الدولية

واشنطن تتشدد تجاه طهران.. والملالي يتخبطون

البلاد – رضا سلامة

جددت الإدارة الأمريكية تشديد مواقفها تجاه إيران بعدما أدركت أن الأخيرة تقابل دعوات التفاوض برفع وتيرة التصعيد، فيما تتفاقم الخلافات داخل أجنحة نظام الملالي بشأن إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة، حول الاتفاق النووي.

ووقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مرسومًا يمدد “حالة الطوارئ الوطنية” فيما يتعلق بإيران لعام آخر، ووفقًا لموقع البيت الأبيض، أبلغ بايدن في رسالة إلى الكونجرس أن الأمر التنفيذي الذي يدعو إلى “حالة طوارئ وطنية” فيما يتعلق بإيران، والذي صدر لأول مرة في مارس 1995 من قبل الرئيس بيل كلينتون آنذاك ، وجاء في نص المرسوم أن تصرفات وسياسات النظام الإيراني لا تزال تشكل تهديدًا غير عادي واستثنائي للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة”

وأضاف الرئيس: “لهذا السبب توصلتُ إلى استنتاج مفاده أن حالة الطوارئ الوطنية فيما يتعلق بإيران التي أعلنت في الأمر التنفيذي 12957 ستستمر، وردًا على هذا التهديد ستبقى العقوبات الشاملة على إيران سارية.

ومنذ عام 1995، عندما أعلن بيل كلينتون “حالة طوارئ وطنية” متهمًا إيران بدعم الإرهاب وتقويض عملية السلام في الشرق الأوسط والسعي لامتلاك أسلحة دمار شامل، جدد جميع رؤساء الولايات المتحدة سنويًا الأمر التنفيذي رقم 12957 ضد إيران ، وحظر في المرسوم الأولي للعقوبات ضد إيران، التعاون التجاري والاستثماري لبلاده في صناعة النفط والغاز الإيرانية، وبعد شهرين أيضًا جعله يشمل أي نوع من التجارة مع إيران ، ويجب تجديد هذا المرسوم في غضون 90 يومًا قبل موعد انتهائه (15 مارس من كل عام) لمدة سنة أو سيتم إبطاله تلقائيًا. وفي السياق، أكد كولن كال، مرشح بايدن لتولي منصب وكيل وزارة الدفاع للشؤون السياسية، على أهمية وضع البرنامج النووي الإيراني في الصندوق، في إشارة إلى ضبطه، مؤيدا الإبقاء على العقوبات التي كانت الإدارة السابقة فرضتها، بسبب مواصلة إيران خرق الالتزامات التي نص عليها هذا الاتفاق.

وأضاف كال أنه رغم سلوك إيران المقلق للغاية، إلا أنه سيكون أكثر خطورة بشكل كبير إذا حصلت إيران على سلاح نووي، في تأكيد لتهد واشنطن السابق بعد تمكين طهران من حيازة سلاح نووي.

كما أوضح أنه يؤيد سعي إدارة بايدن لتقليل مخزونات طهران من الأسلحة التقليدية من خلال الدبلوماسية.
وكان البيت الأبيض، نشر الخميس، الاستراتيجية المؤقتة للأمن القومي، وتضمنت فيما يخص الشرق الأوسط، تصميم الولايات المتحدة على مضاعفة عدد قواتها في العراق لمواجهة الإرهاب والميليشيات الموالية لطهران، وردع العدوان الإيراني، وحماية المصالح الأمريكية الحيوية.

ورأى مراقبون أن بايدن استطاع من خلال عدم تخفيفه للعقوبات أن يخلق توازنًا داخليًا يجنبه الاصطدام مع الرافضين لسياسته من جهة، وإرسال إشارات في الوقت عينه بأن قواعد اللعبة قد تتغير، لا سيما بعد ضربة الـ 26 من فبراير لميليشيات إيرانية على الحدود السورية العراقية. قي المقابل، وخلال الساعات الماضية، تصاعدت الخلافات داخل أجنحة النظام الإيراني حول إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة، حول الاتفاق النووي، واستمر التجادل بين سكرتير تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي ووزير الخارجية جواد ظريف، بعد أن قال الأخير، أمس السبت، أنه الوحيد المخول بالإعلان عن مواقف السياسة الخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *