متابعات

السعوديون يد واحدة لهزيمة الجائحة العالمية

جدة ـ ياسر بن يوسف – رانيا الوجيه

عند الشدائد تُعرف الرجال أو تظهر المعادن، أمثلة تعارف عليها الآباء والأجداد ويُقصد بها أولئك الأبطال الذين تظهر وقفاتهم وتضحياتهم عند الشدائد، ووطننا مازال بخير منذ القدم فهو ينجب الأوفياء والأنقياء حيث نجد أن المبادرات يقوم بها رجال الأعمال والشركات والمؤسسات لمواجهة فيروس كورونا، وتأتي استمراراً للجهود الكبيرة والعظيمة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، في شتى المجالات لمكافحة هذه الجائحة العالمية بدءاً من تقديم العلاج لجميع المواطنين والمقيمين وحتى المخالفين بشكل مجاني، وصولاً إلى دعم القطاع الخاص بعدد من المبادرات التي تساهم في العمل الاقتصادي في بلادنا الغالية، وتسهيل عودة السعوديين من خارج المملكة، وما تقدمه الحكومة من دعم لهم، أصبح مضرب مثل على مستوى العالم في تقديم الرعاية والاهتمام بمواطنيها في الداخل والخارج.

(البلاد) التقت بعدد من المختصين ورجال الأعمال والذين أكدوا أن التلاحم والتكاتف من الجميع سواء أفراد أو جمعيات وشركات ومؤسسات مع الدولة هي صورة معبرة عن الوجه المشرق لأصالة الشعب السعودي في الأزمات والملمات، لافتين في الوقت نفسه إلى أن تواصل إسهامات ومبادرات رجال الأعمال، لدعم الجهود الكبيرة التي تقوم بها مختلف الأجهزة المعنية والكوادر هي ترجمة على الشراكة المتينة التي تجمع القطاعين الحكومي والخاص، والحس الوطني الرفيع، الذي يتحلى به قادة الأعمال والمؤسسات الوطنية الرائدة في التصدي لهذا التحدي، الذي يجتاح العالم في الراهن.

واضافوا أن تسابق ملاك الفنادق والشقق المفروشة والوحدات السكنية لتسليمها الى وزارة الصحة للاستفادة منها في عمليات العزل كمساهمة وطنية منهم في هذه الجائحة استشعارهم للمسؤولية الوطنية.
وترتفع اهمية هذا التحرك في ظل وجود حالات العدوى لفيروس كرورنا والاستيراتجية التى اقرتها الوزارة بعدم انتظار الحالات، وانما التقدم الى المواجهة المبكرة لكسر حلقات العدوى، وقد أدى ذلك بالفعل الى ارتفاع الحالات في الايام الاخيرة مما يمهد للتطويق.

يقول المهندس نصار السلمي عضو مجلس ادارة غرفة جدة سابقا ان ارتفاع اعداد الاصابات بفيروس كورونا يستدعي تضافر الجهود من كافة ابناء المجتمع ، لتسريع المواجهة، واصفا عملية المسح المبكر بانها جادة وشجاعة وتستهدف تقصير عمر المواجهة وتقليص الاعداد المصابة. واشار الى ان المرحلة الراهنة تستدعي الاستفادة من تجارب الدول السابقة، داعيا اصحاب الفنادق والشقق المفروشة وقطاع الايواء الى جعل منشآتهم او جزء منها تحت تصرف وزارة الصحة للاستفادة منها في حالات العزل، وترك المستشفيات للحالات الصعبة والمعقدة، خاصة ان العلاج يقوم على بروتكول متعارف عليه، وان الاولوية فيه للعزل وعدم مخالطة المصابين. ولفت الى ان هذه المساهمة يجب ان تأتي في اطار برامج المسؤولية الاجتماعية لخدمة المجتمع الذي تعمل به هذه المؤسسات وقد حققت انتشارها ونجاحها فيه، وقد اشارت الدراسات من وجهة نظر عملية الى ان المؤسسات النشطة اجتماعيا تحقق قبولا لدى العملاء ومعدلات ربحية افضل من المؤسسات المنكفئة على نفسها.

 
سيناريوهات المواجهة
واتفق سعيد بن علي البسامي مستثمر في قطاع الإيواء والنقل مع الرأى السابق،مشيرا الى اهمية الاستعداد فى مواجهة كورونا بكافة السيناريوهات والمحتمل معها ان ترتفع الاصابات وهو مايمثل ضغطا قويا على المنشآت الصحية، وبالتالى تنبع اهمية مشاركة القطاع الخاص لاسيما بالفنادق والشقق المفروشة في استقبال الحالات للعزل، ويمكن ان تستقبل هذه المرافق الحالات الاقل خطورة، مما يتيح الفرصة للمستشفيات لعلاج الحالات الملحة. ونوه باهمية خطة المسح المبكر الذى اعطى صورة واقعية عن اماكن انتشار المرض وبالتالى تفعيل سبل المواجهة التي ينبغي ان تكون صحية واجتماعية ونفسية واقتصادية في آن واحد . واشار الى ارتفاع عدد الغرف في الفنادق الى 145 الفا و86 الفا في الوحدات السكنية المفروشة، مشيرا الى ان تخصيص 15% منها على الاقل لاستقبال الحالات يمكن ان يمثل خطوة جيدة في المواجهة مع الفيروس.

جهود كبيرة
من جهته وضع رجل الأعمال سعود بن خالد المرزوقي، مجمعاته الطبية والسكنية المجهزة بكافة الأجهزة والمعدات، في جدة وتربة، تحت تصرف وزارة الصحة، دعماً للجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، وتعزيزا لحملة “كلنا مسؤول” التي تبنتها عدد من الشركات والمؤسسات وأصحاب الأعمال.
وعد المرزوقي البادرة أقل ما يمكن أن يقدمه تجاه وطنه الذي منحه الكثير، وقال: “نحن وكل ما نملك فداء لوطننا الغالي، وتسخير المجمعات الطبية والسكنية لخدمة القطاع الصحي في هذا الوقت، هو جزء بسيط من واجبي تجاه الوطن الغالي، في ظل هذه الأزمة التي يمر بها مجتمعنا، والعالم أجمع، مشيرا إلى أن تحركه وعدد من رجال الأعمال، يجسد المسؤولية الاجتماعية، والالتزام الوطني والواجب الأخلاقي لكل مواطن سعودي، وينسجم مع الجهود التي تبذلها مختلف الجهات لتخفيف الاثار المترتبة جراء الجانحة.

ونوه بالسياسة الحكيمة، والاجراءات الاحترازية الصارمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الامير محمد بن سلمان والجهود الجبارة التي يبذلها أبطال الصحة في السعودية لمواجهة الجائحة العالمية، وأكد في الوقت نفسه أن القطاع الخاص يضطلع بدور وطني مهم، ويظهر معدنه الأصيل خلال التحديات الكبرى.

دعم حكومي
وقال يحيى بن عبدالله الزهراني مستثمر في قطاع النقل ان المستثمرين في كافة القطاعات سواء قطاع الإيواء او النقل وغيرها تقع عليهم مسؤولية كبيرة تجاه الوطن ويجب ان يساهموا بما لديهم للتخفيف من وقع هذه الأزمة،لاسيما وان كثيرا من القطاعات استفادت من الدعم الحكومى سواء من خلال الاراضى او القروض او التسهيلات طوال سنوات طويلة الماضية، وجاء الوقت لكي يردوا بعض الجميل للوطن ، وعلى سبيل المثال في قطاع الإيواء والفنادق تظل نسبة الاشغالات في هذه المرافق ضئيلة حاليا لتراجع السياحة. واشار الى ان رجال الاعمال والمستثمرين مطالبون بالتحرك العاجل، والا يكون ذلك مبادرات فردية فقط، في اطار من المساهمة الوطنية في مواجهة هذه الجائحة التى تضر بالجميع. وقال ان مجتمعنا بكل تأكيد يرفض ماحدث في بعض الدول ، عندما لم يجد بعض كبار السن أسرة في المستشفيات ، وذلك انطلاقا من تعاليم الدين الاسلامي والعرف والتقاليد ، لافتا إلى إننا أمام ملحمة وبادرة تجسد روح اليد الواحدة من كافة ابناء وبنات الوطن المعطاء والذي قدم الكثير لابنائهم في كافة المجالات. ونحن نقدم اليوم شيئا بسيطا الى هذا الوطن الكبير والعظيم بكل ما تحمله الكلمة في تقديم الغالي والنفيس لوطننا الغالي.

نماذج إنسانية
من جهته يقول أستاذ علم الاجتماع البروفيسور محمود كسناوي، لاشك ان ابناء الوطن في كل مرة يثبتون بانهم خير نماذج للإنسانية والتعاون والتكافل والتلاحم مع الوطن ، والظروف التي نمر بها حاليا بسبب جائحة كورونا هي ظروف عالمية تتطلب من الجميع الوقوف معها ، ومن وجهة نظري انه حان الوقت ان يثبت ابناء الوطن الذين يمتلكون بعض الصروحات الخدماتية مثل الفنادق لتسخيرها في خدمة الوطن في هذه الظروف الاستثنائية .
وخلص إلى القول احيي جميع ابناء الوطن الذين بادروا وفتحوا أبوابهم للوطن كرد الجميل للوطن الغالي كما ينبغي ، ولاننسى المبادرات الكثيرة والعديدة التي اطلقتها السعودية بأمر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله منذ بداية انتشار الوباءعلى مستوى العالم وكل ذلك من اجل المجتمع السعودي الغالي. وهي بادرة جميلة يجب على الجميع ان يبادر ويشارك في ما يحتاجه الوطن والمواطنين وان نكون يداً في يد ضد هذا المرض.

رد الجميل
ويرى استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا ، انه حان الوقت ان نرد شيئا بسيطا من جميل الوطن، فالكل يدرك اننا نمر الان في مرحلة صعبة واستثنائية بسبب انتشار فيروس كورونا، ومنذ بداية انتشاره سخرت الدولة كل خدماتها من اجل حماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها. وأضاف: لا شك ان الوقوف مع الوطن في هذه الأزمة هو عمل انساني ووطني وانتمائي نؤكد لوطنا الغالي بأن ترابه غالٍ، فلابد ان تكون هناك مبادرات من اصحاب الفنادق والشقق المفروشة في تسخير خدماتها للدولة خدمة لحالات الحجر الصحي .ويجب ألا يقف عطاؤنا على هذا فقط بل نساهم في عمليات التوعية بكافة انواعها واشكالها .
واكد ان بلاد الوطن نماذج رائعة في الأعمال الإنسانية والتطوعية ، ولنا في التجارب السابقة بصمات من ابناء الوطن اذكر منها عند حدوث السيول والأمطار القوية كان قد اندفع الجميع في مساعدة الآخرين وتسخير الخدمات لغير المقتدرين.

وحدات سكنية
ومن جانبه أشاد ماجد آل حسنة الخبير في مجال السياحة، بالمبادرة الوطنية لعدد من أصحاب الفنادق والشقق المفروشة بتسليم منشآتهم لوزارة الصحة لاستخدامها في الحجر الصحي، معتبرًا أن القطاع الفندقي أحد أهم القطاعات الوطنية التي تسهم في زيادة المحتوى المحلي ودعم الاقتصاد الوطني وتوفير الفرص الوظيفية لأبناء وبنات المملكة.
وأوضح ، أن أعداد منشآت الإيواء السياحي من فنادق وشقق فندقية ووحدات سكنية وغيرها في تزايد ملحوظ في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الاستثمارات الفندقية في المملكة شهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث تم افتتاح عدد كبير من المشروعات الفندقية في أغلب مدن ومناطق المملكة.

وذكر آل حسنة، أن برنامج إقراض المشاريع الفندقية والسياحية بالمملكة الذي تتبناه وزارة المالية بالتعاون مع وزارة السياحة، في تحفيز المزيد من الاستثمارات النوعية وتعزيز قدرات المستثمرين للارتقاء بمستوى الخدمات السياحية وزيادة المعروض، كما أسهم في رفع عدد الغرف الفندقية ضمن برنامج التحول الوطني ولتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

أصالة السعوديين
كما أكد بقوله الكاتب والمحلل الاقتصادي طلعت زكي حافظ قائلا: دون أدنى شك بأن العالم بأسره يعيش حالة صحية عصيبة بسبب جائحة كورونا، ونحن جزء من هذا العالم نؤثر ونتأثر بما يدور حولنا من أحداث. وبالرغم ان حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لم تقصر في توفير الدعم اللازم وتسخير الإمكانات الطبية والعلاجية والوقائية لمكافحة انتشار فايروس كورونا، إذ اعتمدت حزمة دعم مؤخرا للقطاع الصحي بمبلغ ٤٧ مليار ريال، إلا أن المواطن السعودي بحكم ارتباطه الوثيق بقيادته وحبه لوطنه، لم ولن يتوانى من الوقوف مع دولته في اليسر والعسر والشدة والرخاء، وهذه هي أخلاق المواطن السعودي المسلم وشيمته العربية الاصيلة. ومن هذا المنطلق لا غرابة ابدا في ان نرى رجال أعمال، بما في ذلك المواطنين من الأفراد الوقوف مع قيادتهم ووطنهم ودولتهم، وقفة الرجل الواحد، سواء من خلال تسليم فنادقهم أو شققهم المفروشة للدولة لاستخدامها لتسكين العمالة القادمة من الخارج وحتى للمواطنين والمقيمين الذين بحاجة لقضاء فترة الحجر للتأكد من سلامتهم وخلوهم من الإصابة بالفيروس حماية لهم وللآخرين.

ان ما قام به هؤلاء المواطنين من عمل وفعل، رغم جماله وروعته كعمل إنساني وتكاتف اجتماعي، الا انه يعد القليل من الكثير مما قدمته لنا دولتنا العظيمة من عز ومنعة ومكانة عالمية جديرة بالاحترام والتقدير التي أصبحت مثالا يحتذى به على مستوى العالم سواء في تعامل الدولة مع أزمة كورونا أو مع غيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *