أنه “يتعين عليك أن تكون أصم أو أعمى كيلا ترى أو تسمع” هذا الغضب.
وتابع فيليب “الفرنسيون الذين ارتدوا السترات الصفراء يريدون خفض الضرائب ورواتب مجزية، وهذا ما نريده أيضا. إذا لم نتمكن من شرح ذلك وإذا لم تتمكن الأغلبية الحاكمة من إقناع الفرنسيين، فإن شيئا يجب أن يتغير”.
ودعا رئيس الوزراء إلى عودة الهدوء للشارع الفرنسي، قائلا إن “هذا العنف يجب أن يتوقف”.
وركزت احتجاجات “السترات الصفراء” التي بدأت في 17 نوفمبر على التنديد بارتفاع تكلفة المعيشة بسبب الضرائب التي فرضتها حكومة ماكرون على الوقود والتي يقول الرئيس إنها ضرورية لمكافحة التغير المناخي وحماية البيئة.
لكن منذ ذلك الحين تحولت هذه الاحتجاجات إلى انتفاضة عامة أكبر ضد ماكرون حيث ينتقد الكثيرون الرئيس لتطبيق سياسات يرون أنها تميل لمصلحة الأكثر ثراء في المجتمع الفرنسي. وتحولت احتجاجات السبت في العاصمة باريس إلى العنف حيث تعرض قوس النصر للتشويه وتعرضت الشوارع المقابلة لجادة الشانزليزيه العاصمة إلى تلفيات. وأظهر استطلاع رأي نشرته إذاعة “سود راديو” ومجلة “باري ماتش” أن شعبية ماكرون وفيليب هبطت لمستوى قياسي مع تصاعد احتجاجات “السترات الصفراء”.
وهبطت نسبة الرضا عن أداء ماكرون إلى 23 بالمئة في الاستطلاع الذي أجري في أواخر الأسبوع الماضي بانخفاض ست نقاط عن الشهر السابق. وهبطت نسبة الرضا عن أداء فيليب عشر نقاط إلى 26 بالمئة.
وتماثل النسبة التي سجلها الرئيس تلك التي سجلها سلفه فرنسوا أولوند في أواخر 2013 وفقا لـ “باري ماتش”. وكان أولوند في ذلك الوقت يعتبر الرئيس الأقل شعبية في تاريخ فرنسا الحديث.