متابعات

قمة العشرين.. نجاح الكفاءات الوطنية

 جدة – سعاد الشهري

مناقشات رفيعة المستوى، وتوصيات فعالة، سبقت قمة العشرين التي تحتضنها المملكة، وتعتبر أهم حدث عالمي، يجمع رؤساء 20 دولة تمثل الدول الأعلى اقتصادًا.
تلك المناقشات التي شملت القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية؛ وفق جدول أعمال عقد أكثر من 100 اجتماع في مواقع مختلفة من المملكة، بدأت منذ ديسمبر الماضي تحت شعار “اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع”، التي ترتكز على 3 محاور جوهرية هي: تمكين الإنسان، الحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة.
وعملت المجموعة مع عدد واسع من منظمات المجتمع المدني لوضع وجهات النظر المختلفة على طاولة المباحثات تحت مسمى مجموعات التواصل، وتضم ثماني مجموعات هي: الأعمال، الشباب، العمال، الفكر، المجتمع المدني، المرأة، العلوم، والمجتمع الحضري، حيث ساهمت الكفاءات الوطنية السعودية في إثراء هذه الاجتماعات من خلال خبراتها ورؤيتها.

أولويات لتمكين المرأة
بداية، أوضحت سلمى الراشد من شيريا ‏المرأة مجموعة تواصل العشرين، أنه على الرغم من المعوقات التي تسببت بها الجائحة والتي ستترك آثارا حادة على المدى الطويل، فإن هناك أيضا فرصة لقادة مجموعة العشرين لإعادة ضبط الاقتصادات بطريقة أكثر شمولية، مشيرة إلى أن مجموعة تواصل المرأة في مجموعة العشرين، تهدف إلى ضمان طرح موضوع المساواة بين الجنسين في مناقشات مجموعة العشرين بشكل رئيس، وتفعيل السياسات والالتزامات التي تعزز المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة.
وألمحت إلى أن مجالات التركيز الرئيسة، هي: “شمول صناعة القرار، وشمول العمال، والشمول المالي والشمول الرقمي لريادة الأعمال النسائية”.

وأردفت: “من أجل دعم التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة والاعتراف بالمعوقات التي فرضتها الجائحة على المرأة، فقد نشرت مجموعة تواصل المرأة في مجموعة العشرين بالتعاون مع “أكسنتشر” تقريرا بعنوان “إن لم يكن الآن، فمتى؟”، وهي خارطة طريق نحو تحقيق انتعاش اقتصادي أكثر إنصافا بين الجنسين، حيث طرح أكثر من 20 مفوضا بيانا يزود قادة مجموعة العشرين بمجموعة من التوصيات لتسريع التعافي الاقتصادي من الجائحة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال دعم التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة”.

نجاح باهر
من جانبه، أوضح الدكتور والمستشار سعد الفريح وهو مستشار شارك في الأمانة السعودية لمجموعة العشرين، أن قمة العشرين هذا العام تأتي في ظروف استثنائية، حيث يعاني العالم أجمع من جائحة أضرت بالاقتصاد العالمي، وزادت من الفجوة بين اقتصادات الدول وأضرت بصحة الإنسان، وكفاءة الأنظمة المالية.
وأضاف:” هذه الجائحة بمثابة اختبار حقيقي للمجموعة لوضع كل الاختلافات السياسية والتجارية، جانباً وتقديم مصلحة الإنسان، وكوكب الأرض وهي أولويات الرئاسة السعودية والتي أعلنت عنها قبل ظهور الجائحة، مما يدل على استشراق عال للمستقبل وتطلع لخير العالم لدى الكفاءات السعودية”.
وزاد:” يتوقع أن تصطف الدول وقادة المجموعة لتقديم التزامات تعجل بالتعافي الاقتصادي الشمولي، لاسيما تمكين الجميع من العيش الكريم والعمل والازدهار مع الأخذ بالاعتبار الدول خارج المجموعة، التي تم تمثيلها بالدول المدعوة للقمة”.

وتابع:” على صعيد الرئاسة السعودية، فقد نجحت الكفاءات الوطنية بالوزارات المختلفة من قيادة مجموعات العمل المختلفة على مدى عام الرئاسة، التي فاقت المائة اجتماع رسمي، كما نجحت الجهات السعودية بإثراء عام الرئاسة من خلال إقامة العديد من المؤتمرات في المجالات المالية والطاقة والصحة والتعليم وغيرها.
كما لعب القطاع المدني السعودي دورًا بارزًا في عام الرئاسة من خلال قيادة مجموعات المجتمع المدني العالمية وتقديم بيانات ختامية واكبت الأحداث العالمية وتلمست المسؤولية المدنية تجاه قضايا المرأة والشباب والأعمال وغيرهم”.

تتويج طبيعي لمكانة المملكة
من جهته، قال الدكتور عبدالله الشهري عميد سابق وأستاذ مشارك في كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز:” تحظى المملكة بمكانة دولية مرموقة وضعتها من ضمن قائمة الدول العشرين الأكبر تأثيرًا في الاقتصاد العالمي. هذا الدور والمكانة التي وصلت لها المملكة هو تتويج طبيعي ومستحق وذلك لمكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، ودورها الفعال والمؤثر في المجال الاقتصادي العالمي، لقد اختارت المملكة منذ نشأتها مسار التنمية الشاملة هدفا استراتيجيا وساميا للوطن، ويستمر النماء والبناء في هذا العهد -عهد الملك سلمان- الذي تميز بتحولات استراتيجية وإصلاحات اجتماعية واقتصادية وإدارية شاملة وعميقة.
وأضاف: لقد حظي إنسان هذا الوطن بعناية واهتمام وتطوير، لا مثيل له، مكنته من الوصول إلى المراكز المتقدمة في تعليمه وصحته ومستوى معيشته.

القمة ترسم سياسات العالم
فيما اعتبر عبد العزيز السند، كاتب مختص في الأعمال الدولية والشراكات الاستراتيجية، أن استضافة المملكة حدث هام، فمجموعة العشرين التي تُعد تجمعاً اقتصادياً كبيرًا يضم 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي، حيث تُشكل مجموعة العشرين ما نسبته 85% من الناتج الاقتصادي العالمي، و80% من حجم التجارة العالمية، و65 % من إجمالي سكان العالم، وقد جاء إنشاء المجموعة كردة فعل على الأزمات المالية التي حدثت في نهاية التسعينيات، لتحقيق عدد من الأهداف، ومنها تعزيز الاقتصاد العالمي وتطويره وإصلاح المؤسسات المالية الدولية وتحسين النظام المالي وتفعيل مبادرات تحرير التجارة وتسهيل الاستثمار؛ لذا فلا شك في أن قمة العشرين برئاسة المملكة، هذه القمة الاستثنائية في الظرف الاستثنائي، الذي يعاني فيه العالم من أزمة اقتصادية خانقة بسبب وباء كوفيد 19 الذي اجتاح العالم، ستكون الرسائل السياسية الصادرة من قادة مجموعة العشرين في القمة الأهم والأكثر تداولًا بين جميع القِمم.

وأضاف:” خلال تمثيلي للمملكة في مجموعة العشرين لدورات سابقة في الصين وألمانيا، أدرك تماما الجُهد المُضني الذي يكون قبل القِمّة – المحفل السياسي الأكبر – من المفاوضات لفرق ومجموعات العمل التي تعمل ليلاً ونهاراً لصياغة الرسائل السياسية في البيانات الوزارية والبيان الختامي، والتي ستتبناها المنظمات الدولية (خصوصاً منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية) للعمل بها وتفعيلها”.
مبادرات لمعالجة آثار كورونا
وذكر المحامي القانوني مسفر الدحيم، أن هذه الدورة تأتي في ظل ظروف استثنائية ممثلة في جائحة كورونا التي خنقت الاقتصاد العالمي، ومع ذلك اضطلعت المملكة بدورها في مواجهة هذه الجائحة؛ حيث اقترحت مواجهة عالمية موحدة لهذا الفيروس من خلال التبرع الضخم بقيمة (500) مليون دولار لأدوات التشخيص واللقاحات والعلاجات، وقد وافقت القمة على مقترح المملكة، فكان مجموع ما التزمت به الدول الأعضاء مبلغ (21) مليار دولار, مبينا أن القمة اتخذت قرارات لمعالجة الآثار الاقتصادية للجائحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *