سياسة مقالات الكتاب

الدوحة ونظامها العبثي

يبدو أن دبلوماسية الدوحة لا تعترف بثقافة المراجعة والنقد لأنها تتمنهج على سياسة الرقص فوق رؤوس الثعابين، تلك السياسة العبثية وعالية المخاطر، والتي أوردت علي صالح وبلاده إلى المهالك ، فهي سياسة تلونية ومضللة، وتصل إلى حد التناقض في منهجيتها، وتتعب مراقبيها لدرجة صعوبة التفسير، فهي لا تسير وفق مبدأ أو رؤية، ولا تبحث عن هدف، بل تخلق أجواءً من الفوضى ، وتسعر المخاطر حولها ، وحتماً ستفضي إلى الانتحار السياسي ، لأن طموحاتها أكبر من حجمها ، وأحلامها أضخم من قدراتها !!.

إن ما اقترفته الدوحة من تصرفات لا مسؤولة أبان مغادرة وفدها القمة الإسلامية الأخيرة ينم عن وقوعها أسيرة لهذه السياسة العبثية ، فمخرجات القمة الإسلامية في مضمونها تتوافق مع مصلحتها العامة ضمن المنظومة الإسلامية ، فكون جغرافيتها صغيرة ، ويتكدس 90 % من شعبها الصغير في العاصمة الدوحة، فمن مصلحتها أن تصبح ضمن تكتل سياسي إسلامي ضخم ، له قدراته الإقتصادية والعسكرية في المنطقة ، وسيضمن لها مشروع حماية في المستقبل ، ولكن عنجهية النظام القطري وسياسته العبثية في المنطقة فوتَ على كيانه وشعبه هذه الفرصة الثمينة !!.

صورة أخرى ، لهذه السياسة الغريبة ، فالكل يعرف أن منطقة الخليج العربي قابلة لمواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران ، والكل يدرك أن طهران تتربص بالجغرافيا العربية ولديها مشروع استعماري عبر تصديرها للثورة الخمينية ، ومع هذا كله ، رفضت الدوحة بيان القمة الإسلامية في إدانته لإيران وأكدت وقوفها مع طهران في أزمتها ، وفي المقابل ، أصدرت الخارجية الإيرانية بياناً تشكر الدوحة على موقفها معها ، وفي ذات الوقت ، تشهد قاعدة العديد القطرية احتشاداً عسكرياً ضخماً للقوات الأميركية احتساباً لأي ظروف حربية طارئة مع طهران، هذه الصورة المتناقضة والمتلونة لتنظيم الحمدين في الدوحة يؤكد أن الدوحة تنتهج سياسة العبث ، وهي لا شك سياسة ستورد القطريين المهالك !!.

وأخيراً ، بات العرب والمسلمون يدركون جيداً مخاطر تنظيم الإخوان على أوطانهم ، فهو شبكة تنظيمية تتوغل في الجسد الإسلامي لصالح أجندات أجنبية متأسسة على ثقافة وهم الخلافة وعودة الأتراك إلى البلاد العربية ، الغريب أن أبجديات الإخوان لا تعترف بالأنظمة الحاكمة في الخليج خصوصاً ، ولديها أطماع علنية في ثروة النفط الخليجي بما فيها الثروة القطرية ، ومع كل هذه المخاطر ، تصر الدوحة على احتضان التنظيم الإرهابي لديها ، وتمول أجندته في مشارق الأرض ومغاربها ، ألم أقل لكم يا سادة إنه نظام عبثي ؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *