الدولية

المال القطري .. ترسيخ الانقسام الفلسطيني وخدمة أجندة الاحتلال

 فلسطين – مها العواودة

استمرارا للدور القطري الخبيث في تنفيذ المخطط الصهيوني لتقويض انتفاضة الشعب الفلسطيني، يواصل نظام الحمدين تغذيته للانقسام الداخل الفلسطيني من خلال مساعدات الفرقة التي ترسلها لحركة حماس عبر مندوبها العمادي بتنسيق مباشر مع المسؤولين الإسرائيليين بعيداً عن السلطة الوطنية الفلسطينية المسؤول الأول والأخير عن تنفيذ المشاريع لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الأمر الذي ترفضه السلطة الفلسطينية وتعتبره تكريساً للانقسام الفلسطيني.


وكان وفد قطري يقوده السفير محمد العمادي قد وصل إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، لوضع تفاصيل صفقة بيع القضية الفلسطينية، من خلال المساومة على أزمة الكهرباء، التي يعاني منها السكان منذ فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع قبل 13 عاما، مما يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن قطر ماضية في سلخ غزة عن باقي فلسطنين لتحقيق أهداف صهيونية وتكشف زيف تعاطفها مع الشعب الفلسطيني الذي رمى مندوب تميم في غزة بالأحذية.

هذا فيما اكد مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية والدولية الدكتور نبيل شعث لـ”البلاد” أن أي دعم لقطاع غزة يجب أن لايتعارض مع رغبة السلطة الفلسطينية في تحقيق الوحدة الوطنية. مشيراً أن السلطة الفلسطينية وضحت وطلبت من قطر أن تكون المساعدات التي ترغب في تقديمها لأهل غزة من خلال الحكومة والسلطة المركزية حتى لاتصبح لهذه المساعدات دوراً في تغذية الانقسام الفلسطيني.

وتابع شعث” نحن ندرك أن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بحاجة إلى دعم ومساندة لمواجهة الحصار، والمشاكل والأزمات التي خلقتها حركة حماس، فمن هنا يجب أن يكون دعم غزة وإنقاذها من أزماتها من خلال السلطة الفلسطينية.

كما قال لـ “البلاد” الوزير الفلسطيني السابق أشرف العجرمي إن قطر لديها مشروع مرتبط بحركة الإخوان المسلمين وهو بعيد عن المشروع الوطني الفلسطيني بشكل عام وكذلك علاقة مباشرة مع إسرائيل، لافتاً أن قطر تسعى للحفاظ على دور لها في المنطقة من خلال حماس في غزة، وهي معنية بالحفاظ على الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية من خلال عملها بدون العودة للسلطة.


مشيراً أن الخطوات القطرية تتناقض مع ما تريده السلطة الفلسطينية وهو عودة قطاع غزة إلى الشرعية وتوحيد شقي الوطن ومواجهة المشروع الاستيطاني.

في السياق أكد لـ “البلاد” الكاتب والمفكر العربي الدكتور جمال أبو نحل أن قطر تلعب دوراً سلبياً ومرفوضاً، وتزيد من الشرخ الفلسطيني بين الأشقاء الفرقاء بتجاوزها السلطة الفلسطينية، وأن ما تقوم به قفز وتجاوز للسلطة وعمل يؤسس لفصل غزة عن الوطن ويتماشى مع أهداف قطر في السير بمركب الاحتلال وأمريكا.

وليس ببعيد من حديث شعث قال القيادي الفلسطيني وليد العوض لـ”البلاد” إن قطر تواصل سيرها في طريق التطبيع مع الاحتلال، وتجاوزها للسلطة هو رسالة أن قطاع غزة يجري وضعها على سكة طريق مختلف لمستقبل الأراضي الفلسطيني والمشروع الوطني، إضافة إلى أن ذلك يستغل الأوضاع الصعبة للشعب المنهك في قطاع غزة، ويضع غزة تحت وطأة الابتزاز الإسرائيلي”.

ووجه العوض رسالة لقطر قائلاً: “الشعب الفلسطيني لن يسمح بأية حال من الأحوال بتصفية قضيته الوطنية، والمطلوب أن تحددوا مكانكم إما أن تكونوا إلى جانبه في معركته مع الاحتلال الإسرائيلي أو مع الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *