الدولية

قطر حين تحاول الرد .. 4 أدلة تؤكد تورطها في إشعال الصومال

جدة ــ وكالات

بدا الرد القطري على تسجيل أثبت تورطها في عمليات إرهابية شهدها الصومال، أقرب إلى “الاعتراف” منه إلى “التبرير”.
وجاء الرد القطري بعد ساعات من تفاصيل مكالمة مسربة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، تجمع بين رجل الأعمال القطري، خليفة كايد المهندي، وبين السفير القطري في مقديشو، حسن بن حمزة هاشم، حيث قال المهندي في التسجيل، إن مسلحين نفذوا تفجيرات في ميناء بوصاصو الصومالي لتعزيز مصالح قطر.

فالبيان الذي أصدره مكتب الاتصال الحكومي القطري للرد على التسجيل المسرب تضمن 4 دلائل تؤكد تورط تنظيم “الحمدين” من جانب وسذاجة وحماقة التبريرات التي ساقها للتهرب من تلك الورطة من جانب آخر.
أول تلك الدلائل هو محاولة البيان التنصل من كايد المقرب من أمير قطر وأنه “لا يمثل حكومة دولة قطر”، فيما تجاهل البيان تماما الحديث عن السفير القطري المتورط مع كايد في المؤامرة الإرهابية.

الأمر الثاني هو حديث قطر وهي متهم رئيسي في المؤامرة الإرهابية على أنه “سيتم إجراء تحقيق حول هذا الشخص”، فكيف يجري المتهم تحقيقا مع نفسه؟!.
الأمر الثالث اعترافها بطلب الحصول على نسخة من التسجيلات التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، وهو الطلب الذي رفضته الصحيفة، وهو الأمر الذي يعكس فزعا قطريا من وجود تفاصيل أخرى للتسجيل لم تكشف بعد أو مكالمات أخرى تم تسجيلها بالطريقة نفسها.


الدليل الرابع والأهم هو أن البيان لم ينكر صحة التسجيل أو يشكك في مصداقيته، بل بني محور تنصله من المسؤولية عنه، في التبرؤ فقط من رجل الأعمال المقرب من أمير قطر.
والتبرؤ من الحديث عن رجل الأعمال القطري خليفة كايد المهندي المقرب من أمير قطر أمر لا يبدو منطقيا في ظل وجود دلائل قوية تؤكد عكس ذلك، أولها طريقة حديثه مع السفير القطري التي تؤكد المركز الذي يحتله تنظيم الحمدين، ثانيها تأكيد صحيفة “نيويورك تايمز” أن المهندي مقرب من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبينهما صور شخصية معا.

ووفقاً لتقارير إخبارية ورسائل نصية قدمتها وكالة استخبارات كثيرا ما يسافر المهندي مع الأمير، وهو ما أكده خبر سابق نشرته وسائل إعلام إندونيسية جاء فيه أن تميم بن حمد وصل إلى إندونيسيا بصحبة وفد، ومن بين هؤلاء ورد اسم خليفة كايد المهندي.
وكان تقرير أوردته صحيفة “تونيزي تيليجراف” التونسية عام 2017 تحدث عن المهندي باعتباره “رجل الاستخبارات القطرية” الذي يعمل انطلاقا من تونس لدعم مليشيات إرهابية في ليبيا المجاورة تحت غطاء رجل أعمال.

ونقل التقرير عن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أن وظيفة المهندي هي تمويل الإرهابيين في ليبيا، وذلك من تحويله أموالا من حساب له في بنك بتونس، نحو بنك آخر بولاية تطاوين، ومن ثم تصل هذه الأموال إلى ليبيا.
وعمل المهندي في تونس تحت غطاء المشاركة في مشاريع سياحية بمدينة توزر التونسية، وقدرت التقارير قيمة هذه الأموال التي حولت عبر هذا الحساب بـ8 مليارات دولار.

أما السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة فقد أصدر تميم قرارا بتعيينه سفيرا في مقديشو يوم 20 مارس 2018 بعد أن عمل لسنوات قائما بأعمال بالإنابة بسفارة بلاده في الصومال، ونشط خلال فترة عمله في التغلغل داخل الدولة الصومالية وشراء ولاءات المسؤولين الصوماليين.
هذا فيما اتهم رئيس ولاية بونتلاند الصومالية سعيد عبدالله دني، قطر بالتخطيط وتنفيذ تفجيرات إرهابية في مدينة بوصاصو التجارية الواقعة شمال شرقي البلاد.


وأكد دني، في تصريحات صحفية، صحة الاتهامات التي وجهتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية لقطر وكشفها عن تورط الدوحة في تنفيذ تفجيرات ميناء بوصاصو التي وقعت خلال شهر فبراير الماضي.
وكان مسلحون نفذوا هجمات إرهابية استهدفت الميناء، ما أدى إلى مقتل بول أنتوني فورموزا رئيس الشركة المسؤولة عن تطوير ميناء بوصاصو والتابعة لموانئ دبي العالمية.

ودعا سعيد الملقب بـ”سعيد ديني” البرلمان الاتحادي إلى إجراء تحقيق في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” يربط النظام القطري بهجوم إرهابي في مدينة بوصاصو.
وقال ديني: “أدعو لجنتي مجلس الشيوخ ومجلس النواب في الصومال إلى إجراء تحقيق موثوق به في تقرير نيويورك تايمز”، مضيفا “أنا لا أقول [إن ما ورد في التقرير] هو الحقيقة النهائية، لكنه عزز الشكوك التي كان لدى الكثير من الناس في الماضي، بأن العديد من الأعمال التي تقوض الأمن كانت مدبرة خارج بونتلاند”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *