الدولية

قطر وإسرائيل.. علاقات تجاوزت التطبيع للمصالح المشتركة الدوحة واجهة مفضلة للسياح الإسرائيليين

فلسطين – مها العواودة

استمرارا لسياسة التطبيع والتقرب من دولة الاحتلال الاسرائيلى، وبعيدا عن الشعارات السياسية التي يرفعها تنظيم الحمدين” بين الفينة والأخرى، في إطار بكائه المزعوم على القضية الفلسطينية، باتت قطر وطيرانها الخيار الأول للسياح الإسرائيليين بعد أن سهلت الدوحة دخولهم إلى أراضيها بدون تأشيرة، ما يعد انعكاساً لتنامي العلاقات بين البلدين، ودليل جديد على مضي الدوحة قدماً في الابتعاد عن حضانتها العربية.

لم تكتف قطر بفتح أبوابها على مصراعيها أمام الوفود الإسرائيلية إلى الدوحة، لكن في حدث نادر بالخليج العربي، عزف النشيد الوطني الإسرائيلي.

وتعقيباً على هذه الخطوة القطرية التي تأتي لتشجيع “سياحة الإسرائيليين في قطر” بعد أن عزلت نفسها عن شقيقاتها الأمر الذي تسبب في خسائر اقتصادية فادحة طالت الفنادق والخطوط الجوية القطرية، قال الكاتب والمحلل السياسي د.ناصر اليافاوي لـ”البلاد” :”لابد من الوقوف أمام ما تحدث به الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي شابتاي شافيت أن قطر لعبت دوراً تاريخياً لصالح إسرائيل في المنطقة، وأن ما قدمته قطر لصالح إسرائيل أكبر بكثير مما قدمته إسرائيل لصالح الدوحة

وأضاف اليافاوي قائلاً ” الأشد من ذلك صمت الدوحة على حديث شابتاي شافيت حينما قال (إن قطر هي الذراع السياسية لإسرائيل في المنطقة)

وتابع : يبدو أن كل تحالفات وتصرفات دويلة قطر تأتي في سياق التحدي الخفي لأشقائها العرب من جانب، والسعي الحثيث لرفع الحصار عن إسرائيل من جانب آخر وهذا ما لامسناه حين طالب أمير قطر بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على إسرائيل، وتم تسخير خزائن قطر وعزيمة قادتها لخدمة إسرائيل التي وعدت الحمدين لجعلهم لاعبا مهما في منطقة الشرق الأوسط، بما يتعدى أبعادها الجغرافية وحجم سكانها، مشيراً أن قطر أصبحت الذراع السياسية الاقتصادية لإسرائيل خاصة بعد التعاون الإلكتروني الجديد مع إسرائيل.
بدوره شدد مؤسس المخابرات القطرية اللواء محمود منصور على ان الدوحة باتت عميل خاضع لأراده المخطط الصهيوني في المنطقة ولديه توجه كامل للارتماء في احضانه.

وأشار منصور الى ان قادة قطر يشعرون بالغيرة والضغينة تجاه دول الجوار سيما التي أصبحت مصدر جذب سياحياً، فظن حاكم قطر ان إمكانهم تحويل قطر لمنطقة جذب اقتصادي وسياحي، رغم تداعي الحالة الاقتصادية في قطر نتيجة لرعايتها للإرهاب، فاختاروا الطريق القريب من الصهاينة على حساب محيطهم العربي.

وأضاف قائلاً: هنا كان للصديق الصهيوني السلوك الواجب تجاه الفشل السياحي الذي عانى منه امير قطر.

في السياق قال مدير الدراسات والأبحاث بمركز الخليج للأبحاث جمال أمين همام إن قرار نظام الحمدين فتح أجواء قطر للإسرائيليين يأتي تأكيدا لما هو قائم بين قطر وإسرائيل منذ انقلاب الحمدين في منتصف تسعينات القرن الماضي فالمعروف ان ذلك الانقلاب تم بترتيب ومساعدة إسرائيلية، والعلاقة بين البلدين قائمة ومستمرة ومتزايدة بينهما منذ ذلك الوقت. وتابع”: هناك علاقات علنية بين البلدين بدأت بافتتاح مكتب تمثيل لإسرائيل في الدوحة كما يتم تبادل الزيارات العلنية بين المسؤولين في البلدين وعلى اعلى مستوى ، إضافة إلى التنسيق بين السياسية الخارجية وتجاه الشرق الأوسط بين البلدين، وزاد هذا التنسيق بعد أن أختار النظام القطري الارتماء في أحضان إسرائيل وإيران وتركيا والخروج عن الإجماع الخليجي والعربي وفضلت الدوحة العزلة عن جيرانها واشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي واخذت تلعب على وتر العلاقات مع دول الاقليم التي تنتهج سياسة ضد دول مجلس التعاون ظنا منها ان ذلك يحقق لها مكاسب على حساب الأشقاء ” وأضاف همام : أن تصرفات النظام القطري بالوقوف في صف الدول الإقليمية على حساب استقلال بلاده وعزلها من جوارها وعمقها الطبيعي يعكس حالة التخبط والفشل التي يعيشها هذا النظام، ويجسد حالة فقدان الوعي السياسي وضيق الرؤية الاستراتيجية وكذلك يوضح ضعفه ومحاولاته للاستقواء بالخارج وتثبيت وجوده على سدة الحكم في بلده حتى لو على حساب شعبه ومصالح هذا الشعب ومستقبله.

بدوره حذر الكاتب والمحامي الفلسطيني زيد الأيوبي من خطورة التوجه القطري، واصفاً ذلك بأنه تسليم للأراضي العربية على طبق من ذهب للاحتلال الإسرائيلي، وبهذه الخطوة تصبح قطر مدينة إسرائيلية مثلها مثل تل أبيب ويافا وحيفا يدخلها الإسرائيلي آمنا مطمئنا.

وفى السياق اشار الباحث المصري في شؤون جماعات الإسلام السياسي عمرو فاروق، إلى أن قيام قطر بمنح السياح الإسرائيليين حق دخول أراضيها والسياحة فيها، يأتي في إطار التطبيع الممنهج والمستمر مع الكيان الصهيوني.
وشدد فاروق فى حديثه لـ”البلاد”، على أن قطر تسعى جاهدة لإرضاء إسرائيل مهما كانت الأوضاع، لافتاً أن عملية تطبيع قطر مع الكيان الصهيوني، ليست وليدة اللحظة الراهنة.

كاشفاً عن وجود العديد من الشركات الأمنية الإسرائيلية التي تحمى آبار النفط، إلى جانب دفع الدوحة ملياري دولار لشركات إسرائيلية، لتأمين مونديال كأس العالم 2020، يضاف إلى ذلك أن شركة “مئولا للاستثمار” القطرية تساهم بشكل مباشر في بناء المستوطنات الإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *