متابعات

المستهترون بالكمامة فيروسات متحركة

جدة – نجود النهدي – فاطمة عويضة -مهند قحطان / تصوير: خالد بن مرضاح – ناصر محسن

حسابات صعبة ودقيقة وضعتها عدد من دول العالم عندما قررت إغلاق المدن نتيجة تفشي جائحة كورونا.. وعندما قررت العودة التدريجية للحياة أيضا أعدت إستراتيجيات متقنة وبروتوكولات ملزمة لكي لا تعود الأوضاع لسابق عهدها، كما حدث لعدة دول في العالم، ورغم أن ارتداء الكمامة يعد إلزاميا الا أن البعض يستهترون بلبسها، وبالأمس كشف مساعد وزير الصحة المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور محمد العبد العالي, أن العالم لايزال يسجل ارتفاعا في أعداد الحالات المسجلة لفيروس كورونا بل , في حين يلاحظ نزول مؤشر الحالات الحرجة في المملكة، حيث انخفض بما يتجاوز 9 % عن الأسبوع الماضي لكن هذا لا يعني اننا اصبحنا في مأمن وانه يمكننا التساهل في الاجراءات الاحترازية.
(البلاد) رصدت الحالة والتقت عددا من المواطنين الذين أبدوا خوفهم مؤكدين أن الاستهتار وعدم التقيد بالاحترازات يتسبب في العودة بالمجتمع الى دائرة الخطر، وأن مضمارات المشي وبعض المولات التجارية تشهد بعض المتهاونين في ارتداء الكمامات.

محمد الرايقي مدير العلاقات العامة والإعلام بجمعية البيئة السعودية بجدة أشار الى بعض صور التجاوز وقال: بدأنا نلاحظ استهتاراً كبيراً، وعدم التقيد بالإجراءات الصحية الهادفة للحد من انتشار فايروس كورونا، وفي هذا خطر كبير على المجتمع كاملاً؛ لأننا بدأنا نسمع بأن هناك موجة جديدة أكثر شراسة من سابقتها، وقد بدأت بعض الدول تعيد الحظر من جديد، لذلك الواجب علينا جميعا كأبناء وطن واحد أن يكون دورنا تكامليا جماعيا بحيث نقوم بالتطبيق العملي للتوجيهات والتوعية بالأضرار الناتجة عن هذا الفيروس، وثقتنا دوما كبيرة في تفاعل أفراد مجتمعنا وقدرة وزارة الصحة في مواصلة آليات التوعية بضرورة لبس الكمامة واجراءات التباعد الاجتماعي.


انعكاسات سلبية
وقال الكاتب ضيف الله نافع الحربي : دون شك أن تهاون اتباع الإجراءات للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا سيؤدي إلى ارتفاع احتمالية تعرض الشخص لإصابة مؤكدة قد تودي بحياته ــــ لا قدر الله ــــــ ، إضافة إلى ما سيترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على المؤسسات الصحية (المستشفيات) حين تستنفد طاقتها الاستيعابية مع ازدياد عدد الحالات، واضاف: مع الأسف الشديد نشاهد اليوم ارتفاعات كبيرة في عدد حالات كورونا حول العالم ما يُنبئ بموجة ثانية على وشك الحدوث، ولأننا جزء من العالم فلن نكون بمنأى عن دائرة الخطر بل أن هناك زيادة ملحوظة على مستوى بعض المدن في المملكة وهذا مؤشر أن هناك تراخيا في اتباع الإجراءات الاحترازية كلبس الكمامة والتباعد وغسل اليدين والتي تعد سياجا آمنا للشخص، لافتا إلى أن المسؤولية اليوم تقع على الجميع للوقاية من هذا الفيروس وتحجيمه ومساندة جهود الدولة والمتمثلة في تعليمات وزارة الصحة لاسيما أن للسعودية جهودا بارزة ومشهودة عالميًا تحققت خلال الفترة الماضية ، ومن الصعب العصف بها والعودة مجددًا لدائرة الخطر بالاستهتار واللامبالاة ومواجهة الموجة الثانية التي إن حدثت لا قدر الله ستودي بحياة الكثير من الأبرياء والذين قد لا يكون لبعضهم ذنب سوى أن أحد أفراد أسرته أو محيطه غير مبال فنقل له العدوى، ثم لا نغفل أيضًا الإعلام والذي عليه دور كبير من خلال تكثيف حملات التوعية والتثقيف للمواطن والمقيم كما كان في بداية الأزمة ، لاسيما أن حملات التوعية الإعلامية والتثقيف الصحي باتت أقل بكثير مما كانت عليه سابقًا.

عواقب وخيمة
وأوضح محمد الزهراني أن التساهل وإهمال الإجراءات الاحترازية قد تكون عواقبه وخيمة وقال: ما نشهده من ارتفاع حالات الاصابة والوفاة في بعض دول العالم هو نتيجة حتمية لهذا التراخي في التدابير الوقائية لذلك فإن وزارة الصحة تراهن على وعي الشعب والذي أبلى بلاءً حسناً في تعاونه وتجاوبه منذ بداية هذه الجائحة التي عصفت بالعالم مما ساهم إلى حد كبير في انخفاض الأعداد لدينا وازدياد حالات التعافي.

لا للاستهتار
وانطلاقا من الحقائق على الارض أكد عبد العزيز عبد الله الحسيني أن المملكة قدمت صحة وسلامة الإنسان على جميع أولوياتها وسخرت كل إمكانياتها المالية والمادية في الحفاظ على الأنفس.. ويضيف: ثم يأتي شخص لا يمكنه وضع كمامة لا يبلغ ثمنها نصف ريال ولا يحافظ على التباعد والإجراءات الاحترازية ليكون معول هدم في صحة وسلامة المجتمع وقد يزهق ارواحا ويعطل تنمية بسبب استهتاره.

وأكد رامي جميل كفيه: نعم بالطبع سيؤدي الاستهتار إلى حدوث موجة ثانية لا تحمد عقباها وقد يترتب عليها رجوع فترات منع التجول التي أفقدت الناس أعمالهم في السابق بالإضافة لتوقف العجلة الاقتصادية في البلاد.
وبينما يصف عبد الله بن فيصل القحطاني الاهمال وعدم ارتداء الكمامة بأنه سلوك خطير، كما يوضح عثمان عبد المؤمن وبدر بن أحمد السامعي ونايف الزين ان الاستهتار قد يكون سببا في زيادة الاصابات لذا يتوجب منع أي شخص لا يرتدي الكمامة من ارتياد المولات التجارية.

وفي السياق نفسه أكد عدد من المسؤولين في عدد من المولات التجارية أنهم يعانون من الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامات لدى ارتيادهم المولات لافتين إلى أن بعض الشباب يستهترون بلبس الكمامة وهؤلاء لا يسمح لهم على الإطلاق بدخول المول التجاري او السوبر ماركت.

من جهته أكد احمد الزهراني أحد حراس الامن لأحد المجمعات التجارية بجدة انه يرصد العديد من الشباب والفتيات المرتادين للمجمع دون التزامهم بالاشتراطات الصحية حيث يأتون دون لبس الكمامات التي تقيهم بإذن الله من انتقال عدوى فايروس كورونا لا قدر الله وحسب توجيهات وزارة الصحة لم نسمح لأي شخص كان الدخول دون ارتداء الكمامات او قياس درجات الحرارة لهم وذلك تنفيذا للاشتراطات الاحترازية.

وأشار الزهراني انه وفي حال دخول الشخص للمجمع بشكل ضروري نقوم بتوفير كمامة له كتعاون من المجمع لهم وبهذه الحالة الأهم هو ارتداء الكمامة حيث قد اضطررنا لطرد العديد من الزبائن لهذا السبب، لكن أكثر ما يتعبنا في المجمع هو مراقبة الزبائن بعد دخولهم حيث يوجد عدد كبير يقومون بخلعها بحجة انها تقوم بخنقهم ولا يتحملونها، ونحن بدورنا نقوم بالتوعية بارتدائها بشكل يومي وقد نرصد في اليوم أكثر من 500 شخص يقوم بنزع الكمامة بعد دخوله.


1000ريال عقوبة عدم ارتداء الكمامات
يذكر أن وزارة الداخلية سبق وأن أصدرت، تعديلا على لائحة الحد من التجمعات وتحديث جدول التصنيف ليشمل عدداً آخر من المخالفات للإجراءات الاحترازية، والعقوبات المقررة لها.
وأعلنت الداخلية السعودية فرض عقوبة بقيمة ألف ريال على عدم ارتداء الكمامات الطبية أو القماشية أو ما يغطي الأنف والفم، أو عدم الالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي، أو من يرفض قياس درجة الحرارة عند دخوله القطاعين العام أو الخاص.
كذلك قررت زيادة الحد الأقصى المسموح به في التجمعات العائلية وغير العائلية داخل المنازل أو الاستراحات أو المزارع أو في المناسبات الاجتماعية، ليصبح خمسين شخصا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *