الدولية

بداية العد التنازلي لشهر العسل بين قطر وتركيا

البلاد – محمد عمر

يبدو أن العد التنازلي لنهاية شهر العسل بين قطر وتركيا قد بدأ، الأتراك سعوا لتوظيف الثروة القطرية في أزمة تركيا الاقتصادية، والنظام القطري كان مستعدًا للدفع مقابل الحماية، لكن مطالب تركيا بلا نهاية، وقطر تواجه مصاعب اقتصادية ونقصًا في السيولة، جراء مقاطعة الرباعي العربي لها، بسبب دعمها للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية للعديد من الدول،

ومؤخرًا فتحت صحيفة”ديلي صباح” التركية النار على أمير قطر، وهددته بإيقاف الحماية التركية له: “ليس لأنقرة مصلحة في حمايتك دون مقابل”، فما مستقبل العلاقات بين البلدين، وما عوامل قوتها وأسباب ضعفها، وكيف تؤثر الأحداث الخارجية عليها، سألنا مختصين وكانت الإجابات كالتالي:

• حماية مدفوعة الثمن
قال الدكتور مسعود حسن المختص بالشؤون الإيرانية، إنه لا شك أن العلاقات التركية القطرية قد وصلت إلى أوجها خلال الفترة الأخيرة خاصة منذ عام 2017، فترة ما بعد المقاطعة العربية لقطر على خلفية دعمها للإرهاب، توطدت العلاقات سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، اظهرت تركيا دعمًا لقطر في مواجهة المقاطعة العربية وأرسلت قوات عسكرية لحمايتها، وتطور الأمر لإنشاء قاعدة عسكرية تركية في الدوحة، في المقابل قدمت الدوحة أموالًا وضخت استثمارات بالمليارت لانقرة، لمواجهة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها تركيا.

• صدمة تركية
وأضاف “حسن”، لكن يبدو أن شهر العسل قد بدأ ينتهي بين الطرفين، تقارير كثيرة تؤكد هروب جماعي للأموال والاستثمارات القطرية من تركيا، وسط الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أنقرة، كانت الدوحة قد أكدت على ضخ ما يقرب من 15 مليار دولار استثمارات في تركيا، لكن هذا الامر لم يحدث وسبب صدمة كبيرة للجانب التركي، الذي آمل كثيرًا في هذه الاستثمارات. وبلغ حجم الاموال القطرية التي خرجت من تركيا 4.6 مليار دولار خلال الخمسة أشهر الأولى من هذا العام.

• موطئ قدم
واعتبر” حسن” أن نظام الحمدين قد وجد نفسه في صدام مع النظام التركي، الذي سعى لبناء علاقاته مع قطر على قاعدتين رئيسيتين؛ توظيف الثروة القطرية في أزمة تركيا الاقتصادية في ظل العزلة التي تعيشها أنقرة، وإيجاد موطئ قدم له في الخليج عبر القاعدة العسكرية في الدوحة، بالتأكيد الوضع الاقتصادي في البلدين كان عنصرًا مؤثرًا في واقع العلاقة، وبعد أن عنصرًا استراتجيًا في تنامي العلاقة، أصبح عائقًا وسببًا للتراجع، الدوحة تتنصل من تعهداتها الاقتصادية مع تركيا، وفي المقابل الوضع الاقتصادي التركي صعب، والمؤشر يشير إلي تراجع في علاقة البلدين، وسوف تتردى العلاقة أكثر في ظل عدم وجود تبريرات كافية من قطر إزاء هذه التصرفات.

• أرقام سلبية
من جهته، قال الدكتور كريم عادل مدير مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن الاقتصاد القطري يواصل نزيف الخسائر وتسجيل أرقام سلبية، كإحدى تبعات مقاطعة الرباعي العربي، مما أثر على مؤشرات الاقتصادين الكلي والجزئي، فقد دفعت المقاطعة العربية لقطر اقتصاد الدوحة إلى فقدان السيولة ونزوح الأموال، ويضاف إلى ذلك تناقضات قطر في سياستها المالية والنقدية، في ظل قيام المؤسسات السيادية باستثمار أموالها في الخارج، بينما تشهد السوق المحلية شحًا في وفرة الأموال، مما زاد من أزمة السيولة.
• خسائر فادحة
وأكد “عادل” أنه في ظل تزايد خسائر قطر، استنفزت تركيا موارد الدوحة طيلة العامين الماضيين بحجة مساعدتها، وقد فشلت إمارة قطر في الالتفاف على قرار الرباعي العربي بمقاطعتها، وتتكبد خسائر اقتصادية فادحة بسبب تلك المقاطعة. مما يؤكد أن استمرار المقاطعة سيكبدها مزيدًا من الخسائر السياسية والاقتصادية الفادحة.

• دور مشترك
بدوره أكد الدكتور أحمد عمران الخبير الاعلامي، أن النظام التركي يشهد أسوأ حالاته فى الفترة الراهنة، نظرُا للقلق الدولي من الدور التركي القطري المشترك في دعم الإرهاب، وهروب الدوحة فى ضوء الخسائر من الاستثمار فى أنقرة، وهذا سبب حالة من الغضب التركي وتوجيه التحذيرات لقطر بضرورة تقديم مزيد من الدعم المالي والاقتصادي.

• تراجع وملاحقة
واختتم “عمران” بأن نظام الحمدين في حالة تراجع اقتصادي وسياسي في الساحات الدولية، بعدما ثبت بالأدلة دعمه المباشر للإرهاب في المنطقة العربية وخارجها، مما ساهم بشكل مباشر فى تنفيذ عمليات ملاحقة دولية لرؤوس الأموال القطرية والتركية، ومواصلة الضغط عليهم لوقف عمليات تمويل الإرهاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *