الإقتصاد

مدينة الملك عبدالله الاقتصادية نقطة تحول لتحقيق مستهدفات الرؤية

جدة – ياسر بن يوسف

تعتبر “مدينة الملك عبدالله الاقتصادية” إحدى المشاريع الاستراتيجية التي أطلقتها حكومة المملكة، أيدها الله، وهي أول مدينة سعودية تطور وتمول وتشغل عن طريق القطاع الخاص بطابع اقتصادي ونمط حياة عصري، يراعي كافة مقومات جودة الحياة الأساسية ببنية تحتية متقدمة، وبطريقة تضمن استدامة الخدمات والمرافق العامة وفعالية أدائها، وتتماشى مع مراحل التطوير المختلفة للمدينة عبر السنين.
وكانت شركة إعمار المدينة الاقتصادية ، المطور الرئيس للمدينة الاقتصادية، قد أعلنت عن توقيع إتفاقية اكتتاب في أسهم الشركة مع صندوق الاستثمارات العامة، عن طريق إصدار الشركة 283.33 مليون سهم جديد، مما سيحسن قدرة الشركة على تطوير المدينة للوصول لتطلعات رؤية 2030 الطموحة، ويعكس الإمكانيات المستقبلية لهذا المشروع التنموي الوطني وجودة بيئته الاستثمارية التنافسية الجاذبة.

وضمن توجه الدولة لتعزيز مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبفضل المبادرات الحكومية التي تهدف إلى تحفيز تطوير القطاعات الحيوية المختلفة، فقد ركزت المدينة على تعزيز جهودها لتحقيق أهداف الخطة العشرية الجديدة للمدينة والتي تعد أساسية في مسيرة تطويرها، حيث أصبحت المدينة محوراً رئيساً في تطوير البنية التحتية في القطاعات الإستراتيجية التي ترتكز عليها، لتعزيز مكانتها كرافداً من روافد الاقتصاد الوطني وبما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وهي: الخدمات اللوجستية والصناعة، جودة الحياة والإسكان، السياحة والترفيه وتمكين قطاع الأعمال وتنمية الكفاءات البشرية. حيث شهد هذا العام توقيع العديد من الإتفاقيات وإنجاز عدة مشاريع وبشراكة إستراتيجية مع شركائها في النجاح من مختلف الجهات الحكومية والخاصة.

وتشهد المدينة نمواً متسارعاً في قطاعات الخدمات اللوجستية والصناعية وريادة الأعمال، ابتداءً من تدشين ميناء الملك عبدالله مطلع العام المنصرم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ، يحفظه الله ، وصولاً إلى جذب الاستثمارات والشركات الوطنية والإقليمية والعالمية في قطاعات مختلفة نوعية إلى الوادي الصناعي والذي يتميز بإرتباطه المباشر بميناء الملك عبدالله وشبكة الطرق الوطنية السريعة، إضافةً إلى كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال أول مؤسّسة أكاديميّة بحثية متخصّصة في ريادة الأعمال في الشرق الأوسط بالتعاون مع كلية بابسون العالمية.

وتسهم المدينة في تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني والاقتصاد السعودي نحو الازدهار والاستدامة، من خلال التركيز على مستهدفات رؤية 2030 التي ألهمت الاستراتيجية التشغيلية للمدينة ضمن خطة تهدف إلى تعزيز قطاعاتها الإستراتيجية، ولما يمثله برنامج جودة الحياة والسكن من أهمية قصوى وأحد مقومات رؤية 2030 الطموحة، فقد حرصت المدينة على توفير حلول سكنية متنوعة تناسب كافة شرائح المجتمع لتلبي كافة متطلبات الحياة العائلية والمتطلعين إلى العيش بأسلوب حياة مميز، إضافةً إلى الشراكة مع جهات تمويلية لتقديم الحلول السكنية الميسّرة للمواطنين.

وقد اتجهت أنظار العالم مؤخراً نحو المدينة كوجهة ترفيهية وسياحية ورياضية يسهل الوصول إليها، حيث تولي المدينة اهتماماً خاصاً بهذا القطاع لتصبح الوجهة السياحية العصرية الصاعدة على البحر الأحمر، وذلك بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، بهدف تلبية الطلب المتنامي على السياحة والترفيه داخل المملكة.

ويقدر إجمالي ما استثمر في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية منذ إطلاقها ٥٢ مليار ريـال، كان النصيب الأكبر لمشاريع البنية التحتية والمواصلات بما في ذلك محطة قطار الحرمين، والتي تربط المدينة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك ميناء الملك عبدالله الذي ساهم في زيادة الطاقة اللوجستية في المملكة بخمسة ملايين حاوية، وستشهد المدينة في المرحلة القادمة العديد من المشاريع الجديدة الحيوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *