اجتماعية مقالات الكتاب

أم الجمعيات

وصفوها بأنها “أم الجمعيات”.. رحبوا بفكرة إنشائها، وبزوغ نجمها.. غير إنها وبعد ثمانية عشر عاماً على صدور قرار إنشائها في 10 أكتوبر 2003 مازالت تترنح.. تقف يوماً وتكبوا حيناً من الزمان..

لم تحقق لمن انتسب إليها ما يتطلع إليه، بل ما يستحقه.. سيطر عليها منذ البدايات شد وجذب وتنازع سلطات..
تلكم هي “جمعية المتقاعدين بالرياض”..

وما حدث مساء الاربعاء الماضي الأول من ديسمبر شاهد على أن أمام الجمعية طريق طويل لتبدأ في تحقيق رضى المتقاعدين.. وما بين آخر انتخابات في 15 إبريل 2019 والأول من ديسمبر 2021 ظلت جمعية متقاعدي الرياض شبه مشلولة إلى أن بلغت خلافات مجلس الإدارة ذروتها منقسماً إلى فريقين ظلا يتبادلان الاتهامات ويرفعان الشكاوى للوزارة المعنية إلى أن قررت الأخيرة التدخل وأصدرت قراراً بضرورة عقد جمعية عمومية غير عادية لأخذ موافقتها (أو رفضها) على إعادة توزيع مناصب مجلس الإدارة..

وفعلاً عُقِدت جمعية غير عادية مساء الاربعاء الماضي في جوٍ مشحونٍ ارتفعت فيه الأصوات، وشُدت فيه الأعصاب لتأتي الانفراجة عندما اضطر رئيس الجمعية لتقديم استقالته أثناء انعقاد الجمعية.. تعالت إثر ذلك التهليلات وشعُر كثيرون أن عقبة كبيرة قد انزاحت أمام إعادة توزيع المناصب وهو ما تم بالفعل حيث تم تنصيب النائب رئيساً واختيار نائب جديد وأمين جديد للمال.. هلل كثيرون وصفقوا وهم يعلمون أن المتبقي من فترة مجلس الإدارة قرابة أربعة عشر شهراً فقط.. فهل هذه المدة كافية لإعادة ترتيب أوضاع، أو ترميم أوجاع، أو تفكير فيما ضاع..

إن جمعية المتقاعدين التي أنشئت في البداية للاهتمام بالمتقاعد من نواح عديدة: اجتماعية، صحية، اقتصادية، حقوقية، ترفيهية، مطالبة بتنفيذ هذه التعهدات بعد 18 عاماً ذهبت سدى بين شد وجذب وتنازع، وتكتلات لا تهدف سوى لإسقاط كل إدارة جديدة.. فبعد 18 عاماً، لا شيء ملموساً حققته جمعية متقاعدي الرياض للمتقاعد..!!

هل تحقق له تأمين صحي؟ هل تحققت له علاوة سنوية؟ هل تحققت له أولوية في مراجعته للمصحات والمستشفيات ودوائر المصالح الحكومية؟ هل تحقق له تخفيض معتبر في وسائل النقل والمواصلات؟ هل سعت جمعية المتقاعدين مع الجهات المعنية لجعل صفة التقاعد صفة يعتز بها من وصل إليها ويفتخر؟ هل لبطاقة متقاعد قوة وهيبة وتقدير يفتخر به من يحملها؟.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *