الدولية

قطر تفارق الصف العربي .. وتنحاز لإرهاب ملالي إيران

جدة ــ وكالات

كعادتها نفضت قطر يدها بالليل مما غزلته في النهار، فالدولة التي لا تخفي تبعيتها السياسية لإيران، لم تستطع الثبات على موقف عربي موحد إلا بضع ساعات لتعود إلى نهجها المعروف وتعلن صراحة خيانتها للعرب، وتعمد تحالفها الآثم مع الملالي بدماء شعوب المنطقة البريئة.

اذ سجلت قطر موقفا مخزيا جديدا في سجلها الأسود الطويل، فبعد 4 أيام كاملة على القمتين الخليجية والعربية الطارئتين، اللتين عقدتا في مكة المكرمة، أعلنت الدوحة تحفظها على بياني القمتين، رغم عدم إبدائها أي معارضة آنذاك.

وجاء موقف الدوحة بالتزامن مع ذكرى مرور عامين على مقاطعة قطر، التي بدأت في 5 يونيو عام 2017، بإعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها لقطر؛ لإصرارها على دعم الإرهاب، والعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

عاما بعد عام وقمة تلو قمة، يثبت نظام “الحمدين الحاكم في قطر” صواب موقف الدول الأربع، ويأبى إلا أن يواصل نفس نهجه، ويكرس عزلته، بانحيازه وانحنائه للموقف الإيراني في مواجهة الاصطفاف الخليجي والعربي لمواجهة جرائمه المستمرة.
تزييف الحقائق وإدمان الأكاذيب

على العهد بها في تبديل المواقف وتزييف الحقائق، وإدمان الأكاذيب، أرجع وزير خارجية نظام “الحمدين” محمد بن عبدالرحمن تحفظ قطر على بياني القمتين، بعد 4 أيام كاملة، بأنها كانت تدرس تلك البيانات، زاعمة أنهما أعدا دون استشارة الدول المشاركة.

كما اعترفت صراحة وبوضوح بانتهاجها سياسة مناهضة للسياسة العربية والخليجية، مشيرة إلى أن تحفظها أيضا يعود إلى أن البيانين تضمنا بنودا لا تتفق مع السياسة الخارجية لدولة قطر، في إشارة إلى إدانتهما الجرائم الإيرانية وتدخلها في شؤون المنطقة.

وبالعودة الى البيانين، فإن تبرير وزير خارجية الحمدين “مخجل”، ينطلق من سياسة مخزية ينتهجها نظام الدوحة، فالبيانان يدينان جرائم إيران ويؤكدان “السعي إلى استعادة الاستقرار الأمني بالمنطقة، وأن السبيل الحقيقي والوحيد لذلك إنما يتمثل في احترام جميع الدول في المنطقة لمبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سياداتها”.

وأشار الوزير القطري إلى تحفظ بلاده على بند بيان القمة الخليجية الذي يتحدث عن وحدة مجلس التعاون الخليجي.
ولعل هذا البند الذي تتحفظ عليه قطر في البيان الختامي يؤكد فيه قادة دول الخليج المشاركون في القمة “على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لمواجهة هذه التهديدات، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، ورغبتها في تحقيق مزيد من التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين من خلال المسيرة الخيرة لمجلس التعاون”.

فثمة سؤال هنا يطرح نفسه: هل من عاقل يعترض على هذا البند سوى من يعمل على شق الصف الخليجي وينحاز لحلفائه في محور الشر ضد مصالح شعوب دول الخليج بما فيها الشعب القطري نفسه؟
اختزال أسباب الأزمة :
جاء تصرف قطر المخزي بالتزامن مع مرور عامين على مقاطعة قطر، ليعيد التسليط على نفس الأكاذيب التي انتهجتها عند بداية أزمتها.

وفي إطار سعيها الدائم لتزييف الحقيقة كانت تحاول قطر دائما اختزال سبب الأزمة في التصريحات التي نشرتها وكالة الأنباء القطرية في 24 مايو ٢٠١٧ لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والتي أعلن فيها رفض تصنيف جماعة الإخوان ضمن الجماعات الإرهابية، وكذلك دافع عن أدوار مليشيا حزب الله وحركة حماس وإيران والعلاقة معها، وزعمت الدوحة بعد ذلك أن الوكالة تم اختراقها. ولكن الحقيقة أن الأزمة أعمق من ذلك بكثير، حيث اندلعت في الأساس نتيجة سياسة متواصلة من تنظيم “الحمدين” لدعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. وجاءت الأزمة كنتيجة عدم التزام الدوحة باتفاقية الرياض التي وقعها في 23 نوفمبر 2013 واتفاق الرياض التكميلي في 16 نوفمبر ،٢٠١٤ والتي وقع فيها أمير قطر على الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم إيواء أو تجنيس أي من مواطني دول المجلس ممن لهم نشاط يتعارض مع أنظمة دولته إلا في حال موافقة دولته، وعدم دعم الإخوان.

كما تعهد أمير قطر بالالتزام بالتوجه السياسي الخارجي العام الذي تتفق عليه دول الخليج، وإغلاق المؤسسات التي تُدرب مواطنين خليجيين على تخريب دولهم

استمرار في المكابرة :
بعد أن استنفدت دول الرباعي العربي كل الوسائل لإقناع قطر بالرجوع إلى طريق الحق والالتزام بما تعهدت به ووقف دعمها للإرهاب، أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في ٥ يونيو ٢٠١٧ قطع علاقتها مع قطر، بسبب إصرار الأخيرة على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية.

وفي 22 يونيو ٢٠١٧، قدمت الدول الأربع إلى قطر، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلباً لإعادة العلاقات مع الدوحة، كلها تدور في فلك ما سبق أن تعهد به أمير قطر في إطار اتفاق الرياض ٢٠١٣ واتفاق الرياض التكميلي ٢٠١٤.

وبدلا من أن تبدأ قطر في تنفيذ المطالب الـ13 للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الهادفة إلى تصويب سياسة نظامها استمرت في المكابرة، والتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية بشكل يمس أمنها القومي، عبر التآمر مع العملاء على الأرض أو عبر شن حملات افتراء وترويج أكاذيب منظَّمة ومنهجه تقوم بها قناة “الجزيرة” وإعلام قطر، وتنظيم منتديات ومؤتمرات تستهدف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

شق وحدة الصف :
مجددا، أثبتت الدوحة بموقفها من قمم مكة، صواب موقف الرباعي العربي، واستمرارها في انتهاج نفس السياسة التي تسعى لشق وحدة الصف الخليجي والعربي، وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فواصلت سياستها المتناقضة والمتخبطة المخالفة للإجماع العربي، ففي ظل التصعيد الذي يشهده الخليج، مع ارتفاع حدة التوتر بين واشنطن والقوى الرئيسة بالإقليم من جهة، وطهران من جهة أخرى، تبنت قطر موقف متناقض.

رفض عربي لموقف الدوحة :
بدوره رفض وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، التصريحات التي خرجت بها قطر على لسان وزير خارجيتها عقب انتهاء القمتين الطارئتين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة الدول العربية، وأعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى والتى انعقدت مؤخرًا فى مكة المكرمة.

وقال الجبير “الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الاجتماعات ووفق الأعراف المتبعة وليس بعد انتهاء الاجتماعات”.

وتابع الجبير “قطر تتحفظ على بيانين يرفضان التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، الجميع يعلم بأن تحريف قطر للحقائق ليس مستغربا”، مضيفا “بيان القمة العربية أكد مركزية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.

من جهته، اتهم وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الدوحة بأنها “ضعيفة” بمواجهة “ضغوط” لم يحدد مصدرها.

وقال قرقاش “يبدو لي أن الحضور والاتفاق في الاجتماعات ومن ثم التراجع عن ما تم الاتفاق عليه يعود إما إلى الضغوط على الضعاف فاقدي السيادة أو النوايا غير الصافية أو غياب المصداقية، وقد تكون العوامل هذه مجتمعة”.


وفى السياق انتقد وزير الخارجية البحرينى، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، المشاركة الضعيفة لقطر فى القمتين الطارئتين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة الدول العربية، وأعمال الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى والتى انعقدت مؤخرًا فى مكة المكرمة.

وقال وزير خارجية البحرين “مشاركة قطر كانت ضعيفة وغير فاعلة ولا تتناسب بأية حال من الأحوال مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف الذي انعقدت فيه والغايات المنشودة منها في الحفاظ على الأمن القومى المشترك ومواجهة التحديات التى تهدد الدول العربية والإسلامية وتقوية سبل ودعائم العمل المشترك بما يحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها ويرسخ السلم فيها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *