الأولى

أيام التشريق تشعل الجمرات

مثلما هناك (يوم عرفة) و(يوم النحر) ، هناك (أيام التشريق) هي الأيّام الثلاثة التي تأتي بعد يوم النحر ، وهي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة واليوم (السبت ) هو أول أيام التشريق الثلاثة وأفضلها لأنه (يوم القر ) ، اليوم الذي يستقر فيه أهل منى النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أيام منى منادياً ينادي: لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل ،وذلك لأنّ الأكل والشرب يُقوّي الحاجّ على أداء طاعاته. وسميت أيام التشريق بهذا الاسم لأن الحجاج يشرّقون فيها لحوم الأضاحي وتشريق اللحم تقطيعه وتقديده وبسطه وأيام التشريق هي (الأيام المعدودات) الأيّام المُبارَكة التي ذَكَرها الله بقوله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) وقيل بل انها سميت بذلك لأنها كلها أيام تشريق لصلاة يوم النحر،فصارت هذه الأيام تبعاً ليوم النحر. ويقال لها( أيام منى) لأن الحجاج يقيمون فيها بمنى اليوم الأول منها يقال له( يوم القر) بفتح القاف- لأن الحجاج يقرون فيه بمنى.
واليوم الثاني (يوم النفر الأول) لأنه يجوز النفر فيه لمن تعجل.
واليوم الثالث من أيام التشريق يقال له (يوم النفر الآخر) ويقال له (يوم الرؤوس) لأنهم يأكلون فيه رؤوس الأضاحي وتُذكِّر أيّام التشريق المؤمنين بحقيقة الدُّنيا؛ فكما أنّ أيّام الحجّ فيها تحريم لبعض الأمور من الشهوات والهوى، فيمتدّ الإحرام إلى أن يصل الحاجّ إلى منى فيتحلّل منه؛ فيأكل، ويشرب، ويذكر الله -تعالى-، فإنّ الدُّنيا كذلك؛ ما هي إلّا أيّام يصوم فيها المؤمن عن شهواته؛ لينال نصيبه من الجَنّة في الآخرة. وفي أيام التشريق المباركة يتأكد التكبير كان عُمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق. وكانت النساء يكبرن خلف ابن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد.
جمرات تحت المطر وكان رمي الحجاج للجمرات في اول ايام التشريق قد تزامن مع اعلان الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن وجود فرصة لهطول أمطار رعدية على العاصمة المقدسة ومشاعر منى ومزدلفة وعرفات، يصحبها نشاط في رياح جنوبية غربية إلى جنوبية، تتراوح سرعتها ما بين 15 إلى 40 كيلومترا/ساعة قد تصل إلى 50 كيلومترا/ساعة بسبب التيارات الهابطة المصاحبة للسحب الرعدية ،معلنة أن الحالة المناخية الممطرة في المشاعر المقدسة ستستمر ، فيما ستبلغ درجة الحرارة في مكة المكرمة 37 درجة، ودرجة العظمى والصغرى من 38 إلى 28 درجة مئوية، مشيرة الى ان معدلات الرطوبة تتراوح بين 40 إلى 75% . غير ان هذه الاجواء الممطرة سوف لن تطفئ الجمرات بل ستزيدها اشتعالا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *