رياضة مقالات الكتاب

”ادعموا رينارد”

‏كانت إقالة المدربين هي أسهل الأمور في منتخبنا الوطني الأول، وكان هذا القرار روتينا سنويا، لا مجال فيه للنّقاش، وكان الإعلام السعودي يحتفل مع كلّ إقالة أكثر مِن فرحته بالتعاقدات، وقد وصلنا للأسف إلى أنّنا في عشر سنوات فقط تعاقدنا مع ١١ مدربا، في معدّل كبير جداً مُقارنةً بمشاركات الأخضر السعودي، واليوم مع المدرب الكبير هيرفي رينارد الذي وصل مع منتخب المغرب إلى كأس العالم بعد غياب ٢٠ سنة، وحقق منتخب زامبيا في عهده كأس أمم أفريقيا لأول مرة في تاريخه، وحقق مع منتخب ساحل العاج كأس الأمم الافريقية بعد أن غابوا عنها ما يُقارب العشرين عاماً، نجد مَن ينتقد هذا المدرب الذي يُحقّق مع منتخبنا الوطني أفضل الأرقام، حيث يتصدّر مجموعته في تصفيات المونديال وكأس آسيا، بفارق نقطتين عن منتخب أوزبكستان المتطور في كرة القدم الآسيوية، ويُقدّم الأخضر مع رينارد مستويات تُبشّر بمستقبلٍ مشرق للتأهل لنهائيات كأس العالم في قطر، والمنافسة على تحقيق البطولة الآسيوية في الصين، بالإضافة إلى أننا نُشاهد لاعبين شبابا بالمنتخب واهتمامه بمتابعة جميع الفرق السعودية. الغريب في الأمر أنّ الانتقاد الجارح يأتي بسبب عدم استدعاء اللّاعب الفلاني، أو الاعتماد على اللاعب العلّاني، وهذه سياسة قديمة، عفا عليها الزمن؛ لأنّه لا يوجد من هو أحرص مِن رينارد على نجاح المنتخب السعودي، حيث إنّه لن يستبعد لاعباً يرى أنّه سيفيده، ولن يُشرك لاعباً سيضرّه، وهذا الأمر لا جدال فيه، ولا شكّ، أنا لا أطالب هنا بعدم الانتقاد، لأنني أؤمن بأنّ الأمم ترتقي بالانتقاد فما بالك بمنتخب كرة قدم، ولكنني أطالب الجميع بالنقد الهادف البناء المبني على أسس صحيحة، تُفيد المُتلقي كما تفيد المسؤول، وأن ننسى شعارات الأندية حينما يلعب الأخضر السعودي. وفي النهاية أتمنى أن تكون هناك قرارات صارمة لكلّ إعلامي يتجاوز الحدّ المسموح مِن نقد منتخب البلد؛ بسبب تعصّبه تجاه ناديه، لأنّ هذا الأمر أصبح مقززاً للجميع.
قفلة:
أكبر أشكال الجهل هو انتقاد شيء، لا تعرف عنه أيّ شيء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *