متابعات

تشجيع الزوار للتعرف على تراث المنطقة .. السياحة الزراعية في عسير تجذب المصطافين

البلاد ـ أبها

مع العد التنازلي لموسم الصيف، وارتفاع حرارة الطقس، فإن السياحة الزراعية في بعض مناطق المملكة تصبح خياراً- لا بديل له- ولأن منطقة عسير تمتاز بالطقس المعتدل خلال موسم الصيف، فإن السياحة الزراعية تمثل أحد أهم مظاهر جذب المصطافين لمنطقة عسير؛ حيث ترتبط عادةً بزيارة المدرجات الزراعية، التي تعد من أجمل مظاهر الحياة الريفية خاصةً في أوقات الصيف، وتحتضن هذه المدرجات سنابل “البُر” و”الشعير” و”الدخن” و”الذرة البيضاء” وغيرها من المحاصيل التي تشتهر بها المرتفعات الجبلية.

وإلى جانب هذه المدرجات التي تختطف الأنظار بجمالها، تبرز المزارع الكبيرة التي تتوفر فيها وسائل الإنتاج الزراعي الحديثة، كأحد أهم روافد الأمن الغذائي والجذب السياحي، فإنتاجها الغزير من الفواكه الصيفية مثل: المشمش والرمان والعنب والفركس والتفاح والبرتقال، أضاف لها قيمة سياحية متفردة، في ظل الإقبال الكبير على هذه المنتجات.


وتشمل مهام مشروع “خيرات عسير” تسويق المنتجات الزراعية المحلية، التي تعبر عن هوية المنطقة الزراعية، وتميزها في هذا الجانب منذ آلاف السنين، إضافة إلى تعريف زوار المنطقة بأبرز ملامح الإنتاج الزراعي، ودعم المزارعين في جميع المجالات التسويقية وتقنيات تطوير الإنتاج، وتقديم الاستشارات الزراعية والنصائح الإرشادية للمزارعين والزوار، والتعرّف على المبادرات والقروض الزراعية والدعم المستمر، الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين للمزارعين في المملكة، وما يقدمه صندوق التنمية الزراعي من مبادرات تسعى إلى رفع كفاءة الإنتاج المحلي والعناية بالمزروعات والمحافظة عليها، وعرض الوسائل الحديثة المستخدمة في ترشيد استهلاك المياه في الري، وسبل المحافظة على المحاصيل الزراعية وحمايتها.

واشتهرت محافظة بيشة كذلك بمهرجان “الصفري” للتمور، الذي يستقطب الزوار من مناطق المملكة ودول الخليج العربية، ويعرض سنوياً أكثر من 60 ألف طن، حيث تمثل تمور “الصفري” حوالي 90 % من الإنتاج. وعلى الرغم من حداثة التجربة، أصبحت زراعة الورد والنباتات العطرية في منطقة عسير عامل جذب سياحياً مهماً، في ظل وجود مزارع في المنطقة تصنف ضمن الأكبر في المملكة مثل: مزرعة الورد الواقعة شمال مدينة أبها على مساحة 250 ألف متر مربع، حيث تُزرع فيها أكثر من 40 مليون وردة في السنة، وتستقبل هذه المزرعة الزوار والسياح من عشاق الورد والمناظر الطبيعية، كما تُنتج العديد من العطور مثل: ماء الورد وعطر ودهن الورد وبعض المنتجات المتعلقة بالورد كالكريمات، كما تضم المزرعة معمل تقطير لاستخلاص الورد ينتج حوالي 120 ألف عبوة سنوياً.


والسياحية الزراعية هي إحدى مبادرات وزارة السياحة؛ لتطوير صناعة السياحة الوطنية المرتبطة بها، وزيادة الرحلات السياحية للمناطق الريفية والزراعية في المملكة.
ولا تقتصر أهمية الزراعة على جانب توفير الغذاء الصحي المنتج محلياً، فما يعرف بـ”السياحة الزراعية والريفية” ركن هام في النشاط السياحي الذي اشتهرت به منطقة عسير منذ أكثر من أربعة عقود؛ ولذلك برزت ضمن أهم مستهدفات إستراتيجية المنطقة التي أطلقتها “هيئة تطوير عسير” في عام 2021م، مركزة على الاستفادة من الطبيعة الزراعية للمنطقة على غرار نماذج أخرى في عدد من بلدان العالم، بهدف تشجيع السيّاح على معرفة تراث المنطقة من السكان المحليين، وتنشيط النشاط الزراعي الذي يشكل عامل جذب للكثير من سياح العالم. ويستهدف مؤشر أداء هيئة تطوير عسير في هذا الجانب تأهيل وجهتين للسياحة الزراعية قبيل عام 2030م؛ لتكونا من الوجهات الرئيسة للسائح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *