اجتماعية مقالات الكتاب

موسم الحج .. وادارة الأزمات

منذ عشرات السنين ودولتنا تقوم بجهدٍ جبار ومميز في كل مواسم الحج في ظل ارتفاع سنوي لعدد ضيوف الرحمن، إضافة إلى موسم العمرة والزيارة التي يصل التعداد فيها سنوياً إلى ملايين المسلمين القادمين من كل أصقاع الأرض .

يأتي حج هذا العام في ظل استمرار جائحة كورونا التي ضربت العالم أجمع، ورغم الأزمة إلا أن قيادتنا وبقرار حكيم فتحت موسم الحج هذا العام بشكل مختلف وبأعداد محدودة وفق إجراءات نظامية مختلفة من خلال الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية حرصاً منها على سلامة الجميع وحفاظاً عليهم من الأمراض وهو ديدنها كل عام، فدولتنا تسخر كل الإمكانيات والجهود الآلية والبشرية، إضافة إلى تقديم كل التسهيلات والخدمات بشتى أنواعها أمام الحاج والزائر والمعتمر في كل الاتجاهات.

وبدأت الجهات المعنية باكراً بالاستعداد لموسم هذا العام وقد عقدت الاجتماعات المختلفة بين الوزارات المختصة، إضافة إلى حملات تثقيفية وتوعوية للجميع لاتباع كل التعليمات في أداء مناسك الحج، والتي ستكون هذا العام مختلفة عما مضت.

برعت قيادتنا الرشيدة في إدارة موسم الحج بكل كفاءة واقتدار، وأنعكس ذلك على النتائج المذهلة التي يسجلها موسم حج كل عام أمام إجماع من العالم أجمع حيث تتجه الأنظار إلى أطهر بقاع الدنيا في مكة المكرمة وتمتلئ مواقعها الطاهرة مثل منى ومزدلفة وعرفات بأعداد من الطواقم البشرية التي تم توفيرها لخدمة الحاج والمعتمر.

كل عام تثبت السعودية امتيازها في إدارة الحشود الكبيرة وفي تهيئة كل الأجواء الآمنة المطمئنة للحجيج، ووسط تعامل إنساني مذهل من الجميع وفي هذا العام ستكون المسؤولية مضاعفة والجهود جبارة في سبيل إخراج حج هذا العام بصورة بهية وفي حلة مهنية وسط إجراءات متواصلة في سبيل تطبيق أسس التباعد الاجتماعي وفي سبيل وقاية ضيوف الرحمن من أية سلوكيات أو أخطاء قد تعرضهم لخطر المرض. وأننا على يقين أن وطني سيكتب ملحمة الإنجاز من خلال سلامة الحجيج والحرص على أدائهم للنسك بكل يسر وسهولة ووقايتهم من الأوبئة والأمراض.

واتمنى من جميع الحجاج والزائرين أن يكونوا عوناً لوطني الحبيب ولرجال الأمن والصحة وكل الجهات المشاركة في إنجاح الموسم من خلال التقيد بالتعليمات وإتباع الضوابط والإرشادات خصوصا وأننا في موسم استثنائي ووسط خطر يحيط بالعالم أجمع.
ختاماً كل عام والجميع بخير ونسأل الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال وأن يحقق لكل المسلمين الأمنيات في الدنيا والآخرة.
Loay.altayar@nco.sa

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *