المحليات

قمة مكة ستسهم في رفع مستوى التضامن العربي

القاهرة – محمد عمر

بخطوات حثيثة تعمل المملكة جاهدة عبر أجهزتها الدبلوماسية إلى إعادة لم الشمل العربى والاصطفاف الكامل لمواجهة التحديات الراهنة بالمنطقة ، ويأتى دور المملكة التاريخى فى إعادة صياغة الرؤى العربية فى قرار موحد يخدم مصالح الأمة العربية ، ومن هنا جاءت أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله فى هذا التوقت البالغ الأهمية لعودة المنظومة العربية إلى العمل الموحد ضد التهديدات التى تحاول العبث بالمنطقة وأمنها استقرارها.

ولاهيمة الدعوة استطلعت ” البلاد ” آراء العديد من الخبراء والمحللين فى الشأن العربى والدبلوماسى حول أهمية الدعوة دور الدبلوماسية السعودية فى المرحلة الراهنة.

وابتدر الحديث رئيس مؤسسة العدل الدولية للدراسات القضائية والدبلوماسية الدكتور كريم عادل قائلاً : تأتي أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله لعقد قمتين خليجية وعربية فيما ستساهم به في رفع مستوى التضامن والتعاون بين الدول العربية المشاركة لأعلى مستوياته لما ستضمنه من تشاور وتنسيق بهدف معالجة القضايا الكبرى والتحديات الجسيمة والتهديدات الخارجية التي تواجهها المنطقة العربية والتي تستهدف تفتيت نسيج المجتمعات العربية ونشر الفوضى بين أبنائها، واحتلال أراضيها، والتعدي على سيادتها، والنيل من أمنها واستقرارها .

خاصةً وأن هذه القمة ستخرج بالعديد من التوصيات التي سيتم تكثيف الجهود والعمل على تنفيذها فوراً، بما في ذلك ضرورة تشكيل ” لجنة عربية مشتركة لإدارة الأزمات داخل المنطقة ” والتي يكون من دورها وضع سيناريوهات مختلفة محتمل حدوثها نتيجة آية تهديدات خارجية ووضع تصورات وآليات التعامل معها ومواجهتها للحد من أثارها وخطورتها على المنطقة كافة.

ولعل دعوة خادم الحرمين الشريفين لهاتين القمتين الخليجية والعربية وإن كان من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، إلا أنها ستبعث برسالة إلى دول العالم كافة، بأن دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية على قلب رجل واحد ، بما يساهم في طمأنة المستثمرين والمؤسسات المالية الدولية وكافة الجهات والمؤسسات ذات العلاقة والصلة بما يضمن الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في المنطقة ومن ثم جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية .

من المتوقع أن تكون القرارات التي ستتمخض عنها القمتان العربية – الخليجية التي ستشهدها المملكة على درجة كبيرة من الأهمية، خاصةً إذا ما نجحت في بلورة موقف عربي موحد في مواجهة التهديدات بعيداً عن أي دور خارجي، واستكشاف السبل المختلفة لوقف أي تصعيد يهدد المنطقة .

خاصةً وأن انعقاد هاتين القمتين يعتبر بمثابة تجديد لروح الدبلوماسية العربية التي دائماً ما تحتاج إلى الاجتماع والوحدة بهدف وضع آليات جديدة للتعامل مع الأحداث الخارجية المستجدة داخل المنطقة .

وفى السياق قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور عمرو الديب أن الدعوة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لقادة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة في مكة المكرمة ، تأتي بسبب إدراك المملكة بالخطر الذي تمثله إيران على دول الخليج العربي بشكل خاص و خطر إيران على الدول العربية بشكل عام.

واضاف: نظرا للدور الكبير الذي تمثله المملكة في منطقة الشرق الأوسط، جاءت هذه الدعوة المهمة التي يمكن لها وضع العديد من النقاط على الحروف من أجل تشكيل موقف عربي موحد ضد الأخطار التي تمثلها إيران في المنطقة.

واردف الديب قائلاً: مسألة الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، و ما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطّتي ضخ نفطيتين بالمملكة، يجعل من الدعوة لهذه القمة حتمية.

وتابع: من هذه النقطة تتحرك الدبلوماسية السعودية في إتجاهات عديدة، و هذه الإتجاهات تمثل مصالح إستراتيجية للوطن العربي ككل.

بدوره قال الكاتب المتخصص فى الشؤون العربية العزب الطيب الطاهر أن ثمة مخاطر حقيقية باتت تحدق بالأمن القومى العربى فى المرحلة الراهنة ,صحيح هى كائنة منذ عقود ,لكن حدتها تصاعدت فى الآونة الأخيرة، غيرأن خطرا أو بالأحرى أخطارا أخرى تبدت خلال العقود القليلة المنصرمة ناتجة عن سياسات طهران العدائية من خلال استغلال أذرعها التى فى المنطقة وتنتمى اليها مذهبيا لتحقيق مآربها، ما تسبب فى حالة غير مسبوقة من الاضطراب وإثارة القلاقل الأمنية والتأثير السلبى على مجمل الأمن القومى العربى. واشار الطاهر الى تدخلات طهران السافر بعض بعض البلدان العربية وتفاخر قادة نظام ولاية الفقي بما يسمونه بالسيطرة على أربع من العواصم العربية

وشدد الطاهر على تفاقم خطر ايران فى الفترة الأخيرة عبر ازرعها من خلال تهديد امن المنطقة عبر محاولة التأثير على حركة السفن التجارية والنفطية من خلال العمل التخريبى قبالة ميناء الفجيرة ، ثم الاعتداء بالطائرات المسيرة على محطتى ضخ لأنبوب نفطى فى المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *