المحليات

فاكهة البحر بائتة والعمالة سائبة

جدة-مهند قحطان

في ردهات سوق الأسماك بمنطقة القوزين جنوبي جدة، تعلن العشوائية عن نفسها بقوة، خصوصا وأن مساحة السوق كبيرة جدا ولكن رغم ذلك، وفقا لعدد من الزبائن لا تصلح أن تكون موقعا لبيع «فاكهة البحر» بكافة أشكالها، لافتين إلى أن البسطات اليومية في السوق تعرض أسماكا مجهولة المصدر، ما يهدد الصحة، فضلا على أن السوق يصدر الروائح غير المستحبة وفوق هذا كله فإن السوق يعج بالعمالة الآسيوية المخالفة.

ودعا عدد من رواد السوق أمانة جدة إلى تكثيف الرقابة على بسطات الأسماك، بصفة يومية نظرا لأن الأسماك سريعة التلف وان العمالة الأسيوية يحاولون، رش الأسماك بالماء ووضعها في الثلج حتى تبدو كأنها طازجة وخارجة من البحر للتو.

وقال طلال القحطاني إن أغلب البائعين في السوق لا يحملون كروتًا صحية، بالإضافة إلى عدم وجود ثلاجات مخصصة لحفظ الأسماك مستخدمين الثلج فقط، لحفظه من التلف،مضيفا أن الهدف من وراء هذا السوق هو الكسب دون اكتراث بصحة المشترين، لافتا إلى أن الباعة يستغلون غياب الرقابة ويبيعون أسماكًا قد تسبب أمراضا لمشتريها.

وتابع القحطاني عند ذهابي الى سوق القوزين لأول مرة لم اصدق عيني حينما رأيت العشوائية في هذا السوق ومن الملاحظات التي رأيتها أيضا أن تبريد الأسماك يتم بواسطة الفلين والثلج بشكل عشوائي، كما أن تنظيف الاسماك يتم بواسطة سكين ووعاء فقط دون إرتداء العمال أي مستلزمات صحية مثل القفاز أو غطاء الرأس مما يسهل انتشار الجراثيم.

كما أنه لا توجد أي لوحات للمحلات أو أي تراخيص لها كما في المحلات الموجودة داخل مدينة جدة والأسعار تتفاوت من محل لآخر .

لذا يجب على الجهة المسؤولة من الأمانة متابعة هذا السوق ووضع اشتراطات عليه لكي يعمل اسوة بالمحلات الأخرى التي تطبق الاشتراطات والأنظمة الصحية على هذا الموقع .


تنظيم السوق
من جهته أكد بدر عبد المحسن أنه يجب التنظيم والمتابعة من قبل الجهات الرقابية بشكل مستمر ودائم لكي يتسنى لنا شراء السمك بكل أريحية دون خوف حيث إننا وفي الوقت الحالي لا نشاهد طريقة التخزين والعرض والتنظيف، وندرك تمامًا الوضع العشوائي في هذا الموقع لذا اتمنى من الجهات المختصة اغلاق هذا السوق لكن ما يميز هذا السوق أن سعره يختلف بشكل كبير عن وسط مدينة جدة؛ حيث الكيلوجرام من سمك الهامور في وسط جدة يباع بـ 90 ريالا، لكن في السوق الشعبي يباع بـ 30 ريالا وهذا ما يجعله بشكل دائم مزدحما بالزبائن من الجنسيات كافة.

وأضاف عبد المحسن أن السوق كبير جدا ويدر مبالغ مالية كبيرة فلماذا لا يتم تنظيمه وترتيبه بدلا من الغش الموجود به لافتا إلى أنه يجب محاسبة المقصرين في الشروط الصحية وتحرك الأمانة لحماية المواطنين وذلك بفرض عقوبات صارمة على المخالفين للبيع بطرق غير منظمة ونطالب بزيارات المراقبين الصحيين.

ونبه بدر أن يوم الجمعة هو يوم البيع والذي يزدحم به السوق من كافة شرائح المجتمع، وبسبب الازدحام تقوم العمالة بخلط الاسماك الطازجة والتالفة والمخزنة منذ ايام سويا لتصريفها قبل أن تجف وتصبح واضحة للزبائن.

محاسبة المقصرين
وقال أحمد البدر: إن الموقع يعج بالزبائن، لذا يجب أن يتم تنظيمه واعتماده كموقع لبيع الأسماك بدلا من العشوائية التي تسود في أرجائه.

غياب الرقابة
واوضح أحمد بامجلي أن العديد من العائلات تتجه في نهاية الإسبوع الى جنوب مدينة جدة باتجاه شاطئ السيف ومنهم من يتوقف في سوق القوزين للأسماك، التالفة والذي يعتبر من الأسواق الشعبية الموجودة جنوب مدينة جدة، ويشتهر هذا السوق بغياب الرقابة عنه بالرغم من وجود العديد من المحلات، لذا اتمنى أن يتم اعادة تنظيمه ووضع حد للعمالة السائبة لأن السوق اصبح من المواقع التي تجذب الزبائن خصوصا من أحياء جنوب جدة.


سوق شعبي
يقول أحد الباعة في السوق رفض ذكر اسمه: إنني أقوم بشراء الأسماك بكميات منها من يأتي من جازان والآخر من بنقلة جدة، وأن جميع الأسماك، ليست طازجة بل تم صيدها منذ يوم، مشيرا أن مرور يوم واحد عليها لا يجعلها تتلف لذا نقوم بوضعها بين مربعات الثلج لكي لا تفسد، مضيفا أنني لو لم أبعها اليوم أبيعها غدًا أو بعد غدٍ حتى لا أخسر ما دفعته للتجار، لافتا إلى أن المخالفات بالجملة في السوق منها نظافة العاملين وتدني مستوى الاهتمام بالسوق، الذي يزدحم بالحشرات والأتربة، وسوء البناء والصرف الصحي، وأن قرابة 40 محلاً لا يحمل تراخيص من البلديات؛ كونه سوقا شعبيا.

ضرورة اختبار السمك قبل شرائه

الدكتورة نسرين محمد عبدالسلام استاذ تكنولوجيا وسلامة الاغذية المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز تقول إن السمك من اللحوم البيضاء التي ينصح بتناولها على الاقل اسبوعيا لما لها من فوائد صحية عديدة، خصوصا الأسماك الدهنية التي تحتوي على اوميجا ٣ وهذا النوع من الأوميجا يساعد في الوقاية من امراض القلب والجلطات ويقلل تكوين الدهون الثلاثية ولكن بالرغم من اهمية الاسماك للصحة يجب علينا الانتباه جيدا عند شراء السمك لأن السمك سريع التلف وفي ظل ظروف التخزين غير المناسبة يمكن أن يتلف السمك ويكون ضارا بالصحة في حال استهلاكه حيث إن كثيرا من نقاط البيع التي تبيع السمك تزعم أنه طازج، ويتم عرضه بطرق جذابة جدا، والبعض يقوم بعمل عروض أسعار مغرية، مما يضع المشتري في حيرة أمام اتخاذ قرار الشراء.

وللتخلص من هذه الحيرة، على المشتري أن لا يعتمد على عبارات البائع التسويقية وأن يكون واعيا لمظاهر الفساد في السمك، وأن يختبر السمك بنفسه قبل الشراء بفحص رائحة السمك فرائحة السمك الفاسد تكون نفاذة وتميل لرائحة النشادر، في حين أن السمك الطازج له رائحة مميزة لكنها ليست كريهة. كما ان السمك الطازج يكون متماسك القوام وعند الضغط علية يكون متماسكا مرنا وليس طريا. إضافة إلى ذلك يمكن اختبار تماسك السمكة عن طريق حملها بشكل أفقي، فإذا بقيت مستقيمة وذيلها للأعلى تكون طازجة. وايضا من طرق التعرف على فساد السمك معرفة لون زعانف وخياشيم ولحم السمك حيث ان الأسماك الطازجة لون لحومها زاه ولامع، وزعانفها متماسكة ومرنة، وخياشيمها لها لون أحمر أو وردي براق وغير لزجة .

كما ان جلد وقشر السمك يجب أن يكون لامعا ومتماسكا ولا توجد عليها طبقة لزجة عند الشراء. وعند إحداث خدش في جسم السمكة فإنها لا تخرج سوائل إذا كانت طازجة، أما الأسماك الفاسدة فإنها تخرج سوائل لها رائحة كريهة ناتجة عن التحلل البكتيري. وفحص عيني السمكة يعتبر من اهم الخطوات للتأكد من أن الاسماك طازجة، فعيون السمك الطازج براقة وصافية ولامعة وليست غائرة. ومن الخدع التي يقوم بها بعض البائعين التخلص من رأس الأسماك لإخفاء معالم فساد السمك التي يمكن التعرف عليها من الخياشيم والأعين.

« البلاد » بدورها تواصلت مع بلدية المليساء الفرعية التي يقع السوق في نطاقها فأوضحت أن المراقبين العاملين لديها يقومون بجولات ميدانية دورية على المحلات التجارية في نطاق الفرع ومن ضمنها محلات الأسماك بالقوزين، لافتة إلى أنه بمشاركة الإدارات المعنية المكونة من هيئة الغذاء والدواء، إدارة المسالخ والنفع العام، الرقابة التجارية، شرطة المحافظة الضبط الميداني، فقد تم مصادرة الأسماك بسوق القوزين وإتلاف الفاسد منها،وتسليم الأسماك الصالحة للاستهلاك الآدمي للجمعيات الخيرية حسب الآلية المتبعة. وإغلاق جميع محلات بيع السمك بالسوق، ومخاطبة شركة الكهرباء لقطع التيار عن كامل الموقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *