المحليات

علاج الفشل الكلوي بالصمغ زوبعة في فنجان

جدة ــ ياسر بن يوسف

دعا أطباء مختصون مرضى الفشل الكلوي لعدم الانسياق خلف ما تبثه بعض منصات التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو، يدعي أصحابها عن قدرة الصمغ العربي على إنهاء معاناة مرضى الفشل الكلوي مع الغسيل الدموي، فضلا عن مزاعمهم بتنشيط الكلى.

وأشاروا في حديث لـ”البلاد” إلى أن بعض ضعاف النفوس يستغلون حالة المرضى للعلاج، موضحين أن مزاعم علاج الفشل الكلوي بالصمغ العربي ليس جديدا، حيث سبق أن ظهر على الساحة في فترات سابقة.

في البداية أوضح استشاري الكلى الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين بقوله : أحذر مرضى الفشل الكلوي من تناول أية أعشاب أو تركيبات يزعم أصحابها من خلال مقاطع الواتس قدرة هذه الأعشاب أو الصمغ العربي على إنهاء معاناة الفشل الكلوي، إذ انه طبقا للطب القائم على البراهين فإن مريض الكلى يكون أمام خيارين طبيين فقط، إما التنقية الدموية «الغسل الكلوي» أو الزراعة، أما تناول الصمغ العربي أو الأعشاب فلا يخلص المريض من السموم المتراكمة، والذي يحدث هو إدرار للبول وهذا لا يعني أن الكلى قامت بتصفية الدم وترشيحه وهو حقيقة الفشل الكلوي، لأن الكلى تصبح عاجزة عن تصفية السموم.

وأضاف أن أطباء الكلى سبق أن أطلقوا عدة تحذيرات للمرضى بهذا الشأن وطالبوا بالتحقيق مع كل شخص يظهر بين حين وآخر ويدعي القدرة على علاج الفشل الكلوي بخلط أنواع من الأعشاب، وهو ما يترتب عليه مخاطر قاتلة قد تهدد حياة المريض.
أعشاب خطرة
ويضيف شاهين بصفتي طبيبا في الكلى أؤكد لكم أنه سبق وأن استقبلت بعض مرضى الفشل الكلوي في عيادتي تناولوا عدة أعشاب وكادت حياتهم تدخل في مراحل صعبة وخطرة لولا لطف الله، إذ توقفوا عن الغسل الدموي استجابة لمدعي العلاج بالأعشاب وفجأة وجدوا أنفسهم في مأزق كبير وعادوا للغسل، فلا يوجد أي علاج خارج طب البراهين يقضي على الفشل الكلوي المزمن».

وخلص إلى القول إنه لا توجد أية أبحاث أو دراسات طبية وعلمية على المستوى العالمي أو تجارب أجريت على المرضى تثبت أن الصمغ العربي يعالج الفشل الكلوي أو يسهم في انقاص الوزن أو علاج القولون وكل من يزعم ذلك هدفه الربح المادي والتجاري، لذا أحذر المرضى بعدم الانسياق وراء الإعلانات المضللة والرسائل الوهمية.


إنهاء المعاناة
ويتفق استشاري المسالك البولية وزراعة الكلى الدكتور رضا متبولي مع الرأي السابق ويقول : للأسف بين حين وآخر يتداول بعض أفراد المجتمع مثل هذه الرسائل التي لا تستند إلى مرجعية أو جهة طبية رسمية ، فمريض الفشل الكلوي علاجه محدد ومعروف فلا يمكن ان يتم علاجه بالأعشاب أو التركيبات أو الصمغ العربي كما يشاع ، فوجود خلل في منظومة الكليتين لابد ان يعالج بأدوية وغسيل دموي أو زراعة الكلى لإنهاء المعاناة ، ومهما كان دور الصمغ العربي فإنه لا يعتبر دواءً لاستعادة نشاط وعمل الكليتين.

وحول كيفية حدوث الفشل الكلوي وأنواعه قال : عندما تفشل الكلية في أداء وظائفها، أو يحدث قصور في وظائف الكلى، يسمى ذلك بالفشل الكلوي ، وعدم قدرة الكلى على أداء وظائفها يؤثر على معظم أجزاء الجسم؛ لأهمية الوظائف التي تؤديها الكلى ، ينقسم الفشل الكلوي إلى نوعين؛ حاد ومزمن ، فالفشل الكلوي الحاد هو حدوث قصور في قيام الكلى بوظائفها بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى حدوث خلل في معظم أعضاء الجسم ، وبما أن أسباباً كثيرة تؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي الحاد يكون العلاج بعلاج المسبب ، وبما أن الفشل الكلوي هو قصور الكلى في القيام بوظائفها الطبيعية، فيكون هدف العلاج هنا أولاً بإنقاذ حياة المريض إذا كانت حالته حرجة، ثم محاولة إرجاع عمل الكلية إلى وظائفها الطبيعيّة، وأثناء محاولة إرجاع وظائف الكلى إلى حالتها الطبيعية يجب الانتباه لعدم تراكم المزيد من السوائل عن طريق إعطاء مدرات بولية، ومراقبة والحد من السوائل الداخلة إلى جسم المريض، بالإضافة إلى الانتباه إلى غذاء المريض؛ حيث يجب أن يتبع المريض حمية غذائية غنية بالكربوهيدرات وقليلة البروتين والأملاح والبوتاسيوم.

فشل مزمن
أما الفشل الكلوي المزمن فيعني تقدم واستمرارية الكلية بفقدانها القدرة على القيام بوظائفها لكن بشكل تدريجي خلال فترة من الزمن تمتد إلى عدة سنوات، وقد لا تظهر أعراض الفشل الكلوي المزمن بشكل واضح الا في المراحل الأخيرة منه ، والكثير من الأسباب تؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي المزمن، يمكن تقسيمها إلى ثلاثة عوامل هي :الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الكلى أو انسداد القناة البوليّة من الجزء العلويّ ، الأسباب التي تؤدي إلى انسداد القناة البولية من الجزء السفلي ، أمراض الجسم، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسُكريّ، واختلال نسبة أيونات الجسم كارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم ، أما عن علاج الفشل الكلوي المزمن فانه كلما تم تشخيص المرض في اسرع وقت تمت السيطرة أكثر على تدهور وظائف الكلى، ويكون العلاج أولا بعلاج المرض المسبب لفشل الكلى المُزمن إذ انه يجب علاج فقر الدم إن أشار فحص الدم على وجود أنيميا، وإذا دلت فحوصات كيمياء الدم على زيادة نسبة الفوسفات في الدم أو نقص نسبة الكالسيوم في الدم فيجب علاج ذلك بإعطاء أدوية لتخفيض نسبة الفوسفات وتزويد المريض بمكملات الكالسيوم، إذا كان جسم المريض يحتبس الماء فيجب إعطاء مدرات للبول، ويكون مستوى فيتامين د عند مرضى الكلى غالباً مُنخفض لانه يحول إلى صورته النشطة عن طريق الكلى فيجب تزويد المرضى بفيتامين د، إذا كان المريض يعاني من ارتفاع في ضغط الدم فيجب السيطرة عليه حتى لا يؤثر ذلك أكثر على حالة الكلى ، وقد يحتاج مريض الفشل الكلوي المزمن إلى غسل كلى للتخلص من السموم المتراكمة في الكلى خاصة في المراحل المتأخرة، حتى أن بعض المرضى سيكون علاجهم الدائم هو غسيل الكلى إلى حين إيجاد متبرع بكلية.

كلية واحدة
وفيما إذا كان المتبرع بكليته من الممكن ان يعيش بكلية واحدة قال: من عظمة وقدرة الله انه ممكن ان يعيش الإنسان بكلية واحدة ،إذ تشير الدراسات العلمية الى ان الإنسان بامكانه ان يعيش بكلية واحدة فيما كشفت بعض الإحصائيات أن الإنسان قد يولد أحياناً بكلية واحدة، ويعتبر هذا أمرًا أكثر شيوعًا في الذكور عنه في الإناث ، وعادة الفئة التي تعيش بكلية واحدة ينصحون بتقليل تناول الأغذية البروتينية لتخفيف العبء على الكلية ، تقليل تناول الملح للمحافظة على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية وحماية الشخص من تكون الترسبات ، الإكثار من شرب السوائل للمحافظة على عمل الكلية ، التقليل من تناول المضادات الحيوية والمسكنات ، المحافظة على إجراء الفحوصات بشكل دوري مثل تحاليل وظائف الكلى، والبول، وقياس ضغط الدم ، الابتعاد عن ممارسة أنواع الرياضات الخشنة التي قد تسبب الضربات القوية على منطقة وجود الكلية، ولكن لا يعني ذلك الامتناع عن ممارسة الرياضة، بل يمكن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، فكثير من الرياضيين كانوا يعيشون بكلية واحدة وتفوقوا وتميزوا ، وضرورة مراجعة الطبيب فوراً عند الشعور بأي من التغيرات على الجسم لاتخاذ خطوات العلاج المناسبة قبل حدوث التلف للكلية المتبقية.


رسائل عشوائية
من جانبه يحذر أستاذ علم الاجتماع البروفيسور محمود كسناوي ، أفراد المجتمع من تداول رسائل تفتقد إلى التوثيق الطبي والعلمي وخصوصًا تلك الرسائل المرتبطة بصحة الإنسان ، والواقع ان التواصل الاجتماعي اصبح وسيلة هامة في نشر المعلومة بالصوت والصورة والأفضل ان تسخر هذه الوسيلة في المعلومات الصحيحة ، فالشخص الذي ترد اليه رسالة مرتبطة بالأمراض وتحديدًا الأمراض المزمنة كالفشل الكلوي والسكري وغيرها فإنني انصح بقراءتها فقط والاكتفاء بذلك وعدم تداولها وإرسالها للآخرين لأن المريض متمسك بكل أوجه الأمل الذي يحيي في دواخله جوانب نفسية بانهاء معاناته مع المرض ، فعندما يقرأ بان الصمغ العربي علاج للفشل فانه حتما سيجرب ان كان من ذوي الوعي المتواضع وهذه التجربة من الممكن ان تؤدي به إلى مضاعفات خطيرة لان علاجه ليس قائما على البراهين بل مجرد تجارب واجتهادات تفتقد إلى الدراسات والأبحاث والتجارب السريرية.

وأكد على أهمية ودور الجمعيات والهيئات الطبية في توعية المرضى وخصوصًا عند انتشار رسائل ومقاطع تتعلق بصحة الإنسان ، مع تأكيدي على دور الأطباء المعالجين في توعية مرضاهم بجانب أهمية عدم تردد المرضى في سؤال الأطباء المعالجين عن حقيقة الرسائل المتداولة.

إنتاج الصمغ
الصمغ العربي هو إفرازات تخرج من جذع شجرة معروفة علميا باسم “السنط السنغالية”، وهي موجودة في الصومال والسنغال والسودان، ويستخدم في صناعة الأغذية والأدوية كعامل مستحلب، ومعلق ومثبت في المستحلبات، وعامل رافع لإعطاء القوام اللزج والسميك لبعض الصناعات الغذائية، وبعض المستحضرات التجميلية.

 

والصمغ العربي هو خليط من بروتين سكري وسكريات متعددة.

وهو مصدر لسكريات أرابينوز والريبوز، وكلاهما تم اكتشافه لأول مرة وفصله من الصمغ العربي، وتمت تسميتهما به.

وصنف القدماء الصمغ العربي الذي يخرج من فروع أشجار السنط حسب جودته إلى درجات.

ويعتبر السودان المصدر الأكبر عالميا للصمغ العربي، بإنتاجيته التي تجاوزت 80 % من الإنتاج العالمي للصمغ منذ الخمسينيات، ورغم أن إنتاجه اليوم لا يزيد عن 50 % من الإنتاج العالمي لا تزال السودان المصدر الأكبر لهذا المنتج، ويعتمد مئات الآلاف من السودانيين على الصمغ كمصدر رئيسي للكسب.

لا توجد أبحاث علمية تفيد بأن الصمغ العربي قادر على علاج على أي مرض كالفشل الكلوي أو مشاكل القولون وهشاشة العظام نهائيا، كما أنه ليس مستحضرا صيدلانيا.

أظهرت دراسة علمية حديثة أن مرض الكلى هو “وباء خفي” يصيب أكثر من 850 مليون شخص في العالم ، حسب قول خبراء الكلى.
ووفقاً للموقع الطبى الأمريكي ” أخبار الصحة ” ، فإن مرض الكلى ضعف عدد مرضى السكري (422 مليون) وأكثر من 20 ضعفا عدد المصابين بالسرطان (42 مليونا) أو فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز (36.7 مليون).

ولكن معظم الناس لا يدركون أن أمراض الكلى هي مشكلة صحية كبيرة.

وقال “ديفيد هاريس” رئيس الجمعية الدولية لأمراض الكلى: “لقد حان الوقت لوضع التركيز العالمي على أمراض الكلية موضع التركيز”.

ولاحظ الباحثون أن أمراض الكلى لا تسبب في كثير من الأحيان أية أعراض مبكرة، والكثير من الناس لا يدركون مخاطرها المتزايدة لمشاكل القلب والالتهابات والاستشفاء والفشل الكلوي.

وتؤثر أمراض الكلى المزمنة التي تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر على 10 % من الرجال ونحو 12 % من النساء في جميع أنحاء العالم، ويحتاج ما يصل إلى 10.5 مليون شخص لغسيل الكلى أو زرع الكلى ، ولكن العديد منهم لا يتلقون هذه العلاجات المنقذة للحياة بسبب التكلفة أو نقص الموارد.

وبالإضافة إلى ذلك ، أكثر من 13 مليون شخص يعانون من إصابة الكلى الحادة، والبعض سوف تستمر لديهم تطور مرض الكلى المزمن أو الفشل الكلوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *