متابعات

بحيرة الأصفر.. وجهة سياحية للعائلات

الدمام ـ البلاد

تعتبر المناطق السياحية في محافظة الأحساء بمثابة واحدة لاستقطاب العائلات والسياح، بما تمتلكه من كنوز طبيعية ومناظر خلابة تحفها الأشجار والنخيل المنتشرة في أرجائها والشواطئ الرملية ورحلات السفاري الصحراوية والمتاحف الأثرية، إضافة إلى الأسواق الأثرية القديمة، التي ما زال الزائر يتمتع بالتسوق فيها.

وتعدُّ بحيرة الأصفر من مواقع الأحساء السياحية، التي يقبل عليها الزوار، ومقصداً مناسباً للعوائل ومجموعات الأصدقاء خاصة في العطل الأسبوعية؛ لذلك تحرص الشركات السياحية ومنظمو الرحلات على تنظيم الرحلات إليها بشكل دائم، إضافة إلى أنها ملاذ مثالي للاستمتاع بنزهة على ضفافها، وتُعدّ موطنًا لبعض أغرب وأجمل الحيوانات البرية بالمنطقة.


وتتمدد البحيرة في جوف الصحراء على مساحة يصل طولها إلى 25 كيلومترًا، وتحيط بها مساحات خضراء واسعة، تطل عليها النخيل من بعيد، وتستقطب عشرات الأنواع من الطيور المهاجرة في رحلتي الشتاء والصيف، وآلاف السائحين سنويًا من سائر أنحاء المملكة ودول الخليج العربي، للاستمتاع بتلك اللوحة الطبيعية الخلابة، ولا يمكن زيارة الأحساء دون التوجه إليها.
كما تعتبر “بحيرة الأصفر” محطة مؤقتة تستقر بها العديد من الطيور خلال موسم هجرتها من بيئاتها الأصلية الباردة شمالاً في أوروبا وروسيا وأواسط آسيا.

وإلى الجنوب ضمن مسار رحلات الهجرة السنوية تأوي الطيور إلى ” البحيرة ” بفضل العوامل البيئية التي تسود المكان من حيث المناخ الدافئ وطبيعتها الغنية بمصادر الغذاء سواء داخل مياه البحيرة بمساحة 326 مليون متر مربع، أو في محيطها المطوق بالأشجار والنباتات الصحراوية؛ لتقضي هذه الفترة في أجواءٍ مناسبة تساعدها على التكاثر، لتبدأ بعد ذلك وفق دورة حياتها رحلتها العكسية عائدة لمواطنها الأصلية.


كما تعد” بحيرة الأصفر” شرق مدينة العمران أكبر تجمع مائي وسط الكثبان الرملية في منطقة الخليج ، فعلى مدار السنوات الماضية شكل ناتج التصريف المعالج لمياه مشروع الري والصرف بالأحساء الذي افتتح عام 1972 هـ إلى جانب الأمطار الموسمية مصدراً لمياه البحيرة، في حين أن موقعها البعيد عن التجمعات السكانية والمناطق الصناعية جعل منها ” محمية طبيعية ” تحتضن بيئتها تجمعاً ثرياً للنباتات والأسماك والطيور المقيمة والمهاجرة، وصنفت وفق ذلك في فبراير 2019 من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة في خطوة عدّها المتخصصون والمهتمون خطوة فاعلة للحفاظ على الطبيعية والتنوع البيولوجي للبحيرة وحماية أسراب الطيور المهاجرة من التلوث والصيد الجائر.


وتشكل البحيرة إحدى مكونات واحة الأحساء الخضراء المعتمدة لدى منظمة اليونيسكو، وجهة سياحية جاذبة لتفردها بخاصية تجمع بين ” الماء والرمال. وقد أدرجتها الهيئة السعودية للسياحة ضمن التجارب السياحية المميزة.

وبجوار البحيرة، تتعدد أنواع الطيور المهاجرة وسماتها سواء في الحجم أو الشكل أو اللون ، ومنها ” طائر الفلامنجو ” أو ما يُعرف بالنحام، وهو من فصيلة الطيور المائية المُعمرة ذات السيقان الطويلة والنحيلة، و” طائر السنقيل ” وهي تنتمي لفصيلة البلشونيات، و”طائر القمري ” وهي الحمامة الشائعة في المناطق المشجرة من أوروبا، وجزء كبير من غرب آسيا وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى ” طائر مرزة البطائح ” وهي من الفئة الجارحة المنتمية للبازية.


ومن أنواع الطيور المهاجرة ” طائر درسة الشعير ” وتنتمي إلى فصيلة العنبريات، و” الطيور ذات الذيل الأزرق ” وهي قريبة من الجاسرين – عائلة آكلي النحل – ، و” طائر خطاف المخازن ” أو سنونو المخازن، وتصنف ضمن فئة السنونو التي تعيش في الأرياف والسهول المفتوحة في معظم أنحاء العالم، و”طائر أبو اليسر المطوق ” وهو من أكثر الطيور المنتظمة في هجرتها كل عام لشبه الجزيرة العربية.

وطيلة موسم استقرار الطيور المهاجرة ببحيرة الأصفر، توثق عدسات هواة الطبيعة والطيور جوانب من مكنون الطبيعة، فيما ترصد لقطات المتخصصين تفاصل تثري صفحات البحوث والمراجع العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *