الإقتصاد

السلع التفاخرية تنتهز نفسية المستهلك

جدة- نجود النهدي

يظل الوعي الاستهلاكي العنصر الأهم في تشكيل ثقافة التسوق ، خاصة في هذا العصر الذي اتسعت فيه مجالات التجارة الالكترونية ، كما تمثل قضية الأسعار إحدى اختبارات هذا الوعي ، خاصة عندما تتفاوت أسعار المنتج الواحد بنفس المصدر والعبوة، بين منافذ التسويق التقليدية والاليكترونية.
وفي هذه الجولة رصدنا سعر جبنة فيلادلفيا عبوة ١٨٠ جراما، ففي إحدى المواقع وجدناها بسعر ١٣.٥٠ ريال وفي محل آخر بسعر ١٣.٩٥ ريال. فما هي أسباب هذا التباين السعري ، وأين تكمن تحديات ثقافة التسوق؟
البداية دائما مع المستهلك ، حيث ذكرت المواطنة ” نورة العمودي” بأن الثقافة الشرائية تكمن في المعرفة التامة بحقوقه كمستهلك لرصد أي تلاعب بالسعر أو عمليات غش تجاري لحفظ حقوقه بالإبلاغ في حال تعرض لمثل ذلك ، وذلك بإبلاغ الجهات المختصة.
وذكر المواطن” ياسر المهيزع” أن الدراية بالسوق وأسعار المنتج الذي يريد اقتناءه؛ مسألة مهمة حتى لايقع ضحية التلاعب في حال لوحظ أي ارتفاع واضح بسعر أي منتج ، ولكيلا يستمر التاجر في مبالغة أسعاره.
وفي رأي ” عارف الدبل ” أن الشخص ‏يدفع مبلغا معينا مقابل قيمة مضافة يجدها في خدمة أو منتج ، ولكي يتفادى التلاعب يجب مقارنة المنتج بمثله بين أكثر من محل ، وأن تشمل المقارنة الخدمات الملحقة مثل مكان عرض المنتح، التوصيل، التغليف خدمات ما بيع البيع فهي جزء لا يتجزأ من المنتج أو الخدمة.


تعددت الأسباب
ونصل إلى الرأي الاقتصادي حول هذه الجوانب ، مع المستشار الاقتصادي ” أحمد الشهري” فقال : يعد تضخم الأسعار أمرا طبيعيا في الاقتصاد ولكن المستهلكين يمثلون جزءا مهما في التأثير على قيمة وسعر المنتج فمثلا المنتجات التفاخرية يتم تسعيرها بناء على عوامل نفسية أكثر من التكلفة الحقيقية، أما السلع الضرورية مثل الأطعمة والمشروبات، فغالبا تسعر على التكلفة ويتم زيادة أسعارها بناءً على الظروف الاقتصادية ،وفي هذه الحالة يأتي دور الوعي الاستهلاكي حيث يخفف من آثار تلك الاسعار، مثل البحث عن أسعار بديلة ومنتجات بديلة تؤدي نفس الغرض.
وهناك أسعار لا يمكن السيطرة عليها تنظيميا مثل الأكل من خارج المنزل وللمطاعم الحق في التسعير بما تراه ولكن في مقابل ذلك أن العميل او رب الأسرة الواعي يمكنه تخفيض عدد مرات الوجبات الخارجية وتخفيض فاتورتها وهذا يشكل ضغطا على المطاعم لتقديم أسعار عادلة للجميع.

فرص ممكنة
ويضيف: الوعي الاستهلاكي يتطلب دقة توزيع الدخل بين اموال ادخارية وأخرى استهلاكية ويفضل تنمية عمليات الادخار بشكل تدريجي وللأسف أن بعض أصحاب الدخل المنخفض يصعب عليهم الادخار مع تنامي الأسعار العامة ، ولكن المراجعة الدائمة للمصروفات والبحث عن فرص توفيرية ، مثال ذلك الاستغناء عن الكماليات ، واعادة النظر في باقات الاتصالات والبحث عن مساكن ارخص وتقليص استخدام السيارة واستبدال الاضاءة المنزلية بأخرى اقتصادية ، والشراء من محلات الجملة والبحث عن البدائل في السلع ستكون جميعها عوامل مساعدة لتحسين المصروفات ومنح فرصة للادخار.
ويمكن تقدير مصروف يومي للمشتريات ، وفي حال زيادتها يمكن تجاهل الشراء ليوم او يومين لتوفير مبلغ تراكمي يمكن شراء ما تريده لاحقا، وهذا الأسلوب الاقتصادي والنفسي يعد ملائم لمن لديهم سوء في إدارة الميزانية أو لديهم أنهم استهلاكي غير مبرر وغير رشيد.
أخيرا يؤكد الشهري أن الجانب الأخلاقي أمر حاسم في تطبيق مبادئ التجارة العادلة ، دون أي سلوك انتهازي في الأسعار، لأن أية ممارسات انتهازية قد تؤدي لاحقا الى تراجع المبيعات بسبب تآكل القوة الشرائية لدى الناس على المدى المتوسط والطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *