الدولية

بعد مماطلة .. قطر ترضخ لتحقيق في مقتل عامل بريطاني

عواصم ـ وكالات

بعد مماطلة لنحو عامين ونصف العام، رضخت قطر لفتح تحقيقات موسعة برئاسة قاضٍ بريطاني في مقتل عامل بريطاني أثناء مشاركته في أعمال بناء أحد ملاعب كأس العالم 2022
، ووفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن اللجنة القطرية المنظمة لأعمال مونديال كأس العالم 2022 وافقت على فتح تحقيق في مقتل البريطاني زاك كوكس، الذي قضى خلال عمله في الإنشاءات في يناير 2017.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء حقوقيين، أن هذا أول تحقيق معروف بشأن حادث وفاة بعينها وقعت خلال أعمال بناء ملاعب كأس العالم، في إشارة إلى حالات كثيرة لم تظهر للعلن.

وأوضحت أن التحقيق سيجرى برئاسة روبرت أكينهيد، وهو قاضٍ سابق بالمحكمة العليا البريطانية يتمتع بخبرة كبيرة في قوانين البناء وحوادث مواقع التشييد.

وطلب من أكينهيد “دراسة الأسباب وراء مقتل زاك، والقرارات التي أدت لمقتله، وعملية التحقيق منذ الوفاة ودروس السلامة المستفادة والمطبقة منذ الحادث”.

وقالت عائلة كوكس، في بيان: إن الفترة منذ وفاته كانت “صعبة للغاية على العائلة”، مرحبين بقرار فتح التحقيق والملابسات التي أدت لمقتله، ومحاولة ضمان تعلم الدرس الذي يمكن أن يمنع وقوع حوادث مشابهة في المستقبل.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الفجوة الكبيرة بين مقتل كوكس وفتح التحقيق تؤكد حساسية المسألة في قطر، وزيادة إصرار العائلة على البحث عن إجابات واضحة عن كيفية وفاة نجلهم.

ولقي كوكس مصرعه في استاد خليفة الدولي، بعد سقوطه من ارتفاع 40 مترا من منصة معلقة؛ إذ كان يعمل مع شركة مقاولات تعمل لحساب شركة ألمانية.

ومنذ بدء الدوحة إنشاءات الاستادات، يدفع مئات العمال من مختلف أنحاء العالم أرواحهم في سبيل تحقيق حلم “تنظيم الحمدين” في استضافة مونديال 2022 مهما كان الثمن، دون مراعاة للظروف والقيم الإنسانية التي يجب أن يعمل فيها العمال حفاظا على أرواحهم.

وفي شهر فبراير الماضي، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان “الواقع عن كثب: أوضاع حقوق العمال الأجانب في قطر”، فنّد أكاذيب الدوحة بشأن إنهائها الانتهاكات العمالية، ليضاف ذلك إلى سجلها الأسود في حقوق الإنسان.

وفى سياق منفصل، أوقفت السلطات الباكستانية رئيس الوزراء السابق شهيد خاقان عباسي، في لاهور للتحقيق معه في تهم فساد.

وكان عباسي الذي تولى وزارة النفط سابقا، قد تسلم مقاليد الحكم في البلاد، في أغسطس 2017 ليخلف نواز شريف، رئيس الوزراء آنذاك، والذي كان مقربا منه، وأقيل بتهمة الفساد، وبقي في منصبه حتى صيف 2018 عند انتخاب رئيس الوزراء الباكستاني الحالي عمران خان.

وقال متحدث باسم مجلس المساءلة الوطني في باكستان: إن المجلس المعني بمكافحة الفساد اعتقل عباسي في قضايا فساد تتعلق بمنح عقود بشأن الغاز المسال لشركة أجنبية بالمخالفة للقانون.

ولم يقدم المتحدث باسم المجلس تفاصيل عن أسباب الاعتقال، لكن نسخة من أمر اعتقاله كشف عنها حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز شريف، الذي ينتمي إليه عباسي، تشير إلى أنه متهم بالفساد وممارسات فاسدة.

فيما تشير المعلومات إلى ارتباط خاقان برئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم، الذي قدم رشى لنواز شريف؛ من أجل تسهيل تمرير اتفاق الغاز الطبيعي المسال بين قطر وباكستان، والذي أبرمته بالفعل الحكومة السابقة برئاسة شريف، في وقت كان فيه خاقان عباسي وزيرا للنفط.

وعقب اكتشاف فساد نواز شريف وخليفته خاقان عباسي، قال وزير النفط الباكستاني، غلام سرور خان، قبل نهاية عام 2018: إن بلاده قد تلجأ إلى محكمة التحكيم الدولية، وذلك على خلفية اتفاق الغاز الطبيعي المسال مع قطر.

وكشف موقع “Dawn” الباكستاني أن الحكومة الباكستانية تفكر في إعادة التفاوض بشأن اتفاق استيراد الغاز الطبيعي المسال، مدته 15 عاما، مع الدوحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *