المحليات

المسنون خبرات حافلة بالعطاء وحقوقهم مصانة

جدة ـــ عبدالهادي المالكي

حينما يأتي ذكر المسنين فإن بوصلة الذاكرة تتوجه نحو ساحة قلة النشاط وإعادة الذكريات ، ولكن في الواقع فإن المسنين لهم دور في حراك الحياة ، لا يقل عن أصحاب الدماء الجديدة ، فهم يعملون في مناشط العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال اللاحقة من خلال خبراتهم التي اكتسبوها في الحياة .

وفي المملكة يجد المسنون كل رعاية واهتمام ويتم الإستفادة من خبراتهم وقدراتهم وتجاربهم في مختلف مناحي الحياة .

ويصادف اليوم السبت فعاليات اليوم العالمي للتوعية بحقوق المسنين ، والذي يعني بمعرفة حزمة المساهمات التي تقدمها هذه الفئة، فضلا عن تسليط الضوء على الإسهامات الكبيرة التي يقدمونها في المجتمع، إلى جانب رفع مستوى الوعي بالمشكلات والتحديات التي يواجهونها في عالم اليوم، إذ تؤكد الحيثيات إلى أنه إذا ظلت نسبة ضحايا إساءة معاملة المسنين على المستوى العالمي ثابتة، فسوف يزداد عدد الضحايا بسرعة بسبب شيخوخة السكان، حيث يزداد عددهم إلى 320 مليون ضحية بحلول عام 2050.

وانطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف فإن المملكة تهتم بتوفير الرعاية الاجتماعية المتكاملة لكل مواطن ذكرا كان أم أنثى أعجزته الشيخوخة عن إمكانية العمل أو القيام بشؤونه الشخصية بنفسه بحيث يحتاج إلى رعاية وخدمات خاصة وعدم وجود من يقوم برعايته وشؤونه ويبلغ عدد دور الرعاية الاجتماعية بالمملكة 12 دارا تقدم حزمة من الخدمات لهذه الفئة التي أفنت زهرة عمرها في التربية والعمل.

الرعاية الاجتماعية
تبدأ الرعاية منذ لحظة استقبال الحالة صرف مستلزماته ثم تعريفه بالدار وبرامجها وأجهزتها والعمل على استقرار وضعه بالدار وحل مشكلاته..

الرعاية الطبية
تقوم الدار بتوفير الرعاية الطبية الكاملة لكل مقيم وفتح ملف طبي خاص له بمعرفة طبيب الدار مع متابعة المرضى والكشف عليهم وصرف العلاج اللازم لهم والإشراف على الصيدلية الخاصة بالدار.

الرعاية المنزلية
تتمثل هذه الرعاية للمسنين الذين لاتنطبق عليهم شروط االقبول بالدار لوجود عائل لهم بحيث تقوم الدار بإرسال فريق يتكون من طبيب وأخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي وأخصائي علاج طبيعي وعامل عناية شخصية يتم من خلالهم تقديم الرعاية اللازمة للمسن داخل اسرته وتوجيه الأسره نحو الرعاية المناسبة لحالته.

برامج الإعاشة
تقدم الدار وجبات غذائية للمقيمين تقوم بإعدادها الدار وتأمين المواد من قبل متعهد يتم الإتفاق معه من قبل الوزارة كما أن هناك مصروفا للمقيمين يقدر بـ 200 ريال بالإضافة إلى تأمين الكسوة للمقيمين والمقيمات شتاءا وصيفا.

النشاط الثقافي
في كل دار للمسنين هناك العديد من الأنشطة والبرامج الثقافية مثل الاستمتاع بقراءة بعض الصحف والمجلات والاستماع للإذاعة الداخلية وإذاعة القرآن الكريم وبعض الأحاديث الدينية وحضور بعض الندوات.

النشاط المهني
توفر الدار فرص الأشغال اليدوية والهوايات للمقيمين غير القادرين كوسيلة لشغل أوقات الفراغ.

النشاط الترفيهي
تهتم الدار بألوان النشاط الترفيهي والرياضي حيث تنظم بعض الألعاب الداخلية الخفيفة مثل رياضة المشي وبعض التمرينات التي تناسب المسنين وتراعي كبر سنهم .

بالإضافة على ذلك تقوم الدار بتنظيم حفلات السمر الترويحية والخروج في نزهات خارج الدار للحدائق والمنتزهات العامة وكذلك زيارة بعض المعارض والمهرجانات السنوية بالمناطق والرحلات السياحية الداخلية سواء السياحة الدينية أو السياحة الترفيهية كذلك عمل ملتقى سنويا لجميع الدور نساء ورجالا.

خدمة المجتمع
وتعمل وزارة العمل على إبراز دور المسنين في تنمية وخدمة المجتمع وقدرتها على العطاء، والاستفادة من خبرات وطاقات كبار السن المهنية والعلمية، والتعريف بالجهود المحلية والدولية المتعلقة بفئة المسنين، ومساندة المسنين ورفع مستوى الوعي بحقوقهم والاهتمام بهم.

وتقدم الوزارة للمسنين الرعاية الشاملة الصحية والاجتماعية والنفسية ، بالإضافة إلى تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من المسنين وأسرهم عبر وكالة الضمان الاجتماعي، والأجهزة التعويضية من كراسي متحركة وأسرة طبية وسماعات وغيرها، وبرنامج الرعاية المنزلية للمسنين داخل إطار الأسرة من خلال برنامج زيارات متابعة لهم .

إساءة المعاملة
يمكن تعريف إساءة معاملة المسنين بأنها فعل واحد أو متكرر أو غياب الإجراء المناسب، الذي يحدث في أية علاقة يكون فيها توقع الثقة التي تسبب الأذى أو الإحباط لشخص مسن، ويمكن أن تتخذ إساءة معاملة المسنين أشكالًا مختلفة مثل الإساءة البدنية والنفسية والعاطفية والجنسية والمالية.

كما يمكن أن يكون نتيجة إهمال مقصود أو غير مقصود.

كما أشارت دراسة أجريت إلى أفضل الأدلة المتاحة من 52 دراسة في 28 دولة من مناطق مختلفة، بما في ذلك 12 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، أن هناك 15.7٪ من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا وأكثر يتعرضون لشكل من أشكال سوء المعاملة.

ومن المرجح أن يكون هذا الرقم أقل من الأرقام الحقيقية، حيث يتم الإبلاغ عن حالة واحدة فقط من بين كل 24 حالة من حالات إساءة معاملة المسنين، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن كبار السن يخشون في كثير من الأحيان الإبلاغ عن حالات إساءة المعاملة للعائلة أو الأصدقاء أو للسلطات.

 

الأمم المتحدة: 1.4 مليار
مسن بحلول 2030

يصادف اليوم (السبت) 12 شوال الموافق 15 يونيو 2019م، اليوم العالمي للتوعية بحقوق المسنين؛ إذ إن أكثر من 700 مليون شخص فوق سن الستين، وبحلول عام 2050، سيكون عددهم بليوني نسمة، أي أكثر من 20 في المائة من سكان العالم، 60 سنة أو أكثر. وستكون الزيادة في عدد كبار السن أكبر وأسرع عدد في العالم النامي، ومقارنة بآسيا، التي يتم وصفها على أنها المنطقة التي يوجد فيها أكبر عدد من كبار السن، تواجه أفريقيا أكبر نمو متناسب. ومن هذا المنطلق، فمن الواضح أن الاهتمام المعزز بالاحتياجات والتحديات الخاصة التي يواجهها العديد من كبار السن أمر مطلوب. ومع ذلك، لا تقل أهمية المساهمة الأساسية التي يمكن أن تستمر بها أغلبية الرجال والنساء الأكبر سنًا في أداء المجتمع، إذا توفرت ضمانات كافية.

حقوق الإنسان تكمن في صميم كل الجهود المبذولة في هذا الصدد.

يستلزم الالتزام بالمبدأ الإرشادي للأمين العام “لن نهمل أحدا”، فهم أن الديموغرافيا مهمة للتنمية المستدامة، وأن الديناميكيات السكانية ستشكل التحديات التنموية الرئيسة، التي يواجهها العالم في القرن الحادي والعشرين. إذا كان طموحنا هو “بناء المستقبل الذي نريده”، يجب أن نتناول السكان الذين تجاوزوا الستين عامًا، والذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى 1.4 مليار بحلول عام 2030 .

وسيدخل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (UDHR) عامه 70 في هذا العام، ويحتفل باليوم الدولي لكبار السن بأهمية هذا الإعلان، ويؤكد من جديد الالتزام بتعزيز تمتع جميع كبار السن بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

لقد ولد أبطال حقوق الإنسان “المسنين” في وقت اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948. وهم من فئات مجتمعية متنوعة مثلهم كمثل مجتمعاتهم التي يعيشون فيها: فكان منهم من يدافع عن حقوق الإنسان على المستوى الشعبي ومستوى المجتمعي، وأصبحوا شخصيات بارزة على المسرح الدولي. وجميعهم يستحقون الاحترام والاعتراف بتفانيهم والتزامهم بالمساهمة للوصول إلى عالم خال من الخوف وخال من العوز، وخصص في الأمم المتحدة موضوع 2018 إلى:

• تعزيز الحقوق المكرسة في الإعلان وما يعنيه في الحياة اليومية للمسنين؛
• زيادة ظهور كبار السن كأعضاء مشاركين في المجتمع ملتزمين بتحسين التمتع بحقوق الإنسان في العديد من مجالات الحياة، وليس فقط تلك التي تتصل بهم بشكل مباشر.
• التفكير في التقدم والتحديات في ضمان التمتع الكامل والمتكافئ بحقوق الإنسان والحريات الأساسية من قبل كبار السن.
• إشراك الجماهير على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وتعبئة الناس من أجل حقوق الإنسان في جميع مراحل الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *