الإقتصاد

مؤتمر مستقبل التحلية يناقش دور الابتكار وريادة الأعمال

الرياض- غدير الطيار

استضاف مؤتمر مستقبل تحلية المياه الدولي في الرياض، خلال أول أيام فعالياته أمس، جلسة افتتاحية عامة حول الابتكار وريادة الأعمال لمناقشة النمو المتصاعد لتقنيات تحلية المياه والآفاق المستقبلية للابتكار في هذه الصناعة المزدهرة.
وترأس الجلسة الرئيس التنفيذي لشركة ENOWA بمدينة نيوم في المملكة بيتر تيريوم، التي تضمنت نقاشًا متخصصًا بين بعض الأساتذة الجامعيين العالميين وقادة الابتكار في صناعة تحلية المياه وهم: نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (KAUST) لشؤون الابتكار الدكتور كيفن كولين، وأستاذ الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الدكتور كمال يوسف التومي، والشريك الإداري في Pureterra Ventures نيكولاس بانيكيت، ويورام كوهين من جامعة كاليفورنيا.

وخلال الجلسة، أكد المشاركون على الحاجة إلى رؤية تغييرًا جذريًا في كيفية تسريع وتيرة الابتكار في تحلية المياه من أجل دفع عجلة التطور السريع لهذه الصناعة.
ووصفوا مدينة نيوم بأنها “بداية نظيفة وبيئة خصبة لابتكارات تحلية المياه”، مشيرًا إلى أنها “أرض المستقبل المدعومة بالأفكار وهي موجودة لتتخطى الحدود، كما أنها عالماً مُلهمًا يستضيف أفضل العقول العظيمة والمواهب”.
وقالوا إن البيئة المُحيطة بمدينة نيوم تُمثل تحديًا كبيرًا يتمثل في الطبيعة البيئية الهشة للبحر الأحمر، مشددين على ضرورة التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها، وأهمية تطوير طُرق جديدة لمنع التدهور البيئي، لافتين إلى أن تلك الحلول يمكن تقديمها لاحقًا للعالم بمجرد تحقيقها في نيوم.

وفيما يتعلق بتأثير تحلية المياه في نيوم، أوضحوا أن هدفهم بالتخلص تمامًا من رجيع المحلول الملحي الذي يعود إلى مياه البحر، منوهين إلى أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو حل لغز المحلول الملحي وكيفية الاستفادة منه للمساهمة بشكل أكبر في خفض تكاليف تحلية المياه.
كما تضمنت جلسة الابتكار وريادة الأعمال أيضًا بعض المناقشات القيّمة حول كيفية تسخير الابتكارات لتحقيق الأرباح من خلال ريادة الأعمال.

وأوضحوا من خلال الجلسة أن الأفكار الأكثر تألقًا تأتي دائمًا من البحث العميق عن الموارد الأكثر قيمة، مؤكدين أن الأفكار هي الطريقة الأمثل لإنشاء نظام بيئي جديد ولهذا السبب نحتاج إلى رعاية الأفكار ودعمها وتطويرها.
وأفاد الخبراء أن التعاون هو السبيل الوحيد لطرح أفكار جديدة على الطاولة، قائلين: “لقد قمنا بتدريب الآلاف من الأشخاص وتعاوننا مع العديد من الشركات لتطوير نظام اقتصادي لتحلية المياه”، مشيرين إلى أن التطورات التقنية الناشئة لها تأثير إيجابي على الابتكار، وإذا فكرنا في الأمر؛ لدينا جميعًا هواتف محمولة وسيارات، والنظام يحدد كل شيء من حولنا، لماذا لا نفعل الشيء نفسه لتحلية المياه؟.

وبين الخبراء أهمية التعاون بين القطاع الخاص والجامعات، الذي أسهم في تعزيز الاستثمار وإنتاج الابتكارات في مجال تحلية المياه.
وأبرزت المناقشة أيضًا أهمية وجود نظام سليم لإدارة عملية تحلية المياه بأكملها، حيث أشاروا إلى أن لوائح تحلية المياه تحتاج إلى تحديث في جميع أنحاء العالم لتكون عاملاً مساعدًا ومحفزًا لتطوير الشركات وتحقيق نتائج إيجابية للصناعة. ولفتوا إلى أن الخبرات السابقة هي العامل الرئيس في وضع الخطط المستقبلية وإيجاد حلول جديدة لتحلية المياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *