حوار

السفير محمد أحمد طيب رئيس نادي الوحدة الأسبق لـ” البلاد “: رؤية 2030.. ترجمة لطموحات المواطنين ونقلت البلاد إلى عصر جديد

حاوره- ياسر خليل وفواز المولد

الحوار مع السفير محمد أحمد طيب شيء مختلف. عمله الدبلوماسي الطويل في الداخل والخارج انعكس على كلماته التي تخرج من فمه بحساب دقيق. إنسان بسيط بشوش يتعامل مع الجميع دون كلفة أو تعالٍ.

السفير طيب، اختتم حياته الوظيفية بإدارته لفرع وزارة الخارجية في منطقة مكة المكرمة، واختير مندوباً للمملكة العربية السعودية لدى منظمة التعاون الإسلامي. ترأس مجلس إدارة نادي الوحدة عام 2017م.
السفير طيب فتح قلبه لـ” البلاد” فكان هذا الحوار الثري الذي لا تنقصه الصراحة..

رؤية 2030

• ما هي قراءتكم لرؤية 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد؟
– إن ملوك المملكة منذ الملك المؤسس عبد العزيز- رحمه الله – كانوا حريصين على أن يضيفوا لَبِناتٍ في مسيرة التنمية والبناء، حتى غدت المملكة دولة عصرية واسعة الأرجاء، وطيدة الأركان، شامخة البنيان، وافرة الرخاء والأمان.
وفي هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، تشهد بلادنا قفزات تنموية وإصلاحية هائلة من خلال رؤية 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد- أيده الله- التي جاءت استجابة لتطلعات وطموحات المواطنين منذ عقود، وقد أحدثت تطويراً وتحديثاً في بنية المجتمع، وفي الهياكل العامة للأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، وتنقل السعودية من مرحلة الاعتماد شبه الكلي على النفط إلى اقتصاد شامل متعدد الموارد، من السياحة والصناعة والزراعة، بما يرفع الناتج المحلي الكلي؛ لتكون المملكة منافساً قوياً في مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات العالم.
كما أن الأمير محمد بن سلمان بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، قد أقدم بكل شجاعة، وفكر مستنير على مشروع إصلاحي كبير، يستهدف تجديد الخطاب الديني وتصحيح مفاهيم خاطئة، أدت إلى نشر الغلو والتطرف والإرهاب، مما كان له آثار خطرة هددت السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، وقدمت خدمة كبيرة لأعداء المملكة، وأعداء الأمة؛ للنيل من أمن واستقرار وطننا الغالي.
ويسجل للأمير محمد مشروعه الوطني في مكافحة الفساد؛ وفق نظام يُطبق على الجميع دون استثناء. وعلى صعيد العلاقات الخارجية عززت المملكة مكانتها الدولية بانتهاج علاقات استراتيجية متوازنة بين القوى الكبرى – شرقها وغربها- رائدها خدمة مصالحها الوطنية، والدفاع عن القضايا والمصالح العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

 

استضافة قطر لكأس العالم

وحول المكاسب التي تحققت من استضافة قطر لمونديال 2022. قال السفير طيب:”إن استضافة بطولة كأس العالم في قطر تعد إنجازاً تاريخياً ومفخرة لكل العرب، فقد أضاف تنظيم المونديال في المنطقة العربية زخماً قوياً لمصطلح ومفهوم ” الدبلوماسية الرياضية” وأثبت أن الرياضة لها دور كبير في نشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي المشترك بين الأمم”. وأضاف طيب:” إن نجاح المونديال لم يكن قاصراً على الصعيد التنظيمي والفني فحسب، وإنما قدم رسائل حضارية وثقافية، حيث كان بمثابة أرضاً عربية تلاقت عليها شعوب، وثقافات مختلفة لتتعارف وتتحاور، وكانت حقاً مناسبة رائعة لتتلاقى الثقافات وتتلاقح في أجواء من المحبة والسعادة، وقد جرى نقل هذه المشاهد الخلابة لآلاف الملايين من المشاهدين عبر البث الفضائي المباشر، فتعرَّف العالم على حقيقة حضارتنا العربية، وقيمنا الإسلامية على نحو غير مسبوق، مما ساهم في تصحيح الصورة النمطية السلبية التي عمل ويعمل الإعلام الصهيوني المعادي على تكريسها؛ خاصة في العالم الغربي”.
وأردف السفير طيب:”كما نجح المونديال في التصدي للهجمة الشرسة التي قادتها دوائر غربية لنشر وتعميم السلوك المنحرف المناقض للفطرة السليمة والمتمثل في ظاهرة الشواذ، وأيضًا، كان المونديال فرصة أظهرت فيها الشعوب العربية وحدتها وتكاتفها بشكل عفوي حين التفت ودعمت كل المنتخبات العربية المشاركة” الأخضر السعودي، والمنتخب القطري، وأسود الأطلس المغربي، ونسور قرطاج التونسي” بكل قوة.

 

حضور ولي العهد

وعن حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحفل افتتاح مونديال قطر، قال السفير طيب:”على الصعيد السعودي والعربي جاءت مشاركة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جنباً إلى جنب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، لتعبر عن الروابط الأخوية، وعن عمق التلاحم والترابط العضوي بين المملكة وأشقائها، فلا عزاء للمتآمرين على تضامن ووحدة العرب”.
وأشار السفير طيب بكثير من الإعجاب والاعتزاز بمشاركة الجماهير السعودية في تشجيع منتخبنا الوطني والمنتخبات العربية الأخرى وبما أظهرته من تميز في نشر أجواء البهجة، والفرح حتى أصبحت بقية الجماهير تحاكيها في أهازيجها ونغمات أناشيدها وهي تردد “ميسي وينه .. كسرنا عينه” بلغات مختلفة. واعتبر طيب فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين المتوجة باللقب مكسباً تاريخياً للكرة السعودية، ولولا الإصابات المؤثرة لبعض اللاعبين الأساسيين، لكان لمنتخبنا شأن آخر في المونديال”.
وواصل السفير طيب:” لابد من فتح باب الاحتراف للاعبينا في الخارج، حيث سينعكس ذلك على مستوى لاعبينا فنياً وبدنياً، ولنا في المستوى الباهر للاعبي المنتخب المغربي والتونسي أسوة؛ لذلك ينبغي تشجيع ودعم اللاعبين السعوديين على الاحتراف في دوريات أوروبا، وخفض عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي.

 

رئاسة الوحدة

وعن رئاسته لنادي الوحدة وتحقيقه أول بطولة تحمل اسم الأمير محمد بن سلمان وعودة فرسان مكة لدوري المحترفين؛ رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها النادي، قال السفير طيب:” هذا الإنجاز تحقق بفضل الله، ثم بدعم رجالات مكة وفي مقدمتهم الشيخ عبد الرحمن فقيه وابنه عبد القادر، الذي كان نائباً لرئيس مجلس الإدارة، إضافة إلى النهج الذي اتبعته في إدارة النادي؛ المتمثل في العمل بروح الفريق الواحد مع اللاعبين والجهاز الفني، والإداريين والتوظيف السليم للإيرادات على قلتها؛ فكانت النتيجة، قبل تحقيق البطولة، غلق الكثير من القضايا لدى الفيفا واتحاد كرة القدم، وقد تم تحقيق هذه البطولة الغالية قبل نهاية الدوري بجولتين”.
وعن قرار إعفائه قبل التتويج بكأس البطولة ببضعة أيام، ذكر الطيب أنه كان يأمل أن تكون نهاية إدارته مناسبة للإنجاز الذي تحقق، ولكنه وجد في وقفة جمهور الوحدة الوفي ما أدخل عليه السعادة؛ لذلك هو مدين لجمهور الوحدة الحبيب إلى قلبه، وإلى كل من بادروا بتهنئتنا بالتتويج بالبطولة، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ورؤساء ولاعبو النادي السابقون وعموم أهالي مكة الكرام.

عمادة الأندية

وعن “عمادة الأندية السعودية” وهي القضية المثيرة لجدلٍ لا ينتهي في الساحة الرياضية.
قال السفير طيب: للأمانة التاريخية، نادي الاتحاد هو العميد طبقاً للأوراق الرسمية، في حين أن الوحدة هو أقدم نادٍ في المملكة، فهو العميد في الحقيقة وفي الواقع؛ لأن الوحدة جرى تأسيسه باسم “المختلط” في عام 1334هـ الموافق1916م، لكن تم تسجيل تأسيس النادي لدى رعاية الشباب بتاريخ تغيير الاسم إلى نادي الوحدة في عام 1945م، أي بعد 29 عاماً من تاريخ التأسيس الحقيقي. وفي جميع الأحوال هذه الحقيقة لا تنتقص من عراقة نادي الاتحاد الشقيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *